عادة ما نفكر أن الاستثمار فقط قد يكون من خلال الفائدة المادية الملموسة كاكتساب مهارات أو تعليم ذاتي، لكن الاستثمار قد يكون على الصعيد النفسي أيضًا، لذا أريد أن اسألكم كيف تستثمرون في أنفسكم؟
كيف تستثمر في نفسك؟
كيف تستثمرون في أنفسكم؟
بالنسبة لما أفكر به حيال هذا المصطلح، أي "الإستثمار في النفس"، هو الإستثمار في الفكر، فالعقل هو أهم ملكات الإنسان، والإستثمار فيه يكون بتدريبه وتنميته، بالقراءة والإطلاع والمتابعة، بالتحليل والمناقشة والنقد، بحشوه بكل ما فيه قيمة ومعرفة، والإستغناء عمّا لا يكسبه أي فائدة والترفع عن توافه الأمور، وعدم الخوض في سطحية المجتمع، والبحث عن عمق في كل شيء، والإهتمام بالبواطن كالإهتمام بالظواهر .
بمعنىً أكثر وضوحاً وأشمل، ما أقوم به هو أنني أدرّب عقلي على التفكير البنّاء في كل شيء، أحلل واسأل واستجوب لأحاول الوصول إلى حقيقة الأشياء، وهذه العملية صعبة جداً وأعترف بذلك .. قد تشعر أحياناً بثقل رأسك وثقل الدنيا من حولك، ولكن استراحة بسيطة يمكن أن تتدارك بها هذا الإنهاك العقلي، وبما أن عقولنا لا تتوقف عن التفكير طوال الوقت، لابد أن نحسّن من نوعية هذا التفكير .. وهنا يكمن الإستثمار في الفكر .
المستوى النفسي بالنسبة لي هو الجانب الروحي، كأن أخصص وقتا للتأمل أو اذهب في نزهة يمكن من خلالها ترميم خبايا النفس والاستثمار فيها.
الاستثمار في النفس يكون على عدة جوانب ، استثمار النفسية والجسد والفكر.
فأما الاستثمار في النفسية، هو ان تغذية النفس بالايجابية المعقولة وحمايتها من السلبية والسلبيين، وتطويرها لتصبح اكثر مرونة وتعاطفا وودا مع الاخرين، وذلك بتعريضها لتجارب حياتية مختلفة تمكنها من امتلاك مناعة نفسية ضد متغيرات الحياة.
اما الاستثمار في الجسد وهو امر نغفله كثيرا، فيكون الأكل الصحي وممارسة الجهد البدني الشديد اما عن طريق الرياضة او العمل البدني.
اما الاستثمار الفكري وهو اهم الاستثمارات والذي يمكننا من حسن تطبيق الاولين، ويكون عن طريق تعريض العقل لمصادر جيدة من المعرفة ايا كان شكلها، سواءا كتب ورقية او سمعية، او فيديوهات تعليمية او بودكاست والكورسات المجانية والمدفوعة..الخ
الإستثمار في الذات أقوى المشاريع وأكثرها إنتاجية. في البداية "ما هو الإستثمار في الذات"؟
الإستثمار في الذات هو وضع رأسمال مقداره الفكر البشري من أجل تحقيق فوائد على صعيد تنمية الذات والقدرات والمهارات وصولا إلى أن أقدر ذاتي.
في رحلتي الإستثمارية لتحقيق ذاتي (وهي في القمة بحسب هرم ماسلو) من المهم تطبيق بضعة أمور:
1- التعليم ثم التعليم ثم التعليم:
لا شيء يصقل شخصية الفرد وينميها كما التعليم. لذلك دائما ما كان سعيي لإكتساب معارف جديدة وتنمية قاعدة المعلومات عندي. فمن خلال التعليم أصبح أكثر صلابة وقوة وعندما أزداد قوة أصبح ذو قيمة أكبر وأنمو ولا أعرف الركود.
2- الخضوع للدورات التدريبية بشكل مستثمر:
فالدورات التدريبية تنمي المهارات الناعمة عند الفرد ( Soft skills) مثل مهارات التواصل وحل المشكلات والقيادة….وغيرها.
3- معرفة ذاتي :
هل تعرف أن الكثير منا لا يعرف نفسه وكنهها؟ أي لا يعرف طاقاتها وقدراتها. لذلك فمن المهم أن أعرف قدراتي وحدودي. فالأولى تفيدني في أن أصبح مبدعا والثانية تعرفني على الجانب من شخصيتي الذي يتطلب تدخلا للحد من تأثيره على حياتي.
4- إصنع فرقا:
ضع هدفا أمام نصب عينك وهو أن تصنع فرقا كل يوم وإن كان في أمر بسيط. فعلى سبيل المثال عندما تبتسم في وجه أخيك لربما تصنع فرقا في التخفيف من حدة أوجاعه.
بما يفيدني ذلك؟
يفيدني في أن أصبح ذو تأثير ونفوذ في مجتمعي
5- إبتعد عن كل ما قد ينتقص من قيمتك.
- توفير المناخ اللازم للتطوير الذاتي، وذلك من خلال العمل على الالتزام بروتين صحّي في جميع جنبات الحياة.
- تحديد الأهداف بدقّة. يجب ان نكون ملمّين بما نريد أن نقوم به بأنفسنا ولأنفسنا.
- العناية بالأنشطة الجانبية للحياة، والتي تمثّل تطعيمًا لهذا الروتين الصحّي. منها الرياضة وأنظمة التغذية وتنظيم الوقت.
- الاطلاع المستمر.
- تنظيم برنامج تعليمي باستمرار في أي تجاه. أهم شيء أن يظل موجودًا.
- الاعتناء برفاهيات الحياة، من فترات الراحة والعطلات والعلاقات العائلية والعلاقات الاجتماعية.. إلخ.
لدي كل فترة خطة مغايرة للاستثمار في نفسي .. فغالباً أحدد وضعي الحالي وأضع توجهي نحو نقاط التي تزعجني بنفسي هل أنا بحاجة للاستثمار الجسدي هل وزن غير متزن هل هناك نقص باللياقة لدي فأقوم بالالتحاق بنادي .. لو وجدت أنا روحي منطفأة ونفسيتي في حال سيئة أتوجه نحو التأمل و مجالسة أخصائين يحمسوني بشكل أكبر تجاه الحياة ، أما الأمر لو كان على الصعيد المهاري والفكري فكل فترة اضع نفسي في تحدي على تعلم أمر جديد لأضيفه لسلسلة الأمور التي أتقنها ^^
التعليقات