تمثّل الدراما الرمضانيّة حديثًا يتسع للكثير من الجدل في كل عام. وذلك في إطار الكثير من المعتقدات الفكريّة والأنماط الاجتماعيّة وخلافه. في هذا السياق، هل نعد دراما رمضان عملا يحاكي الواقع فعلًا أم نحمّلها ذنب الهبوط المتزايد في ذائقة المجتمع كمؤثّر أساسي فيه؟
هل الدراما الرمضانيّة انعكاس للمجتمع أم محتوى مؤثّر فيه؟
برغم من أن السينما والدراما والأمور على أشكالها وجدت لتعالج يا علي، ولكني ما أجده إسفال وتناول المواضيع على غير شكالتها و وليس للعلاج.
يتم بث الأفكار وكأنها" عادي" فغالبًا يتم ربط الأمور بطريقة مخلة مثلًا يتم تحضير شخصية الرجل المنحرف الذي كل يوم مع فتاة بالمقابل يطعم المساكين وكأنهم يبثو أفكارًا سامة، كذلك الأمر يأتي بصورة الفتاة ذات الحجاب بأنها تقابل الرجل وكأنهم يردون ربط الحجاب ببعض الأمور.
هل الأمور موجودة بطبع ولكن طريقة العرض هادمة وليست هادفة.
والأزمة هنا بالنسبة إليّ يا أماني لا تكون في الشخصيات نفسها. وإنما في التنميط المستمر. أنا لا أعترض على شكل شخصيّة أيًّا كان نوعها أو ميولها سواء في الأدب أو السينما أو الدراما. لكن عندما نجد أن الأعمال الرمضانيّة تكرّر هذه الشخصيّة فيما يفوق العشر أعمال، فإن الأمر هنا يبدو مثيرًا للشك، حيث أنها تعد مسألة غريبة بعض الشيء عندما نتناولها من منطلق التنميط، وتبدو غير مبرّرة على الإطلاق إلّا في سياق البيع والشراء.
لقد أجبت عن نفسك بين سطور كلماتك يا علي، الأمر مرتبط كليًا بتقليد نموذج مدر للأموال من يقول لك أن الدراما والسينما تهدف لاصلاح المجتمع يبدو مخادعٍ لنفسه، الجميع يركض وراء أكبر ربح ممكن ومنهم من يركض وراء الشهرة.
فمثلًا هذا الدور بهذا النمط أدر للمنتج والمخرج فلان أرباح هذا العام، يقوم بذات التنميط في العام المقبل بتغير طفيف، إضافة للمقلدين فمن هنا يصدر عشر أو أكثر لنفس الشخصيات.
هل الدراما الرمضانيّة انعكاس للمجتمع أم محتوى مؤثّر فيه؟
في رأيي إنها تمثل الأمرين معا فهي انعكاس للمجتمع ولو بطريقة مشوهة أحيانا خصوصا اذا كانت انتاجات محلية، وفي نفس الوقت تؤثر فيه وفي سلوك الناس وافكارهم خصوصا اذا كانت انتاجات أجنبية أو مدبلجة.
لا تحكي اى واقع لربما تريد ان تصنع واقع مزيف و تفرضه على المجتمع و تنجح فى ذلك ثم تقول بانها تروى الواقع انا لم اسير يوما فى حارة شعبية اجد مصري يتحدث مثل حكايات الف ليلة و ليلة بالسجع ولا اجد ان اهل الحارة كل صباح خناقة و الثانية و لم ارى يوما ان نساء الحارات الشعبية لا يردون السلام الا بالردح و المشاجرات الامر غريب ، تشوية لجزء من المجتمع كبير ، تحدث المعارك و الخناقات و التشوهات ولا تجد دور للدولة وكأنه يقولون انه هناك جزء من مصر لا يحكمه قانون و هذا غير صحيح هناك مخالفات نعم ولكن نحن مازلنا فى دولة
من الممكن طبعًا أن نقول أن الدراما الرمضانيّة في هذا الصدد تزيّف الكثير من جوانب الواقع. لكن لا تغفل يا صديقي أنها تستمد العديد من الصور من الواقع من حولنا، وإلّا ما حظيت بهذه الشعبيّة. إن الشعبية تأتي عادةً في الأعمال الهابطة من تزييف الواقع، أي من محاكاة الواقع فعلًا، لكن في صورة مفتعلة. وعليه، لا يمكننا إنكار وجود النماذج التي تحاكيها الدراما وتزيد من حدّتها. لأننا بهذه الكيفيّة نغضّ الطرف عن أزمة اجتماعيّة موجودة فعلًا.
هل نعد دراما رمضان عملا يحاكي الواقع فعلًا أم نحمّلها ذنب الهبوط المتزايد في ذائقة المجتمع كمؤثّر أساسي فيه؟
ما أراه انها تهبط بالواقع وتسفل به! و لنفترض أنها تمثل الواقع فعلينا أن نسأل أنفسنا: هل مهمة الفن الحقيقي أن يحاكي الواقع أم أن يعلو به؟! إن محاكاة مثالب المجتمعات لا يدعو إلى حلها وإنما يزيد منها. المشكلة أن معظم الأعمال الفنية تحاكي الواقع في رزائله في تسعة وعشرين حلقة وتأتي ف الحلقة الأخيرة ثم تبث عظات خافتة! أنا أتشرب السموم الأخلاقية فتسير في وعيي ولا وعيي طوال 29 يوم ثم تأتي في الأخير وتريني النهاية العادلة أو الخاتمة التي تليق او لا تليق. تلك النهاية لا تزيل ما قد تم بثه وزرعه في العقول و النفوس.
ما الذي يضر الدراما وصناع الفن أن يجسدوا الخير حتى وإن لم يكون موجوداً؟! نحن نضج وشبعنا و مللنا من الواقع الكئيب فلما لا يجعلونا نرى الواقع البهيج حتى و إن لم يكن واقعا حقيقة ولكن فقط على الشاشات؟
التعليقات