يواجهني هذا السؤال كثيراً، في الكتابة وفي العمل حتى وحتى في الحياة، تواجهني مواقف كثيرة يكون عليك أنت كفرد مسؤولية أن تقود من هم أذكى منك، مثلاً أنا في عمل، صاحب عملي، هذا العمل ملكي والآن لديّ فريق، كيف يمكنني إدارة من هم أذكى منّي برأيك؟ شاركني رأيك أو تجربتك بهذه القضية!
كصاحب عمل وفريق من الموظفين، كيف يُمكنك أن تدير من هم أذكى منك؟
برأي هو أن تعلم حدود مهامك أنت كمدير؛ دورك هو توفير البيئة المناسبة وأعطاء المهام المحددة ونقاش أي نقاط محددة مع أي موظف من وجهة نظر العمل لا من وجهة نظر الذكي هو الأعلم بأمور العمل جميعا وأنما لكل منا دور.
فالإدارة بكل بساطة هي استخدام قدرة الموظفين في تحقيق الهدف المحدد للوظيفة، لهذا نوظف الأكثر ذكاءا حتى منا، فلماذا أقلق لقد وظفته لأنه ذكي ولأنه سيفيد الشركة تحت قيادتي، لذا توقف عن مقارنة نفسك فأنت لست أفضل منهم وهو ليسوا أفضل منك ولكن لكل واحدا منا دوره، فكل ما على المدير فعله هو الثقة بنفسه وبفريقه وأهم شيء هو جعل بيئة العمل صحية للجميع.
ماذا لو تعارض رأيه مع رأيك؟ أيّهم في هذه اللحظة سوف تقوم بجعله رأي لهُ أولوية؟ رأيك الذي تعرف أنّهُ ليس ذكياً كثيراً ولكنه باعتقادك يُمثّل مصلحة للشركة أو رأيه الذي معروف عنه أنّهُ ذكي جداً ولكنّك لست تدري إن كان يرى الشركة كلّها بصورة بانورامية ويعرف ما يحتاج؟ مصيبة هذا السؤال برأيي أنّ نقاش شخص قليل الذكاء أو الحيلة ولو كان مديراً يكون صعباً مع أشخاص كهؤلاء، ولذلك لا أعتقد أنّ النقاش يمكن أن يصل بنا إلى نتيجة واضحة.
لا خاب من اسشتار
نعود ثانية لدور المدير الذي في أذهان الجميع هو الديكتاتور فلو كان هكذا فلن يبذل عناء مناقشته وسينفذ ما يريده هو، أما أنا أتحدث من منطلق خبرتي وأقول أن المشورة دائما ما تجلب الصالح العام وهذا لا يتحقق إلا ببيئة العمل الجيدة التي تم تأسيسها من البداية، فمثلا دائما نقوم بعمل تصويت حينما يتم مواجهتنا لمشكلة لها حل ما لا نتفق عليه بشكل واضح فنقوم بتصويت وننفذ حسب التصويت الأمر ليس معركة ونحن لسنا خصوم فإن كان الهدف لصالح الشركة فأسعى بكل الطرق لنجاحه.
فلماذا أقلق لقد وظفته لأنه ذكي ولأنه سيفيد الشركة تحت قيادتي،
هنا مربط الفأس، كيف يمكنني قيادته دون أن أظلمه أو اضيق عليه، الطريقة المناسبة للتعامل مع الأذكى مني حتى أشجعه واخرج أفضل ما عنده
أولا هو تكوين تلك البيئة الصحية التي طالما تحدثت عنها وعمادها المشاركة والديموقراطية فلا فضل لأحد على الثاني.
ثانيا هو إعطاء كل فرد حقه سواء في راتبه أو وقت العمل وليس الأذكى وحسب.
ثالثا وهو التنويه الدائما بأن لكل منا دور محدد وثابت ونحن جميعا تروس يسلم بعضها بعضا لدفع العمل للأمام.
رابعا هو تقبل هذه الأدوار برحب وذكاء والذكاء هنا ليس ذكاءا عقليا فحسب ولكنه ذكاءا عاطفيا أيضا حتى نبعد عنا تلك الأفكار السلبية التي تؤثر علينا وبها ستؤثر على المؤسسة ككل.
التعامل مع من هم أذكى هو أمر حتمي بالنسبة للحياة الواقعية، أما عن محيط العمل فبنظري أن الأمر سيتخلله الكثير من القلق والاحراج الذي سيؤثر على تعامل الشخص مع فريق من الموظفين الذين يفوقونه ذكاء، لأن طبيعة العمل تقضي بأن المدير هو صاحب السلطة في التوجيه والتحكيم.
الأمر من وجهة نظري يكون عبر تجنب المنافسة، ربما ذلك هو المفتاح لإدارة من هم أذكى مني
التعامل مع من هم أذكى هو أمر حتمي بالنسبة للحياة الواقعية
يحاول الكثير المدراء وأصحاب الأعمال بحسب ما أراقب بتجنّب هؤلاء الأشخاص عبر عدم تعيينهم، هذا كنت شاهد عليه في الكثير من الأعمال التي كنت أعمل بها والشركات، مثلاً مرّة قال أحد أصحاب الأعمال في بلادي بأنّهُ لن يوظّف فلان لإنهُ مفلسف، وهذا بالمراقبة غير صحيح، هو لا يتكلّم عن أمور فارغة وثرثرة، بل يتحدّث عن كيفية التغيير إن كان ضمن منصبه في الشركة مستقبلاً.
صحيح هذا يمثل وقاية من إدارة الأذكى منه، لكن ماذا لو تم توظيف هذا "المتفلسف"؟ أعتقد حينها لا مفر من:
- إما تجنبه قدر المستطاع..
- أو خلق عراقيل تدفعه للاستقالة أو طلب تحويل الفريق
نعم بكل تأكيد وهذا يعزز نظريتي بالمناسبة في مجال الأعمال، ملاحظتي بأنّ ليس الجميع يحتاجون إلى الأشطر والأفضل والأكثر خبرة وذكاء، معظمنا إن أردت التمحيص والبحث نبحث عن شخص تنفيذي بالمقام الأوّل يحوّل أفكارنا نحن إلى أمور موجودة فعلاً دون أن يُشير علينا هو بأمور من أفكاره هو وتفصيله هو مهما كان ذكياً وهذا موجود برأيي في كل الأعمال.
لا أعتقد أنّ هذا ديدن الجميع ومرادهم الدائم، كنت شاهد على الكثير من الدورات التدريبية مثلاً في مجال الكتابة وكان الجميع يحاولون اسكات الشخص الذي فعلاً يدلل على أخطاء في المقولة أو العبارة التي يطرحها المُدرّب ويشكك بها، كان يتجنّبوه هؤلاء رغم أنّهم في الكثير من الأحيان ما يكونون أذكى فعلاً بطروحاتهم ولفتاتهم إلى الأمور الذي يقولونها وإشاراتهم العميقة.
في رأيي يجب دائما ان تحترم ذكاء فريقك وتعترف بمساهماتهم وإنجازاتهم. لا تحاول أن تتنافس معهم أو تثبت نفسك أمامهم. على العكس، كن متواضعاً وتعلم منهم واستفد من خبراتهم ومهاراتهم.
و اجعل فريقك يشعر بالانتماء والتقدير. ابن علاقة ثقة وصدق معهم، وأظهر اهتمامك برأيهم ورغباتهم وتطلعاتهم. شجعهم على المشاركة والابتكار والتعاون.
هذا كلام جميل فعلاً ولا أستطيع إنكاره، ولكن هل تطبيقه دائماً يكون في المتناول؟ مثلاً تقول لي حضرتك أنني يجب دائماً أن أظهر اهتمامي برغبات موظفيني وتطلعاتهم، هل هذا ممكن في ظل ضغوطات تعاني منها أثناء إدارة مشروعك؟ وخاصة عندما يكون لديك أمور مستعجلة يجب أن تقوم بها وغالباً ماس سيكون لديك الكثير من هذه المهام؟ أعتقد أنّ هذا الأمر مثالي أكثر من اللزوم، إلى درجة تجعلني أحياناً أبرر الحاصل سابقاً تحت إدارة ستيف جوبز الذي قيل عنه أنّهُ سيء جداً في هذه الناحية ورغم ذلك تفوّق.
بالتأكيد يا أخي ضياء الأمور ليست دائما مثالية وتطبيق النصائح يعتمد على السياق والظروف. إدارة المشاريع قد تكون مليئة بالضغوط والمهام المستعجلة، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب أن نلبي جميع تطلعات الموظفين في كل لحظة.
و يعتبر اهتمام المدير بتطلعات الموظفين من جوانب القيادة الفعالة. إذا كان لديه ضغوط ومهام عاجلة، يمكن أن تكون هذه التحديات. ولكن هذا لا يعني أنه يجب تجاهل اهتمامات الموظفين تماما. قد يكون من الجيد أن يجد التوازن بين متطلبات المشروع واحترام احتياجات الفريق.
كيف يمكنني إدارة من هم أذكى منّي برأيك؟ شاركني رأيك أو تجربتك بهذه القضية!
الحساسية الزائدة هي التي تتسبب في مشاكل في مثل هذه المعاملات، لهذا القائد الحقيقي وحده من يمكنه التعامل في مثل هذه المواقف بطريقة صحيحة.
بالنسبة لي عند اجد الأذكى مني احاول الاستفادة من ذكائهم قدر المستطاع وتوفير بيئة محفزة لهم حتى يخرجوا كل الابداع الموجود لديهم.
عدم مقارنة ذكائي أو ذكاء أي فرد من الفريق بذكاء الآخر، كل شخص يكون مؤهل للموقف الذي يكون فيه وللمهام المنسوب إليه.
بالنسبة لي عند اجد الأذكى مني احاول الاستفادة من ذكائهم قدر المستطاع وتوفير بيئة محفزة لهم حتى يخرجوا كل الابداع الموجود لديهم.
بالغالب حين تبدأ أي مشروع أو منتج سوف يكون لديك تخيّل ورؤية وطريق نحو تحقيق هذا الهدف وكيفية تحقيقه، وبالغالب أنّ إتاحة المجال إلى أي موظف بشكل إبداعي سوف يولّد الكثير ممن الإسهامات وبالتالي هذه الإسهامات تحتاج أوقاتاً كثيرة حتى تقوم بتحليلها ونقاشها وسوف تتكبّد بصعوبات أكثر بسبب أن الُمبدع أو المساهم هو شخص ذكي، ألا تعتقدين معي بأنّ هذا الأمر إضاعة وقت أحياناً في العمل بأمور مثالية نحن بغنى عنها؟
ألا تعتقدين معي بأنّ هذا الأمر إضاعة وقت أحياناً في العمل بأمور مثالية نحن بغنى عنها؟
بالعكس، الإبداع وتشجيع المساهمات المبتكرة ليست إضاعة للوقت، بل هي أساسية لنجاح أي مشروع أو منتج. هناك عدة
عندما يتم إتاحة المجال للموظفين للمشاركة بحرية بأفكارهم، يمكن أن تتطور أفكار جديدة ومبتكرة وتحل مشاكل بشكل أكثر فعالية وإبداع.
كذلك عندما يشعر الموظفون بأن أفكارهم محترمة ومرحب بها، يزيد انخراطهم ورغبتهم في المشاركة بفعالية في تحقيق الأهداف المشتركة، وهذا يعزز العمل الجماعي والمشاركة في صنع القرارات يعزز من الروح الجماعية ويجعل الموظفين يشعرون بالانتماء والمسؤولية نحو المشروع، على الرغم من أنه قد يحتاج الأمر إلى وقت وجهد لتحليل هذه المساهمات، إلا أن هذه الجهود تستحق الوقت المستثمر. الفوائد الطويلة الأمد التي يمكن أن تأتي من الإبداع والمشاركة الفعّالة تفوق بكثير الجهد المبذول في هذه العمليات.
هذا حال القيادة فعلاً، القيادة مختلفة كل الاختلاف برأيي عن الإدارة، حين أقود أمراً فأنا أوجّه المؤسسة كلها نحو أمر ما دون أي اهتمام بالعمليات اليومية التنظيمية لهذا الموضوع، ولكن بحالة المدير فسيصبح الأمر أصبح بكثير لإنّهُ لديه الكثير من الأمور المبرمجة مسبقاً للقيام بها وأي نشاط إبداعي غير محدد بوقت يمكن أن يسبب تعطيلاً للمؤسسة التي يعملون بها، بالطبع طبعاً خاصة لو كان الشخص الذي نريد أن نناقشه ذكي جداً.
التعليقات