لا تخفى علينا أزمات الزواج في العالم العربي. ولا يسعنا ذكر كم العادات والتقاليد التي يلتزم بها الكثيرون إلى درجة تحوّلها إلى عبء مادي ومعنوي عملاق. فهل ما زال نظام الزواج العربي مناسبًا للعصر؟ وما الحلول الاجتماعية المناسبة في رأي كلًّ منكم؟
هل ما زال نظام الزواج العربي مناسبًا للعصر؟
فهل ما زال نظام الزواج العربي مناسبًا للعصر؟
مع الأسف هو نظام بعيد جدا عن العصرنة والعقلانية ، وهو سبب اساسي في الكثير من المشاكل الاسرية سواء قبل الزواج او اثناء او بعد، وهو سبب انتشار العزوبية والعزوف عن الزواج.
- التكاليف المادية
- التعقيدات الاسرية.
- الطقوس والعادات التي لا تتماشى مع سيرورة العصر وسرعاته المتزايدة.
- جمود المعاملات وصعوبة التغيير
كل هذه تجعل من الزواج العربي كابوس حقيقي للجميع، سواء العرسان او الأهالي... والمسألة في تطور وتعقد اكثر، تصور يا علي ، عندنا في الجزائر يحتم على العروس أن تحضر جهازها، او مايسمى عندنا " بالشورة" وهي من المفترض ان تكون مجموعة من الحاجات البسيطة التي تحتاجها العروس للاسعداد للحياة الجديدة مثل بعض الفساتين والاحذية وادوات النظافة الشخصية ، لكن الكارثة أن المجتمع والتقاليد أصبحت تعقد هذا الامر اي مستويات لا يمكن تحملها لا ماليا ولا نفسيا .
اصبح على العروس الجزائرية أن تجمع ما يمكنها ومالا يمكنها من الأفرشة والأغطية والأسرّة وادوات المطبخ وادوات التجميل وصالون كامل مجهز من طاولات واريكة ........الخ وفي العامين الاخيرين اصبح عليها ان تأخذ اجهزة كهرومنزيلة مثل المكواة والغسالة الكهربائية والعجان الكهربائي ومنهم من تأخذ معها الثلاجة وآلة الخياطة، بالاضافة الى الالبسة التقليدية التي تعادل ميزانيتها شراء سيارة :
- كاراكو في حدود 500 دولار
- 2 او 3 قفطان في ابتدء من 300 دولار للواحد .
- وهراني ابتداءا من 300 دولار
- القاطيفة ابتداء في ابتداء من 1000 دولار
- الكوكتال ابتداء من 500 دولار
- سروال جزايري على الاقل 300 دولار
- الشاوي حوالي 300 دولار
- القبايلي حوالي 400 دولار
- القطعة حوالي 400 دولار
تصور انها مجبرة ان تأخذ على الأقل 5 انواع من هذه الكوارث المالية ...كل هذا ناهيك عن تكاليف الحنة والعشاء وحدها بدون الحلويات والازياء . التي لا تقل يومها عن 2000 دولار ولا نتحدث عن تكاليف الزفة.
هذا بالنسبة للعروسة، أما العريس فلا يقل كارثية عنها، فهو مجبر على أن يدفع المهر بذا وذاك و ثمن الصوف وثمن غرفة النوم او البيت، و ثمن الذهب بمايعادل على الاقل سلسة ذهب + خاتم خطبة وخاتم زواج + اسوارة ( بقاط) يعادل على الاقل 2500 دولار + لويزات من الذهب للحناء ..وزيارات الأعياد مع هادياها .... هدا على اقل حد ممكن.
أرى أن تدخل الأهالي في مثل هذه الأمور هو الأزمة الحقيقية يا خلود. إن الاعتماد على أجيال سابقة في زيجات من الجيل الحالي وأهمية رأيهم في إتمام الزيجة هو المشكلة الأكبر بالنسبة إليّ. لأنها تمثّل عددًا كبيرًا من العرقلات، بالإضافة إلى ثقافة الاستحقاق التي يربحها الأهالي في معظم الأحيان في مجتمعاتنا. فهل تتفقين معي أن تهميش الأهل في الزواج ضرورة لا بد منها؟
ما شرحتيه يحاكي الواقع الذي نعيشه بالفعل في المجتمع الجزائري، والكارثة أن الأمور تفوق كل ما أضفتيه، هناك من تضع شرطا أن تعيش في بيت منفرد من اليوم الأول، ولكن شخصيا في محيطي كل من تزوج لم يرافقهم شيئا عادة ملابسهم، لذلك اكتشفت بأننا دائما ما نلوم المجتمع والعادات، في حين أن ثقافة الزوجين ووعيهم يمكن ان يغير كل ذلك بما يناسبهم ويتطابق مع ميزانيتهم، الأهم أن يكون توافق فكري بينهم، ومؤخرا بعض المؤثرين بعض يشاركون هاشتاق نتزوجو قاع، حملة لتقليل مصاريف العرس ورفض بعض العادات.
قرأت المساهمة فانقسم تفكيري لشقين:
الأول وهو العادات والتقاليد المبالغ فيها في التحضيرات والأثاث والحفلات، وأعتقد أن عددًا لا بأس به من الأسر أدرك عبء هذه المظاهر وبدأ بالتخلي عنها مرغمًا أو مرحبًا، أما الطبقة الأعلى فألمس تماديًا في كل شيء، ابتداءً بعرض الزواج ثم حفلات الخطبة ثم حفلات الزواج وحفلات معرفة نوع الجنين مرورًا بالتجهيزات والأثاث والبيوت وكل ما يتعلق بوجود الطرفين معًا.
الثاني وهو ضعف الاستعداد النفسي على جميع الأصعدة، بدايةً من مرحلة الاختيار، لا يملك الشاب ولا الفتاة معايير للاختيار، ثم لا يوجد تأهيل نفسي كافي لرصد اختلاف طبائع الطرف الآخر ومعرفة الحقوق والواجبات وما دور ومسؤولية كل منهما.
فهل ما زال نظام الزواج العربي مناسبًا للعصر؟
النظام بشقيه سواءً التبذير أو الاختيار الأعمى ينذر بتدهور الوضع.
وما الحلول الاجتماعية المناسبة في رأي كلًّ منكم؟
التوقف عن المقارنة وقولبة الأمور، فالسعادة لا تقف على مبلغ من المال، إذا كان متاحًا فالحمد لله وإن لم يكن متاحًا فالرضى بما هو موجود نعمة.
لا داعي للمقارنات والرغبة في التقليد، جنس الجنين يمكن أن يكون لحظة جميلة جدًا وعاطفية وحساسة دون السفر لدبي وإعلان النتيجة على برج خليفة مثلًا!
فعلًا يا فاطمة. وبالإضافة إلى ذلك، يعتمد الأمر على عدة محاور يجب أن نضعها جميعًا في الحسبان. أهمها مفهوم الزواج نفسه. يجب أن يتم تغيير، خصوصًا لدى المرأة العربية. وذلك لأن المرأة العربية لا تمتلك الفرص المناسبة للتعبير عن نفسها بالقدر الكافي، بالإضافة إلى عجز الكثيرات في مجتمعاتنا عن الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي. ممّا يتسبّب في الكثير من الأزمات التي لا تظهر إلّا بعد الزواج. وهنا تصبح الكارثة عدّة كوارث.
مع تطور الزمن وتغير العادات والتقاليد غير ملائم بالمرة، بعض الأشخاص يرون أن الزواج العربي يحتاج إلى تحديثات كبيرة، مثل تغيير الأدوار الاجتماعية للرجل والمرأة في الزواج، أو تغيير العادات والتقاليد العربية القديمة التي تؤثر على المرأة بشكل خاص، وهذا الأمر من المستحيل أن يحدث دفعة واحدة، خصوصا من ناحية العادات والتقاليد التي لايمكن المساس فيها. ربما تشجيع النقاش والحوار المفتوح بين العائلات الرجل والمرأة يساهم في تقليل التكاليف والمادية والاستغناء عن بعض العادات المكلفة.
أعتقد صديقي علي بأن اكبر مشكل تواجهه العقلية العربية عموما ، هو القبلية و في غالب الأحيان يعتبر الانتماء إلى نفس القبيلة والعائلة أمرًا حاسما في عملية الزواج. حيث يتم استهداف الحفاظ على التوازن والتواصل مع القبيلة، وتقديم الأولوية لأفراد القبيلة في اختيار الشريك المناسب. و في بعض الحالات الزواج يُعتبر الزواج أكثر من مجرد ارتباط شخصي بين رجل وامرأة، بل يعتبر أيضا شكلا من أشكال التحالفات والعلاقات بين القبائل. إذ يهدف الزواج هنا إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والتعاون بين القبائل وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي. و يعتبر الزواج القبلي أحد الأساليب التي تحافظ على تماسك واستمرارية التقاليد والعادات القبلية. يتم التشديد على الحفاظ على تراث القبيلة والمحافظة على الهوية القبلية من خلال اتباع نمط معين للزواج.
مع ذلك صديقي علي، يجب الإشارة إلى أن العقلية القبلية للزواج قد شهدت تغيرات كبيرة في العصور الحديثة والمعاصرة، وتأثرت بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدها المجتمع العربي. يتبنى العديد من الأشخاص الآن نهجا أكثر حرية في اختيار شريك الحياة بعيدا عن العوامل القبلية القديمة. و هي حلول تلقائية فرضتها الظروف السوسيواقتصادية.
التعليقات