لكل فرد منا أحلام وأهداف يسعى لتحقيقها، ومن المعروف أن المال يعتبر أحد العوامل الأساسية التي تساعد في تحقيق ما نسعى لتحقيقه. فقد يعتقد البعض منا بأن حلمهم سيتحقق إذا توفر لهم المال الكافي لذلك. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كان الثراء والمال متوفرين بالفعل للأغنياء، فبماذا يحلم هؤلاء؟
إن كان الثراء والمال متوفر له، إذن بماذا يحلم الغني؟
في اعتقادي المال وسيلة وليست غاية ولكن مازال بعض البشر يريد الزيادة في المال فلربما يحلم بكيفية تحنيطه مع ماله مثل الفراعنة. وهانك من يرى المال الوسلية المثلى في الوصول الى الشهرة والمجد. وهناك من يحلم بمساعدة الاخرين او تكون له قضية انسانية ويريد بذل ماله او بعضه لتحقيق هذا الهدف الانساني مثل استثمار ماله في الاكتشافات العلمية او الادوية او مكافحة امراض معينة او المساهمة في انجاح بعض قضايا البيئة والطبيعة وانقاذ الحيوانات النادرة او غيره.
وفي اعتقادي ان توفر المال قد يساعد المرأ على تعلم الكثير من الاشياء وعلى ممارسة الكثير والكثير من النشاطات التي قد لايستطيع الاخرين عملها لعدم توفر المال الكافي لذلك. المال وسيلة جيدة لعمل الكثير من الاشياء التي تفيد البشرية وعلى الانسان ان يحسن استخدام هذه الوسيلة فيما يفيد وان يسعى الى التعلم والتطوير المستمر.
المال وسيلة جيدة لعمل الكثير من الاشياء التي تفيد البشرية وعلى الانسان ان يحسن استخدام هذه الوسيلة فيما يفيد وان يسعى الى التعلم والتطوير المستمر.
خصوصا من خلال المساهمة في الأعمال الخيرية والتبرع للمحتاجين، أو من خلال استخدامه في تمويل المشاريع الإنسانية والتطويرية، وكذا تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات، وذلك من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والثقافية، وكذلك تطوير البنية التحتية والتكنولوجية وتوفير فرص العمل وتنمية الاقتصادات المحلية.
ولكن برأي من المهم أن يتعلم الإنسان كيفية إدارة المال بحكمة وفعالية، وذلك من خلال التخطيط المالي الجيد والاستثمار الذكي وتوفير الطوارئ المالية، وتجنب الديون الزائدة والتسويف في القيام بالإجراءات المالية الضرورية.
بطبيعة البشر أننا طمّاعون. النفس البشرية بطبيعتها تريد المزيد دوماً, لذلك تجد الأمل موجود دائماً.
عبارة قرأتها ذات مرة لفيلسوف يقول فيها "ليس ما لدينا ، ولكن ما نتمتع به ، هو وفرتنا". بترجمة أصح أو بعبارة أخرى ، المقياس الحقيقي للثروة ليس مقدار المال أو الممتلكات التي يمتلكها المرء ، ولكن الفرح والوفاء الذي ينبع من الحياة التي يعيشها.
إذن ، ما الذي يحلم به الغني؟ تختلف الإجابة من شخص لآخر ، لأن الأحلام والتطلعات شخصية للغاية وتتأثر بعدد لا يحصى من العوامل. ولكن ، من الآمن أن نقول إن العديد من الأثرياء يطمحون إلى أشياء لا يستطيع المال شراؤها.
على سبيل المثال ، قد يحلمون بإحداث تأثير ذي مغزى في العالم ، أو ترك إرث دائم ، أو المساهمة في تحسين المجتمع. قد يطمحون إلى النمو الشخصي أو التنوير الفكري أو الروحية المُشبعة. قد يبحثون عن الحب أو الرفقة أو السلام الداخلي. قد يتوقون إلى المغامرة أو الاستكشاف أو التعبير الإبداعي.
خذ على سبيل المثال الرجل الشهير بيل جيتس ، أحد الأغنياء في العالم. على الرغم من ثروته الهائلة ، يكرّس جيتس حياته الحالية للعمل الخيري. تمتد أحلامه إلى ما هو أبعد من تراكم الثروة ؛ هو يحاول أن يكون بصدد إحداث فرق إيجابي في العالم.
برأيي. الثروة والمال ، على الرغم من أهميتهما ، ليسا المحددات الوحيدة لأحلامنا وتطلعاتنا. كبشر ، نحن قادرون على أن نحلم بما يتجاوز الممتلكات المادية ، ونسعى إلى تحقيق الإنجاز في مجالات الحياة التي تتجاوز المادية وتتطرق إلى العوالم الفكرية والعاطفية والروحية.
نحن قادرون على أن نحلم بما يتجاوز الممتلكات المادية
بطبيعة الحال نحن كبشر، لسنا مجرد جسد مادي. بل نملك قدرة على الحلم والتصور، ولكن برأيك هل هذه الرؤية الإيجابية تمكننا من تحقيق الكثير في حياتنا، وتساعدنا في التغلب على التحديات والصعوبات التي نواجهها في الطريق بدون الاعتماد على المال؟
أنا لم أزعم أبداً أن المال ليس مهم. بل على العكس إنه مهم جداً واغلب اوقاتنا نفكر ببناء ثروة به. لكن ما أردت التنويه إليه هو أن المال وسيلة.
بمعنى آخر, سأعتبر نفسي أريد الإبحار في المياه والاتجاه من قارة إلى أخرى. هل من المعقول أن أقوم بهذه الرحلة بالسباحة!! بالتأكيد هذا هراء وخارج المنطق. وهذا تماماً ما أقصده فيمكن اعتبار المال وسيلة في حياتنا, تماماً كما القارب أو السفينة هما وسيلة للإبحار.
قرأت ذات مرة أن الفقير يحلم بالمال، أما الغني فيحلم بالمزيد من الأموال، فالفقير يريد أن يصبح غنيا والغني يريد أن يصبح ثريا والثري هو الآخر يرغب في أن يصبح فاحش الثراء... ما دام المال غير محدود بقيمة، فالذي يربط نفسه بالمال وحب المال فسيبقى طامعا في جني الكثير تلو الكثير، المال لا يعدو كونه إلا أداة نستخدمها لقضاء أمور دنيانا فإذا زادت الشيء عن حده إنقلب إلى ضده.
أما الغني فيحلم بالمزيد من الأموال
ولكن لماذا لا نعتقد بأن الأغنياء قد يسعوا لتحقيق الكثير من الأهداف الأخرى التي تتجاوز المال مثلا العمل الخيري والمساعدة في تحسين العالم من خلال الدعم المالي للمؤسسات الخيرية والمجتمعية والمساهمة في تقديم الرعاية والدعم للمحتاجين والضعفاء، لماذا دائما يتم اتهامهم بأنهم أكثر الأشخاص طمعا في المال؟
ولكن من وجهة نظرك شخص مثل ايلون ماسك، أو غيره من أثرياء العالم لماذا يستمرون في العالم، لا اظن الأمر مجرد جمع المال ولكن هو أكبر من ذلك بكثير، بل يريدون أن يكونوا مؤثرين في العالم، وتلاحظ مثلا إيلون ماسك يحب الظهور كثيرا باعتباره الشخص المعجزة، واظن كذلك باقي الأثرياء بعد أن يصلوا لمرحلة معينة يتوقفون عن محاولة جمع المال لأجل المال، ولكن جمع المال ليزداد تأثيره على الناس، هل تتفق معي في ذلك؟
إن الأموال تغير البشر بكل تأكيد. لكن هنالك بعض الأساسيات التي لا يمكن لأي شيء تغيرها. من أهمها الطمع والشغف نحو المزيد من المكاسب. إنها صفة ملازمة للبشرية، وهي بالمناسبة -على عكس ما تبدو- إحدى أهم الصفات التي تساهم في نجاة الإنسان منذ قديم الأزل.
من هنا، لا يمكننا أبدا أن نطلق مثل هذه الأحكام على أصحاب النفوذ ورأس المال، لأن المال لم يعد ما يشغلهم، وبالتالي فهو لا يعنيهم كمكسب في الوقت الحالي، وإنما كأداة.
من هنا، لا يمكننا أبدا أن نطلق مثل هذه الأحكام على أصحاب النفوذ ورأس المال
بالتأكيد هي مجرد أداة بالنسبة لهم، كما أن الأفراد الأغنياء هم أكثر من باستطاعتهم الاستثمار في ثرواتهم وتحفيز الابتكار والتغيير الإيجابي في المجتمع. ويمكن للشخص الغني أيضًا أن يستخدم ثروته في تغيير حياته الشخصية ومستقبله، من خلال الاستثمار في التعليم أو الصحة أو العقارات وغيرها من القطاعات التي تتيح فرصًا للنجاح والتحسين الشخصي.
أعرف أشخاص أغنياء و لكنهم بحاجه الى تكوين أسرة و لكن ظروف مرضيه تمنعهم ، أشخاص آخرون يحملون بالنجاح لديهم المال و لكن ليس لديهم النجاح ، فبالرغم ان المال شىء قد يبدو مهم إلا أنه غير كافة ليسعد مالكه
فبالرغم ان المال شىء قد يبدو مهم إلا أنه غير كافة ليسعد مالكه
صدقت حقا، على الرغم من أن الأموال قد تكون مهمة في بعض الأحيان، فإنها لا تأتي بالسعادة بالضرورة. قد يساعد المال في الحصول على بعض الأشياء التي نريدها، مثل المنزل والطعام والملابس، ولكن السعادة الحقيقية تأتي من الأشياء الأخرى التي لا يمكن شراؤها بالمال، مثل الأصدقاء والعائلة والأنشطة التي نستمتع بها. لذلك، برأيك كيف يمكن احداث التوازن في حياتنا بين العمل وجني المال والاستمتاع بالأشياء التي تجعلنا سعداء بالفعل والتي لا يمكن شراؤها بالمال؟
على الرغم من أن الثراء والمال يمكن أن يوفرا الراحة المادية والإمكانيات، إلا أن الأشخاص الأغنياء قد يحلمون بأشياء أخرى خارج نطاق المال. قد يحلمون بالمعنى والغرض في الحياة، بالتحقيق الشخصي والروحي، بالعلاقات العميقة والمعنوية، بتحقيق التوازن والسعادة الداخلية، وبإحداث تأثير إيجابي في المجتمع والعالم. فالثروة المادية وحدها لا تكفي لتحقيق السعادة الكاملة، وقد يكون هناك أحلام وتطلعات أعمق تتعلق بالنمو الشخصي والروحي والاستفادة من المواهب والقدرات الفردية في خدمة الآخرين وتحقيق الإيجابية في العالم.
لا يكفيهم الثراء والمال بل يحتاجون إلى الشهرة ويسعوون دائما إلى البقاء تحت الأضواء. يريد الكثير من هؤلاء أن يكونوا محور الكون وكأنّ العالم سيختنق بدون وجودهم لذلك فيسعوون دائما إلى جذب انتباه العالم . منهم من يكون هدفه إطفاء ظمأه للعظمة من خلال الشهرة ومنهم من ينقصه ود الناس فيسعى إلى اكتسابه. لا أحد منا يعيش كاملا فجميعنا ينقصه شيء وضمنهم الأثرياء الذين نعتقد أنّهم لا ينقصهم شيء.
يحلمون بالمزيد من المال (أغلبهم). الجشع سمة إنسانية تستولي على قلوب غالبية البشر، فتجعلهم غير قانعين مهما كان حجم ثروتهم. لهذا السبب نرى الكثير من الأثرياء، منذ فجر التاريخ حتى اليوم، يلهثون خلف المزيد من الأموال والأملاك رغم امتلاكهم لثروات فلكية.
طبعاً لا أضع كل الأثرياء بسلة واحدة، فمنهم من لديهم تطلعات إنسانية عظيمة لخدمة البشرية والارتقاء بالإنسان، وخلاف ذلك من أهداف نبيلة تشكل أحلامهم. والمال هنا وسيلة لتحقيق بعض أحلام الأغنياء المتنورين، مع أن بعض الأحلام الأخرى لا تحتاج للمال. حيث إن قلة من الأثرياء يصلون بمرحلة معينة من حياتهم إلى الإشباع المادي التام، فيسخرون ما تبقى من عمرهم لتدعيم الجانب الروحي والفكري، الذي يصبح شغلهم الشاغل المرتبط بحلم جديد نحو تحقيق الحرية والسعادة الداخلية بعيداً عن المادة.
مع أن بعض الأحلام الأخرى لا تحتاج للمال
بالفعل هناك أحلامًا أخرى لا تتطلب وجود المال، ومن بينها الأحاسيس الإيجابية والحب والصحة، خصوصا أنها يمكن أن تساعد في تحقيق بعض الأحلام والطموحات، ولكن يجب أن لا يكون الهدف الوحيد.
وقد نجد ذلك في المجتمعات الحديثة الازدهار المالي هو الهدف الأكثر شيوعًا للأفراد، ويعتقدون أن المال هو السبيل الوحيد لتحقيق السعادة والرفاهية. لكنهم لا يدركون أن الأمور ليست دائمًا كما يتصورون، فالمال لا يمكنه توفير السعادة والخلود.
الأمر نسبي للغاية، لأن "الأغنياء" كلمة تنطوي على شخصيات تشترك في صفة توافر المال فقط بينما تتفاوت في ثقافتها ومعتقداتها وطموحاتها وكل شئ تقريبا. لذلك، فلا يمكن إحصاء ما يحلم به الأغنياء، قد يقوم بعضهم بتأسيس استثمار خاص بهم ويطمحون لنجاحه، قد يحلم البعض بدوام أموالهم وعدم خسارتها ليتمكن من الحفاظ على المستوى المعيشي الذي يحظى به، ويطمح غيرهم أن يساهموا في حل مشكلات المجتمع، وربما يتمنى البعض أن تزول تلك الأموال إذا حلت عليه بالقلق الدائم والمشاكل.
التعليقات