هل الفوارق الطبقية هي جريمة إنسانية أم ضرورة حياتية ؟

التفاوت بين الناس هي سنة حياتية ولا جدال .. وكل محاولة للمساواة بين الناس في ذلك سيكون مآلها الفشل. لكن الشيء المبدئي الذي ينبغي أن تسير وفقه الحياة هو التسوية في إتاحة الفرص أمام الجميع .. وقد سبق لي أن قرأت مقالا طريفا منذ سنوات خلت بعنوان "الفقر قدر أم واقع" ولعل الفكرة التي استفدتها منه هي، "والله فضل بعضكم على بعض في الرزق"، لكن هناك حالات عوز يصعب نسبتها للقدر لأنها لم تحظ بالاستفادة من مبدأ الفرصة المفتوحة أمام الجميع.

نحن جميعًا ياعماد نعلم أن الحياة ليست عادلة، وأن الظروف التي نولد فيها ونعيش فيها تتحكم في كثير من جوانب حياتنا. ومع ذلك فإن السيد بيل غيتس الذي قال تلك العبارة أصبح واحدًا من أكثر الأشخاص ثراءً في العالم ومؤسس شركة مايكروسوفت، دعا إلى تقبل هذا الواقع والعمل على تحسين حياتنا، لانه كان يؤمن بأن من جد وجد ومن زرع حصد بالفعل.

فالحقيقة هي أن الفرد يمكن أن ينجح ويحقق أهدافه بغض النظر عن الظروف التي يعيش فيها. وهناك عدة أمثلة على أشخاص نجحوا في تحقيق أهدافهم، على الرغم من الظروف الصعبة التي كانوا يواجهونها. فمثلا أوبرا وقد نجد أن الملياردير العالمي عبد اللطيف العمراني، واحدًا من أغنى الأشخاص في المغرب، كان يعمل في وظائف بسيطة وراتب بسيط لفترة طويلة قبل أن يجد الفرصة المناسبة لبدء عمله الخاص. وهذا يشير إلى أن النجاح يمكن أن يتحقق بالعمل الجاد والتركيز على الأهداف، بغض النظر عن الظروف المحيطة.

نحن سواسية ولكننا نمتاز بطبيعة تفاعلية؛ فكلنا ولدنا ونحن ممتلكون المقومات ولكن هناك من استثمر قدراته وهناك من أركسها؛ فإذا أراد المرء أن يلقي باللوم على أحد، فليفعل مع ذاته لأنها السبب وراء إخفاقه وأما الأحوال والمتغيرات، فإنها مخلوقات تحيط بنا لكننا نحن من نسيطر ومن بأيدينا زر التحكم؛ فالناجح سينجز وإن كان مولودا بقاع المحيط والفاشل سيظل في غيه وإن أعطيناه سبل التفوق والريادة؛ فإرادتك وحدها من تحدد هويتك؛ فأرنا عملك، نعلم قدرك