لنفترض بأنك مدير بشركتك وصادفت موظف يبكي، قد يكون البكاء له علاقة بالعمل أو لا، هنا كيف ستتعامل مع الموظف بدون أن يشعر بالخزي أو سيكون أكثر عرضة للأحكام المسبقة.
هل ستتجاهل الأمر وكأنه لم يحدث شيئًا حرصًا على مشاعر هذا الموظف؟ هل ستحاول تفسير مشاعر هذا الموظف؟ أم أنك ستتبع أساليب معينة في التعامل مع الموقف؟
هل ستتجاهل الأمر وكأنه لم يحدث شيء حرصًا على مشاعر هذا الموظف؟ هل ستحاول تفسير مشاعر هذا الموظف؟ أم أنك ستتبع أساليب معينة في التعامل مع الموقف؟
التعامل بإنسانية هو أقل شيء يمكن فعله في تلك اللحظة، أن يتجرد المدير من ثوب العمل، ويحاول فهم ما حصل مع موظفه بكل تواضع ويعامله برحمة ولين، فإن كان الأمر متعلقا سواء بالعمل أو بأمور خاصة، فيمكن أن أعفيه من حضور الإجتماع ليأخذ قسطا من الراحة، أو أطلب مقابلته على إنفراد إن كان الأمر مستعجلا، فقد يكون يواجه مشكلة أو أن لديه إنشغالات طرأت عليه، ربما وفاة أو مرض أو حادث أليم أو ذكرى سيئة تذكرها، بعد ذلك أقوم بحجز موعد له مع الأخصائي النفساني التابع لمؤسستي كي يعود للعمل نشطا ومتحفزا.
تقصد أنه يوجد إجتماع عن بعد، ثم قام الموظف بالبكاء!!! الأمر يختلف فمنطقيا لو كنت مكانه لما تركت دموعي لتظهر أمام الزملاء والمدير وسط الإجتماع! لذلك أستبعد هذا الإفتراض، وإن كان غير ذلك فأرجو أن توضحي أكثر إفتراضك كي أعرف كيف أجيب بشكل صحيح.
أما إن كان الموظف يلقي كلمة ثم غلبته دموعه ومشاعره، ففي هذه الحالة سأعفيه من تكملة الإجتماع وأتواصل معه في نهاية الإجتماع رأفة به، وإحتراما للحضور.
اعتقد من المعيب بحقك كمدير تجاهل مثل هذه الأمور ويجب عليك القيام بمجموعة آجراءت لتكشف الاسباب الخفية وراء البكاء
والأهم من ذلك كله تحديد إذا ما كان العمل هو السبب وراء البكاء او أسباب شخصية من خلال مراجعة كمية الأعمال للموظف وطريقة التعامل معه والمواقف وجميع الأمور الآخرى اذا ثبت العمل أنه السبب اعتقد يجب تغير نظام الاداري في الشركة ومراجعة توزيع المهام على الموظفين وتقديم تعويض اضافي عن ذلك
أما إذا كان أسباب شخصية اقترح متابعة الأمر عن بعد كتابته على مواقع التواصل الاجتماعي تعامله مع زملائه وسؤال زملائه المقربين عنه محاولة تحديد الأسباب للبكاء ولا حرج في سؤاله بشكل شخصي عن سبب بكاءه وعرض المساعدة عليه اذا تعذر كل ذلك
مع الانتباه إن بعض الاشخاص قد يخادعون في ذلك لمحاولة استعطاف الناس و تحقيق أهداف خاصة لذلك يجب الانتباه إلى ذلك إذا كان الموظف كثير الشكوى كثير التذمر وصاحب سوابق في ذلك
والأهم من ذلك كله تحديد إذا ما كان العمل هو السبب وراء البكاء او أسباب شخصية من خلال مراجعة كمية الأعمال للموظف وطريقة التعامل معه والمواقف وجميع الأمور الآخرى اذا ثبت العمل أنه السبب اعتقد يجب تغير نظام الاداري في الشركة ومراجعة توزيع المهام على الموظفين وتقديم تعويض اضافي عن ذلك
برأيي هذه فرصة للمدير ويجب أن يعتنمها، ي يحتاج أن يفهم متطلبات واحتياجات موظفيهم، ما أدراه إن كانوا محبطين من العمل، وغيره من الاسباب الأخرى سواء كانت المتعلقة بالعمل أو كانت شخصية.
مع الانتباه إن بعض الاشخاص قد يخادعون في ذلك لمحاولة استعطاف الناس و تحقيق أهداف خاصة لذلك يجب الانتباه إلى ذلك إذا كان الموظف كثير الشكوى كثير التذمر وصاحب سوابق في ذلك
لا اعتقد ذلك، لأنه ثمة كبير من الموظفين قد يعتبرون البكاء وصمة عار، لذا هم سيحاولون الاخفاء، قد ينجحون في ذلك وقد لا ينجحون.
كل الناس تمر بتجارب صعبة و على المدير أن يدرك أن هناك حياة شخصية تؤثر أحيانا على العمال عنده وعلى أدائهم لذلك أرى أن يتناول الموضوع من جانب إنساني و يعطيه اجازه ليستجمع فيها شتات نفسه فبالتأكيد لم يبدأ بالبكاء إلا و أن أمرا جللا قد طرأ.
كيف ذلك؟ هل بمجرد أنه بكى أطلب منه أن يأخذ اجازة؟ عوضًا عن ذلك اسأله أن كانيود أخذ قسط من الراحة أو الاستمرار في عمله؟
بالطبع لا ولكنك ذكرت أنه باجتماع فبحكم علمك بهذا الموظف هل كان ليبكي أمام جميع زملائه فقط ليحصل على اجازة؟
قبل ان أكون مديرة فأنا انسانة تملك مشاعر وعاطفة، كلنا قد نمر بمواقف صعبة في الحياة، لذلك لا يمكن للتدرج الوظفي أن يمنعني من اظهار انسانيتي.
وفي هذا الموقف سأتعامل بحساسية واحترام مع هذا الموظف، لو حدث ذلك في الاجتماع سأقول له "هل كل شيء بخير؟" أو "هل ترغب في التحدث عن أمر معين؟" لإعطاء الموظف الفرصة للتحدث إذا كان يرغب، اما اذا كان لا يرغب الحديث امام الملأ، فسوف ارافقه في مكان هادئ خارج القاعة للحديث لمدة 5 دقاىق، وبعدها اذا كانت مشكلتك كبيرة فسوف اقدم له إجازة أو مساعدة في العثور على حلاً للمشكلة إذا كان ذلك مناسبًا له طبعا.
لو حدث ذلك في الاجتماع سأقول له "هل كل شيء بخير؟" أو "هل ترغب في التحدث عن أمر معين؟"
ماذا إن كان الموظف يرغب في إخفاء بكاءه؟
هو في الغالب سيتظاهر باخفاءه بما انه داخل اجتماع امام جمع من الموظفين، ولكن لن يستطيع تمالك نفسه في الأخير، خصوصا اذا كانت المسالة شخصية سانظر اليه واسمح له بالانصراف والعودة بعد ذلك من جديد.
في الحقيقة سيكون موقف صعب، ولكني سأوقف الاجتماع بلطف وأطلب من الموظف الباكي مرافقتي إلى مكان خاص بهدوء. وأقول له: “أرى أنك تشعر بالحزن أو الضغط. هل تود الذهاب معي إلى مكان هادئ للحديث؟”
ومن ثم أسأل الموظف عن سبب بكائه بشكل رقيق وغير متحكم. وأقول له: “هل هناك ما يزعجك؟ هل يمكنني مساعدتك بشيء؟”
سأستمع إلى الموظف بانتباه وصبر وأظهر له تفهمي وتقديري لمشاعره. وأقول له: “أنا هنا لأستمع إليك وأدعمك. أنت تقوم بعمل رائع وأنا فخور بك.”
إذا كان سبب البكاء له علاقة بالعمل، مثل ضغط الأداء أو صراع مع زميل، فسأحاول حل المشكلة بشكل إيجابي وبناء. وأقول له: “أفهم مدى صعوبة الموقف الذي تواجهه. فهل تود أن نبحث عن حلول مشتركة؟”
أما إذا كان سبب البكاء خارج نطاق العمل، مثل مشكلة شخصية أو صحية، فسأحترم خصوصية الموظف ولا أسأل عن التفاصيل إلا إذا كان يرغب في ذلك. وأقول له: “أنت في حالة صعبة جداً. هل يمكنك التحدث معي عن سبب ذلك؟”
وسأقدم للموظف المساعدة التي يحتاجها، سواء كانت نصيحة، أو تشجيع، أو إحالته إلى قسم الموارد البشرية أو برنامج مساعدة الموظفين. وأقول له: “أريد أن تشعر بالراحة والثقة في نفسك. هل يمكنني فعل شيء لمساعدتك؟”
وأخبر الموظف بأنه ليس وحده وأنه جزء من فريق العمل. أقول له: “أنت لست وحيداً في هذا. نحن جميعاً نهتم بك ونقدرك. أنت تملك مواهب وقدرات كبيرة.”
وأخيرًا أعود إلى الاجتماع مع الموظف الباكي إذا كان مستعداً لذلك، أو أسمح له بالانصراف إذا كان يريد ذلك. أقول له: “هل تشعر بالجاهزية للعودة إلى الاجتماع؟ أو هل تفضل البقاء بمفردك لبعض الوقت؟”
، ولكني سأوقف الاجتماع بلطف وأطلب من الموظف الباكي مرافقتي إلى مكان خاص بهدوء. وأقول له: “أرى أنك تشعر بالحزن أو الضغط. هل تود الذهاب معي إلى مكان هادئ للحديث؟”
أنت بهذا قد تؤدي إلى إحراج الموظف، ربما أنت لاحظت بأنه بكى لكن غيرك لم يلحظ ذلك، وحتى لو لاحظ الموظفين، لا أرى من المنطقي التوقف عن الاجتماع كون أن ثمة موظف يبكي، قد يكون من الافضل أن نسأل هذا الموظف أن كان سيواصل الحضور أم يأخذ قسط من الراحة بعد ذلك نتابع حالته على إنفراد وإدارة صحته العقلية كمدراء
الأمر يعتمد على أهمية الاجتماع، فلو كان مهما لن يتم ايقافه، ولكن لو كان روتينيا، فليس هناك خطأ من ايقافه لأجل شخص ما، عن فكرة الموظف، الذي يبكي بختلف عن الحزين، الحزين قد لا ينتبه له احد، ولكن الذي يبكي، فهذا بكاء فالجميع انتبه له، وكذلك يجب أن تظهر الرزح الإنسانية لديك، حتى يقدرك الموظفون الآخرون، فلو قلت له يمكنك الخروج، ستظهر كأنك متبلد الإحساس.
سأخذ هذا الموظف وسنتحدث طويلاً على إنفراد، ولن أتركه حتى أعلم ماذا حدث معه وما الذي أوصله لهذه المرحلة
هل ستأخذينه مباشرة أي أثناء بكائه، أم ستنتظرين لفترة معينة مثلا، الموقف حدث في الصباح، يمكنك هنا أن تتواصلي معه في نهاية الدوام، وفي حال حدث بنهاية الدوام ستتواصلين معه في ثاني يوم؟
يعني أعتقد دائمًا أنه من الأفضل أن نتدخل في وقت الموقف، وألا نترك النار أن تنطفيء وحدها دون تدخل منا .. أفضل لحظات يحتاج فيها المرء للدعم والتهدئة هي اللحظات التي يكون حزين ومُنكسر فيها .. اذا رأيت شخصا حزينا فليس من الصواب أن أقوله سأتركه وحده حتى يهدأ ويسكت مع نفسه، وبعد ذلك أتدخل .. لا أعتقد أن هذا هو الأسلوب المناسب.
التعليقات