جميعنا لديه شيء معين يشعره بالفرحة مهما كان يومه عصيبا ومهما كان هذا الشيء بسيطا... ما الذي يجعلك تبتسم عندما تمر بيوم سيء ؟
مصدر السعادة: ما الذي يجعلك تبتسم عندما تمر بيوم سيء؟
تبدّل هذا المفهوم كثيراً في حياتي وأعتقد أنّهُ سيتبدّل مع السنين القادمة أيضاً، قديماً كان مفهوم السعادة لي بأن أستطيع اجتياز يومي كلّه، يومي السيء في المدرسة وكتابة الواجبات والأكل والشرب والدراسة إلى أن أصل للحظة اللعب على الكمبيوتر أو البلايستيشن، هذا ما يجعلني أبتسم وهذا ما يجعلني فعلاً أرضى في صغري.
كبرت وصارت خروجة الأصحاب هي الفقرة التي أنتظرها كل أسبوع في كل يوم لأصل لهذا اليوم الموعود الذي أستطيع أن ألعب به مع أصدقائي الورق وأضحك ونحكي وبعد ذلك أصبحت بعد الحب أرى ابتسامتي مع وجود الشريك وبعد ذلك مع أي نجاح مادي، اليوم مثلاً أرضى وابتسم إن استطعت فعلاً التقيّد بما أمليته على نفسي في مخططاتي اليومية أو عندما أحادث أهلي الذين اضطررت أن أغترب عنهم، هذا المفهوم متغيّر متبدّل بالنسبة للناس، فلا يجب أن نجد مفهوم موحّد ثابت لدى الجميع,
لي أمي مثلاً لا أراها تبتسم إلا وهي تدعي وتصلّي أثناء الليل لربّها، أمرّ لأشرب ماء أو بغرض ما فأراها منشرحة في هذا الأمر، لكلٍّ طريقته بحسب معرفته برأيي وحاجاته وعمره وقدرته وهذا أجمل شيء بالعالم، إذ أنّهُ يولّد الاختلاف حتى بمصادر السعادة.
بالفعل الأمر نسبي ومتفاوت بين الناس بشكل كبير، وهو ما جعلني أطرح هذا الساؤل لما لاحظته من الفروق بين الناس في هذا الأمر والاختلاف في مصدر السعادة عند نفس الشخص بمرور الزمن أيضا كما تفضلت في تعليقك. لكن ما يعجبني في ما ذكرته هو بساطة جميع تلك الأمور المذكورة، سواء إنهاء الواجبات أو خروجة الأصدقاء أو التواصل مع الأهل، على بساطتها إلا أنها تحمل معنى رمزي عميق يختلف من شخص لآخر
طبعاً علينا أن نلتفت برأيي أيضاً إلى رأي العلم في هذه القضية والذي طرحه واحد من الباحثين نسيت اسمه للاسف ولكنه شارك معلوماته ضمن مؤتمر TED العالمي شارحاً بحث قاموا به لمدّة 75 سنة يدرس عوامل السعادة ورأوا بأنّها تتأثّر جداً بالمحيط الذي يتكوّن من الناس ومعدّلات الرضا في مسائل الدخل المادي لا الثراء، حيث لم يُعتبر الثراء عامل رئيسي عملياً في تحديد مستوى السعادة، بل المحيط.
ببساطة وبدون فلسفة لإجابني "ابتسامة من أحب". اليوم مثلا كنت أمرّ بيوم عصيب جدّا نتيجة بعض الظروف إلّا أنّني وبعد أن رأيت ابتسامة أحبّتي خلال لقاء بيننا شعرت بكميّة هائلة من الحب والعاطفة وأدركت حينها أنّ الدّنيا لا تزال بألف خير, بالفعل فإنّ أبسط الأشياء هي أكثر إدرارا للسّعادة.
أبسط الأشياء هي أكثر إدرارا للسّعادة.
شعورك أن السعادة تكمن في أبسط الأشياء هو بالفعل نعمة كبيرة لا يدركها الجميع؛ فالبعض قد يسعى لتحقيق النجاح آملا أن يجد السعادة في نهاية الطريق، لكن سرعان ما يكتشف أن الطريق لا نهاية له وأنه كلما وصل لهدف ذهب للهدف التالي بلا نهاية لكنه لم يجد السعادة المنشودة مطلقا. لذلك يجب علينا ان نبحث عن السعادة في أبسط الأشياء كما تفضلتي
الإمتنان،
أكره نفسي عندما تستمر أي مشاعر سلبية قائمة على الملل أو الإحباط أو الإكتئاب أو غيرهم في مخالجتي؛ لأن هذا منبعه إنعدام رغبتي في تقدير أدق تفاصيل يومي على أنها نعم والشعور بفضلها عليَّ في ابقائي على ما أنا عليه الآن.
لهذا أستطيع تخطي يومي العصيب بسهولة عندما أبدل نظرتي من الشخص الذي ينظر الى الموقف العصيب كمشكلة لا يوجد لها حلاً واضحاً، إلى شخص ينظر إليها كنعمة في صورة فرصة للتحسن، ومن ثم سيعود لي الإبتسام بأفضل مما كان.
بالفعل النظر للجانب المشرق قد يكون فيه الحل لأغلب المشاعر السلبية. أنا شخصيا مؤمن أنه لا يجب على الإنسان أن ينظر دائما للأمام ويتطلع إلى ما ليس لديه. فهذا دائما ما يولد إحساس بالجحود حيث يغفل الإنسان عما يوجد بين يديه. لذلك يجب علينا أن نتذكر ما نملك من نعم بين الحين والآخر ليتولد لدينا الشعور بالرضا ولا نسخط على احوالنا
التعليقات