من المعروف أنه في كثير من بيئات العمل، هنالك موظفين غير سعداء وساخطين أو مستائين من سواء من العمل أو من بيئته أو من أي سبب كان، غير السعداء أو الساخطين والحفاظ على بيئة عمل صحية؟وجود مثل هؤلاء الموظفين قد يسببوا الضرر بالمؤسسة أو الشركة التي يعملون من خلال التأثير السلبي على الموظفين الاخرين ناهيك بأن انتاجية وجودة عملهم قد تكون في الحضيض.
لذا تخيّل نفسك بأنك تدير شركة بها أكثر من 20 موظف، من بينهم 4 أو 5 موظفين غير سعيداء، كيف ستتعامل معهم؟ كيف ستديرهم؟
كيف ستتعامل معهم؟ كيف ستديرهم؟
اتبعت هذا النهج في أكثر من موقف في مؤسسات مختلفة وكانت نتائجه مثمره:
فكان علي أن أسأل كل فرد منهم بشكل منفرد عن سبب عدم سعادته ومن ثم أقوم بعمل اجتماع لهم مجتمعين وبيننا اتفاق واضح على هدف الاجتماع وهو الوصول لحل المشكلة بعد سماعهم جيدا وتحليل أسبابهم ومناقشتهم بها فربما أحدهم كان يريد زيادة في المرتب فبعد دراسة طلبه لو كانت نتائجه وما يقدمه للشركة يتماشى مع طلبه فسيتم تسوية الأمر والآخر مثلا مشكلته في توقيت العمل فلو كانت هنالك إمكانية لتعديل التوقيت له وتبادل دوره ووقت عمله مع زميل آخر لو هذا متاح فسيتم تسويته وهكذا ولو كانت هنالك مشاكل خارجية فلنقل ربما يمر بمشاكل خارج العمل تؤثر سلبا على حالته فسيتم اقتراح إجازة مع الابقاء على مرتبه كما هو لتتيح له حل مشكلاته والعودة بكامل نشاطه. وهكذا في نهاية الأمر ستتم حل مشكلة كل فرد منهم وسيكون الجو العام في الشركة مريح أكثر مما سبق سواء بين باقي الموظفين أو على مستوى نتائج الشركة ككل.
كونك تمتلك خبرة في ذلك، لو أخبرك الموظف بأن المشكلة متعلقة بصراع داخل الفريق، ماذا ستفعل؟ كيف ستديره؟
لو أخبرك الموظف بأن المشكلة متعلقة بصراع داخل الفريق، ماذا ستفعل؟ كيف ستديره؟
سأحاول معرفة قصده تحديدا فلو كان قصده صراعا بين الفريق ومحاولة أحدهم السيطرة على الآخرين أو التقليل منهم بأي طريقة فسيكون التعامل مع الفرق ككل بالحزم الشديد وتذكريهم بعملهم كفريق واحد لكل منهم دورا هاما ولكل دور مكمل لغيره. أما لو كان قصده صراعا تنافسيا شريفا كما نطلق عليه بحيث يسعى كل فرد من الفريق لتقديم الأفضل وهو لا يستطيع مجاراتهم فسأعمل على مساعدته لفهم أليه عمل الفريق ككل ومعرفة ما ينقصه ربما من الخبرات لتقديم أفضل النتائج مثلهم وسأتابعه بعد هذه شكواه ولو لم أرى منه تقدما سواء بالنتائج أو بطريقة فهمه لأليه العمل ككل فحينها سيكون له مني تحذير واضح وصريح بضرورة تحسين نفسه ولو لم يكن قادرا على التحسين فبهذا يعرض نفسه لخطر التحلي عنه لإضافه فرد أكثر كفاءة للعمل.
لكن ألا تجد أن هذا الأسلوب مثالياً إلى حد كبير؟ وقد لا يميل أغلب المدراء إلى تطبيقه نظراً لتغليب مصلحة المؤسسة أو مكان العمل.
ومع ذلك فأنا أتفق معك في اتباع استراتيجية واضحة تشمل التعرف على أسباب انزعاج الموظفين، ولا يكفي التعرف فقط، بل العمل جاهدين على حلها بما يضمن زيادة انتاجية الموظف وتحقيق الرضا الوظيفي والارتقاء بالمؤسسة.
لكن ألا تجد أن هذا الأسلوب مثالياً إلى حد كبير؟
صدقني بخبرتي هذا الأسلوب ليس مثاليا على الأطلاق، فهذا طبيعي فأنت لا ترى مدير ما يستيقظ بدون سبب ليرفد الموظفين لابد من أسباب كثيرة حدثت قبل إقدامه على هذا الفعل، فأغلب الموظفون للأسف يبحثون عن حقوقهم اكثر من واجباتهم ولا أقول أن المدراء هم ملائكة فهم أيضا يبحثون عن حقوقهم وتكمن نجاح أي شركة أو مؤسسة في وعي مدريها قبل موظفيها فلو كان لديه الوعي الكافي على تحقيق التوازن ما بين الحقوق والواجبات فستنجح الشركة وتكبر يوما بعد يوم.
فكان علي أن أسأل كل فرد منهم بشكل منفرد عن سبب عدم سعادته
هذا الأمر يدل على أنك تهتم بمشاعر ورأي كل موظف، وتحترم خصوصيته وسريته. هذا قد يزيد من ثقة الموظف بك وبالمؤسسة، ويجعله يشعر بالاحترام والتقدير. لكن هذا ألن يستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا، خصوصا إذا كان عدد الموظفين كبيرا أو مشاكلهم معقدة؟ فما الحل إذا؟
لكن هذا ألن يستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا، خصوصا إذا كان عدد الموظفين كبيرا أو مشاكلهم معقدة؟ فما الحل إذا؟
في البداية أنا دائما في العمل أهتم بالاستثمار في الأشخاص فهم من سيصبحون الأعمدة الرئيسية لأي مؤسسة، فلنقل أنني في الأساس كانت شركتي بها هذا العدد المطروح 20 ومنهم 5 لديهم مشاكل وقدرت على حلها ففي المستقبل سيزيد عدد الموظفين القادرين على المشكلات دون دخولي في كل مشكلة بعينها ومن ثم تم توسيع الشركة فهنا سيجب عليا توظيف وترقية بعضهم وهم من بعدي سيقوموا بدورهم بنقل الخبرة في التعامل للبقية فنجاح أي مؤسسة لو كان مرهونا بشخص واحد فعند غيابه سينهار كل شيء وهذا ما يبحث عنه المدير الذكي فهو يقوم بتمرير الخبرة لغيره.
في الحقيقة هنالك طريقان أحدهما سهل للغاية والآخر صعب، وكلاهما يعتمد على تقييم الموظفين وجودة عملها ومدى تأثيرهم في المؤسسة. الطريق الأسهل هو بتصيد الأخطاء ومن ثم بإستبدالهم إذا كانوا يتذمرون من اللاشئ ويحاولون ضم الموظفين إليهم ولا يشكلون فارقًا للشركة، أما الطريق الأصعب وهو حينما تكون جودة عملهم تتحدث عنهم .. في هذا الوقت سأقوم بالتحدث مع كل فرد منهم على حدة لمعرفة ما يشتكي منه وأحاول حله ومن ثم التقرب إليهم أكثر لكي أغير طريقة تفكيرهم وأجعل كل تركيزهم على العمل فقط.
في هذا الوقت سأقوم بالتحدث مع كل فرد منهم على حدة لمعرفة ما يشتكي منه وأحاول حله ومن ثم التقرب إليهم أكثر لكي أغير طريقة تفكيرهم وأجعل كل تركيزهم على العمل فقط.
ماذا لو قال لك بأنه غير سعيد بعمله ومهنته وربما يراها بأنها غير مناسبة له؟
التعليقات