لو كنت تمتلك فكرة لمشروع وبدأت العمل عليها وتجهيز مشروعك، وفجأة اكتشفت أن أقرب صديق إليك الذي شاركته فكرتك، سرقها وسيطلق المشروع عن قريب، كيف تتصرف حينها؟
لو عرفت بأن أقرب صديق إليك قد سرق فكرة مشروعك، كيف تتصرف؟
الحقيقة قد لا ألوم ذلك الصديق الذي خطف الفكرة بقدر ما ألوم ذلك الذي أفشى سر فكرته وسر مشروعه. الرسول عليه الصلاة والسلام قال: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. وأعتقد أن كلما كبرت فكرة المشروع وكانت قوية فيجب الاحتياط وعدم مشاكرتها مع الأصدقاء من ذوي نفس التوجه و العمل. وكيف لنا أن نتأكد يا عفيفة أنه سرقها؟ إن كان زاد عليها من عنده وأبدع فيها فقد تكون تلك الفكرة تراوجه من زمن وراح يطبقها بالفعل فحصلت المصادفة! فكيف لنا أن نتأكد أنه سرقها؟! أما كيف نتصرف فالإجابة بسيطة هو أن نتعلم ألا نفشي أسرار مشاريعنا أمام ذوي التوجه الذي يشبه توجهنا في العمل.
الاحتياط واجب اكيد ولكن عندما تكون عشرة سنين يستحيل الاحتياط فمشاركة لقمة العيش معا وحدها كفيلة بان تجعلنا نثق في ذلك الشخص ثقة عمياء.
المشكلة ليس ان يبدع الشخص في زيادة افكاره عليها، الأدهى عندما يطبقها كما هي بتفاصيلها بدون زيادة او نقصان، الحل برأي هنا ان يعمل الشخص على مشروع اخر ويتركه بالكامل او يضيف بعض من المزايا على المشروع نفسه حتى يظهر تفوقه، مارأيك؟
اوافقك الرأي خالد، لهذا لا أحدث أحد عن خططي العملية إلا بعد تنفيذها ليس بسبب الثقة او خوفًا من السرقة الفكرية لكن لأن الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان مهم فعلًا ومشاركة مثل هذه الأفكار قد يزيد من تعقيد التنفيذ ويخلق مشاكل وتحديات كبيرة تمنع من نجاح المشروع التجاري.
وكيف لنا أن نتأكد يا عفيفة أنه سرقها؟ إن كان زاد عليها من عنده وأبدع فيها فقد تكون تلك الفكرة تراوجه من زمن وراح يطبقها بالفعل فحصلت المصادفة! فكيف لنا أن نتأكد أنه سرقها؟!
ولكن أختلف معك في هذه النقطة، بما أنهم أصدقاء مقربين وعشرة سنوات كما تقول عفيفة ويتشاركون مع بعض مثل هذه الاحاديث ألا يمكن للشخص الآخر أن يعرف بأنه يمتلك نفس الفكرة، وأيضًا بعدما حدثه عن فكرته لماذا لم يقول أنني أفكر بنفس الفكرة وانوي تنفيذ هذا المشروع وما إلى ذلك؟
عندي سؤال لك، هل تعتقد ان تغيير شيء بسيط في فكرة المشروع نفسه لا يجعله سرقة؟ كيف ذلك؟
هذا الخوف هو فوبيا العصر الحديث وذلك لما فيه من زخم غير طبيعي بانتاج الأفكار، أرى الجميع هذه الفترة وخاصّة الكتّاب ورواد الأعمال يخافون من سرقة أفكارهم، يحرسون أفكارهم بقوّة وكأّنها كنز حقيقي يخصّهم فعلاً، يؤسفني أن أقول بأنني حتى ولو سمعت أنّ أحداً قد سرق فكرتي التي تناقشت معه فيها فلن أحرّك ساكناً دفاعاً عنها، إلّا بحالة واحدة:
- أملك عقداً قانونياً يلزم الطرف الأخر بمسألة عدم الإفشاء والإعلان والتنفيذ
أما ما عدا ذلك لن أحرّك ساكناً لإنّهُ سيكون ضمن دائرة ضياع الأوقات والجهود في محاولة لإنصاف لا يمكن أن يكون موجوداً، كل طرف سيقول أن من أضفت أكثر وأنا من صنعت أكثر، لهذا برأيي وفي حالة عدم توقيع عقد أو عدم القدرة على إيجاد حل من هذا النوع أصلاً أن يكون المبدأ التالي هو المبدأ الأساسي بالحياة:
- أفضل طريقة لحماية فكرتك هي تنفيذها مباشرةً.
لإنّ الأفكار وكما يقول الجاحظ ملقاة على قارعة الطريق، أي ليست مهمّة، المهم من يطبّقها، من يدخلها ضمن نظام فعل أو معرفة قادر على الانتاج والتدوير وخلق القيمة
هو ضياع للوقت والجهد في مناقشة الشخص وهو يعلم من الأول ان ما قام به خطأ.
أفضل طريقة لحماية فكرتك هي تنفيذها مباشرةً
يستحيل ان يحدث ذلك خصوصا ان بعض الأفكار تحتاج الى مشروع عمل وتجهيز الأوراق الإدارية والقانونية، لبعض منها قد يستغرق لأشهر من اجل ان يكون المشروع جاهزا.
ولكن ألا تعتقد شياء أننا كلمنا تقدمنا في رفاهيات الحياة أوغل الكسل فينا أكثر وأكثر؟
مجرّد البداية هي عامل مُربح في هذا الأمر، أستطيع أن أذكر لك قصّة ألفريد راسل والاس وداروين، داروين حين كان يكتب كتابه أصل الأنواع سمع بأنّ ألفريد يكتب عن ذات الفكرة أيضاً، فكّر داروين في أنّ المجتمع العلمي لن يصدّق حقيقةً بأنّ له الأصالة في اختراع النظرية على عكس ألفريد، ولذلك قرر أخيراً بالكشف عن نتاجه واكتشفوا أنّ مخطوط داروين مُتخم بالملاحظات والمسودات التي تعدّت ال 200 صفحة، أما ألفريد فلم ينجز إلا 40 تقريباً منها، هذا ما حمى داروين فعلاً من خسارة الأصالة والسبق العلمي، بأنّهُ ابتدأ بالتنفيذ مباشرةً لفكرته، لم يراكم الأفكار الأصيلة دون عمل.
صراحة فإن مجرد التفكير في هذا الموضوع يثير فيي مشاعر الرعب والحماس في آن معا, الرعب من أن يقوم أقرب أصدقائي والذي إئتمنته على فكرتي بسرقة فكرتي والحماس لكشف ما هو مقدم عليه "فضحه". ولكن كيف يمكنني التصرف حينها مع هذا الأمر؟
- تسجيل براءة إختراع في المشروع في حال كان مشروها علميا. يحتاج هذا الموضوع إلى مساحة من الوقت إلا أنه ينجح غالبا في منع السرقة الفكرية ويضع علامات إستفهام حول الطرف الذي قام بالسرقة.
- إستخدام أداة "السلطة الرابعة"و هي الأقوى حاليا على الساحة والأكثر تأثيرا في الرأي العام. هذه الخطوة إستبياقية للسرقة ولا تحتاج إلى الكثير من الوقت أو البيروقراطية كما باقي الحلول. يكفي أن أبلغ إحدى الوسائل الإعلامية بالحدث مع عرض مشروعي عليهم لكي يتم عرضه أمام الناس.
بالنسبة لنقطتين ممتاز التفكير فيهما، ولكن بما ان الفكرة مزالت لم ترى النور على أرض الواقع يستحيل تسجيل براءة اختراع بها.
اما نقطة السلطة الرابعة، الاعلام لا يعترف بالأشخاص الذين لديهم صوت او رأي، لذلك الطريق للوصول لمنبر الاعلام هو منصات التواصل الاجتماعي عندما تحضى بصدى جماهيري حينها وسائل الاعلام تستمع لقضية، مع الأسف هكذا الاعلام اصبح يؤدي وظائفه.
بكل بساطة سأنطلق بسرعة وأقوم بالإسراع في تنفيد فكرتي واضافة تحسينات جديدة عليها والتأكيد للجميع أنها فكرتي والعمل على التسويق لها بقوة حتى أسحق هذا المنافس المتطفل لأن صاحب الفكرة الأصلي من يكون متحمسا للفكرة وأكثر حرصا على نجاحها من غيره لأن من أسرار النجاح الانطلاق وعدم الاستسلام.. أما الاستسلام و البكاء على الأطلال لا فائدة منه.
على المستوى القانوني. ربما لا يوجد جريمة.
بمكتب براءة الاختراع مكتوب
القانون لا يحمي الافكار ولكن يحمي طريقة عملها.
فلو قلتي : عندي فكرة لبناء فندق. وقام صديقك بسرقة الفكرة وبنا فندق خاص به ... ( لا مشكلة )
أما لو إطلع صديقك على التصاميم الهندسية للمشروع وربما صورها ... ثم استخدمها ببناء فندق ... فهذه تعتبر سرقة.
اثبات هذه السرقة صعب بكثير من الاحيان إلا اذا تم توثيق عملك قبله .
التعليقات