لا أتساءل هنا عن شيء بعينه. وإنما أعني إعادة تعبئة بطارياتنا النفسيّة بالطاقة عندما نشعر بأننا قد استُهلِكنا وأرهقنا أنفسنا. كيف نستعيد طاقتنا خلال هذه الفترات؟
كيف نستعيد طاقتنا في فترات الركود النفسي؟
قبل كل شيء يحب أن يكون لدينا إدراك كافي لحالتنا، حتى يتسنى لنا الحصول على النتائج المرجوة من أي محاولة نقوم بها في سبيل شحن طاقتنا نفسيًا.
- قليل أو حتى كثير من الراحة يفيد، عندما نشعر أننا معفيون من أي التزامات تثقل كواهلنا في حالة الضعف هذه نكون أفضل ونتعافى أسرع.
- كذلك ربما يفيدنا أن نطلع من هم ضمن حدود مسؤوليتنا على الأمر، حتى لا يُترجم الإرهاق النفسي أنه تقصير، كما أنه من الوارد أن يقدموا بعض الدعم.
- أحيانًا يفيدنا أن نحصر الأشياء التي ندرك أنها تؤثر على نفسياتنا بالإيجاب، ونحاول تنفيذها.
- لو كان الشخص الذي يشعر بالإرهاق النفسي يجد راحته في الانعزال والصمت فليفعل، تفيد هذه الفترة على مشقتها في تصفية الذهن واستعادة النشاط والتركيز.
قليل أو حتى كثير من الراحة يفيد، عندما نشعر أننا معفيون من أي التزامات تثقل كواهلنا في حالة الضعف هذه نكون أفضل ونتعافى أسرع.
لقد ذكرتي مجموعة من الحلول الرائعة بالتأكيد في هذا السياق يا فاطمة. لكنّني أرغب منكِ في اقتراح حل بديل لهذه النقطة بالتحديد. لأنني في الفترة الحاليّة لدي ضغط مهني كبير والكثير من المهام متكدّسة في طريقي، وبالتالي فإن مستوى الراحة الذي أحتاجه ليس متاحًا في الوقت الحالي. فما هي مقترحاتك في هذا الصدد؟
هناك الكثير من النصائح التي لا تظهر نتائجها إلا على المدى الطويل، النوم الجيد والتغذية الصحية وبعض التمارين وخلافه.
ولكن ما رأيك في استراتيجية تفويض المهام ما دام لديك ضغط عمل؟
أتذكر كم ركز أ. أحمد أبو زيد على مشكلة ضغط العمل وما تتركه من إرهاق نفسي شديد، وقال أنه كان يرفض قطعيًا الاستعانة بأي مساعدة ولا يؤمن بمبدأ تفويض المهام لأنه حريص على جودة محتواه.
ولكنه قرر التجربة على أن يحكم بعد خوضها وقال أنه فعلًا اكتشف كنزًا وأن قرار التفويض جاء بنتائج إيجابية لم يكن يتخيلها.
هذه هي حالة الـ Burnout التي أكره الوصول إليها، وأحاول قدر الإمكان ألا أسمح لها بأن تتمكن مني، ولكنها تغلبني أحيانًا. هي جزء من الطريق ولا بأس. هذا ما أهوّن به على نفسي.
أقترح على أي شخص يمر بهذه المرحلة أن:
- التخلي: التخلي سحر حرفيًا، أحيانًا يكون علينا أن نجلس مع ذواتنا لنحدد مصدر الخلل ومن أين تسرب إحساس الضغط هذا، ومن ثَمَ نسرّحه من حياتنا أو على الأقل جزء منه لنشعر بخفة الحمل.
- الرعاية والاهتمام الذاتي للنفس التي أهملناها في الفترة الأخيرة.
- الحديث مع القريبين عن الأمور الضاغطة.
الحديث مع القريبين عن الأمور الضاغطة.
هذه النقطة أحيانًا تكون صعبة علي.ّ. لأنني للأسف في مساري الاجتماعي أفضّل البقاء وحيدًا لفترات طويلة، وبالتالي أعاني من هذه النقطة عندما أكون في حاجة إلى الحديث. كيف أكسر هذه الجزئيّة؟ لأنني من هواة الاستماع عوضًا عن الحديث. لكنّي إنسان وأحتاج الحديث في بعض الأحيان.
هذه هي حالة الـ Burnout التي أكره الوصول إليها، وأحاول قدر الإمكان ألا أسمح لها بأن تتمكن مني، ولكنها تغلبني أحيانًا. هي جزء من الطريق ولا بأس. هذا ما أهوّن به على نفسي.
أجدكِ قد أشرتي إلى تجنّب الوصول لهذه المرحلة يا رغدة. كيف تقومين بذلك؟
لكي نتفادى تلك المشاعر السلبية علينا ألا نكثف العمل فوق طاقتنا في الأيام العادية .. فلا ينبغي أن تخطط للعمل صباحًا، ثم دراسة دورتين مختلفتين مساءً .. هناك فرق بين الطاقة الإيجابية والسعي الكثير، وبين استهلاك طاقتنا فوق اللازم.
ورغم ذلك سنمر بتلك الفترات، ولذا فعلينا ألا نوقف العمل كليًا، لأن ذلك قد يودي إلى الخمول، ولكن علينا أن نهدأ في ذلك اليوم، وأن نتعامل مع الأمر بكسر الروتين قدر الإمكان في ذلك اليوم، فنغير مكان عملنا إن كنا نعمل من المنزل أو نغير طريق عودتنا إن كنا نعمل خارج المنزل.
كما أن مشاهدة فيديوهات جديدة على يوتيوب مثلًا في أمر تحب أن تتابعه سيكسر كثيرًا من شعورك بالملل، وسيجدد طاقتك ويصفي ذهنك لأنك ستتحول عن مجال العمل بعض الشيء، وحينما تصفي ذهنك وشعر انك على استعداد لمباشرة العمل، فاغتنم الفرصة وابدأ.
التعليقات