خلال الفترة الماضية شغلتني هذه الفكرة. فيمكننا مثلا أن نضغط الأعمال بفترات راحة منتظمة وأجواء مريحة، لتوفير أيام راحة إضافيّة. فأنا مثلا قد أفضّل العمل لمدة ١٢ ساعة يوميًّا مقابل أن أحصل على راحة ٣ أيام متواصلة. ما رأيكم في هذه الاستراتيجية؟ وهل توافقونني في التخطيط لتطبيقها؟
ما رأيكم في ضغط العمل على ٤ أيام في الأسبوع فقط؟
في الحقيقة هذا عائد لعاملين من وجهة نظري:
- طبيعتك الشخصية، فالبعض يفضل تقسيم الترفيه ليومي وأسبوعي وشهري وسنوي، والبعض وخاصة ال workaholic لا يجدون مشكلة في العمل المتواصل دون راحة، بمعنى آخر راحتهم في العمل.
- ما يقع على عاتقك من مسؤوليات بخلاف العمل، فمثلًا أنا كأم ليس بوسعي تقسيم اليوم بطريقة لا يكون فيها الاهتمام بالشبلين الصغيرين أولوية، والحقيقة أنني مررت بفترة إدمان للعمل، لكن هذا عاد عليّ بالسلب وما زلت قيد التعافي.
ما رأيكم في هذه الاستراتيجية؟ وهل توافقونني في التخطيط لتطبيقها؟
لقد اثتبت هذه الاستراتجية فعالياتها، على الاقل في مجالات محددة مثل البحث العلمي والكتابة والتأليف، او الاعمال ذات الجهد البدني العالي ، وهي المعمول بها فعلا من قبل لحكومات مثلا في قطاعات الامن والصناعات الثقيلة ..الخ .
شخصيا افضل هذه الاستراتجية في الأعمال ذات الجهد العقلي الكبير بما انني باحثة، فلا يمكنني الكتابة والبحث كل يوم مثلا ثلاث ساعات كما يزعم البعض انه يقدر على ذلك ، لان ذلك يشعرني اني لا اتقدم اطلاقا، لكن عندما اعمل ليوم متواصل بجهد وكثافة كبيرة، واكافئ نفسي بفترة راحة كبيرة بعدها ليومين أخرين اشعر بتقدم ملحوظ وتقدير وجودة في العمل او البحث وفي نفس الوقت لا اجد نفسي مشحونة او متململة من البحث.
افكر مستقبلا بأن انظم هذه الاستراتجية ، كأن تكون يومين عمل يومين راحة، او ثلاث ايام بيومين..الخ.
بالنسبة لتجربتي الشخصية فأنا لا أفضلها إلا في حالة واحدة فقط وهي أن تكون كل فترة وليست بشكل مستمر وذلك لعدة أسباب:-
- احتياج الإنسان للراحة كل فترة محددة وأرى أن بعد فترة من الضغط الكبيرة لابد أن تليها فترة من السلام النفسي.
- انشغال الفرد بكثير من الأنشطة الآخرى الخاصة به خلال اليوم لذلك سيكون من الصعب توظيفها بشكل مستمر وإلا ستصبح مصدر الضغط الشديد بدلاً عن الراحة.
وهل توافقونني في التخطيط لتطبيقها؟
أنا بالفعل أقوم بتطبيقها كل شهر تقريبًا .. لابد من أخذ يومين على الأقل للراحةمن كل شئ وليس العمل فقط "للعودة للسلام النفسي والإستمتاع بالحياة وشحن الطاقة مجددًا " ومن ثم روتين العمل مجددًا.
افضل كثيرا العمل تحت الضغط ولكن ليس لدرجة ان احصل على عمل بشكل متواصل لمدة 12 ساعة يوميا، ستنخفض الانتاجية مع مرور الوقت، وبدل من ان يكون لدى الفرد عزيمة وقوة دفع للعمل أكثر يجد نفسه تحت ضغط رهيب يحتم عليه انجاز تلك الأعمال مهما كانت جودة ما يقوم به.
من ناحية اخرى هذه الاستراتجية قد تنجح مع البعض وقد يفشل فيها البعض الأخر على حسب تركيبته الجسمية والنفسية وأيضا تفرغه في ادراة العمل، مثلا الرجل ليس كالمرأة، لديها مسؤوليات عدة ومنزلية يستحيل ان تستمر في العمل لاكثر من 8 ساعات على الأكثر.
هذا حلم يداعب مخيلة الكثيرين، لكن تحقيقه ليس بالأمر السهل حقيقة.
في مضمار العمل الحر مثلاً، يصعب ضغط الأعمال بهذا الشكل، خصوصاً لمن يعمل في منصة خمسات. فقد يأتيك عميل بداية أيام الراحة الثلاثة أو في الليلة التي تسبقها، ويريد إنجاز عمل خلال يوم أو اثنين على الأكثر.
حتى الآن أخصص يوم راحة واحد أسبوعياً، ولا أعمل خلاله حتى لو أتاني عمل مستعجل قبله بيوم أو خلاله؛ لأن لدي متسعاً من الوقت في اليوم التالي. لكن الاستراتيجية نفسها لن تنفع في حال أخذت يومين أو ثلاثة أيام متواصلة.
بالتفكير في الأمر، ربما بوسعنا تطبيق هذه الطريقة، في الوقت الحالي على الأقل، بتوزيع الأيام الثلاثة على مدار الأسبوع بشكل منفصل لا متصل: (يوم عمل، يوم راحة)، أو بصيغة أخرى (تحديد 3 أيام ثابتة للراحة من كل أسبوع).
مع العلم أنه باتباع هذه الطريقة (يوم عمل، يوم راحة) مثلاً، لن نحظى بـ 3 أيام راحة في الأسبوع فحسب، بل سنحظى بـ 3 أيام راحة لأسبوع، ثم 4 أيام راحة للأسبوع التالي أو العكس، وهلم جرّاً.
التعليقات