هل العبء فى الأزمات الاقتصادية التى تمر بها الدول يقع على الحكومات والاقتصاديين فقط؟ أم لنا دورا كأفراد نستطيع المساهمة به في هذه الأزمات ؟
ما هو دورنا كأفراد تجاه الأزمات الاقتصادية ؟
لا يخفى على احد أن جميع أفراد المجتمع أفراداً وحكومات لها الدور في مقاومة الأزمات الإقتصادية .
وهذا لا يحدث للأسف لأن الحكومات دائماً ما تكون أنانية وبالتالي شعوب أنانية فنجد في حين أن الوضع من سيء لأسوء والأزمة تتضاعف والرواتب والدخل ينخفض تأتي الحكومات بدون أدني شعور فترفع من أسعار الوقود أو الغاز على المستهلك فهي هنا وكأنها تتحدي الشعب في وضعه تعالج مشكلتها على حساب الشعب . فبالتالي تجد أن أصحاب الاموال لا يسعون للاستثمار في أوطانهم ويفضلو الاستثمار الخارجي برغم من أن الاستثمارات تحسن من الوضع الاقتصادي .
وهذا ما جعل شعب كاليابان ينهض بعد ما حدث له فتكاتف الحكومة مع الشعب حول نفس التطلعات هو من يرفع من وضع الاقتصاد .
أما في شعوب العربية لا أعتقد ان الوضع سيتحسن لأن الكل يفكر بنفسه فقط .
أكثر ظاهرة لاحظتها لدينا من الكثير أنه يفكر في مصلحته حتى لو كانت تنعكس بالسلب على الكل، فمثلا بيع الدولار بالسوق السوداء للحصول على أسعار أعلى من البنك حتى لو بالقليل، وهذا يخلق سوق موازية ويؤثر على توافر العملة ورغم محاربة الدولة لهذه الظاهرة لكن ما تزال موجودة، وهذه المشكلة تحديدا لابد أن يأتي دور الفرد قبل الحكومات.
أيضا استغلال التجار للزيادات وارتفاع الأسعار، وتخزين البضاعة ومنع بيعها وبالتالي خلق أزمة بالأسواق لعدم توافر المنتج، أو عرض السلعة بسعر أعلى مما يستحق نتيجة احتكاره.
كذلك ضعف الرقابة على الأسعار، وهذا يجعل كل بائع يبيع بسعر مختلف عن آخره، أتذكر الشهر الماضي وأبسط شيء اشتريت كيلو عدس ب48 جنيهًا، وفي طريقي فكرت في سؤال محل آخر وجدته يقول 40 جنيهًا، ثم وجدت والدتي تقول أنها اشتريته ب42 جنيهًا، اعلم أن العدس درجات لكن تقريبا كل هذه الأسعار لنفس الدرجة.
أيضا استغلال التجار للزيادات وارتفاع الأسعار، وتخزين البضاعة ومنع بيعها وبالتالي خلق أزمة بالأسواق لعدم توافر المنتج، أو عرض السلعة بسعر أعلى مما يستحق نتيجة احتكاره..
ويعد هذا واحدا من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأفراد بالأزمات الإقتصادية؛ فأنا أعتبر التجار أفراد وليسوا مؤسسات...
ألاحظ كذلك، محاولة البعض تكديس أي شيء يشاع أنه سيشح وجوده بالأسواق ـ منتجا كان أو خدمةـ حتى ولو لم يكن ذلك حقيقي!
لذلك علينا كأفراد أن نتخلى عن مثل تلك العادات، ونحاول التعامل بحكمة مع ما نمر به من أزمات إقتصادية.
اتفق بشكل عام ولكن برأيي علينا أن نفرق بين المتباينات هنا: كتاجر بقالة قد يرفع سعر سلعة كالسكر مع إنها هي هي عنده موجودة بسعرها القديم ولذلك لأنه لما سيشتري جملة بالسعر الجديد سيضطر من تقليل مقدار ربحه وبالتالي هي مسألة توازن يضطر إليها اضطرار كتاجر يريد أن يبيع وينفع الناس ولكن يكسب بقدر معقول من تاجرته.
فأرى إن مثل هذا التاجر والذي هو غالبا عنده محل واحد لا غير يكتسب به رزقه يعني على قد حاله "فلماذا نلومه ونلقى بالعبأ عليه بينما تجار كبار ومسؤولين يفعلون الأفعايل بالسوق وبالبلد؟".
وفي المقابل أعلم بشكل شخصي من عنده مزارع ومخازن للأرز وهو قد يبيع بالسعر "القديم" تيسيرا على الناس مع إن سعر السوق ممكن أن يكون قد تضاعف بين ليلة وضحاها بارك الله في أمثاله وعوضهم وأثرى أعمالهم وأرزاقهم.
إذا من رأيك أستاذ عصام أن الأفراد لهم دور كبير في مساندة الدولة في الأزمات وهو عبر الإلتزام بمعايير الأمانة ، وكما ذكرت من أشخاص لديهم تلك الصفات فإنى أؤيدك بوجود أشخاص أيضاً يفعلون ذلك ، نعم هم قلة لكن يظلوا نموذج جيد يحتذي به .
المسئولية مشتركة بين الجميع وإن كان الجزء الأكبر منها يقع على عاتق الحكومات لأنهم هم المسئولين عن اتخاذ وتنفيذ القرارات
فالحكومات : عليها دراسة الأوضاع جيدا وترتيب الأولويات وترشيد الانفاق ومراعاة دعم الطبقات الفقيرة أو غير القادرة على مواجهة الآثار الناتجة من الأزمات الاقتصادية مثل ارتفاع الأسعار وتدني الأجور ، كما يجب على الحكومات أيضاً تشديد الرقابة على الأسواق والتجار لمنعهم من استغلال الأوضاع الإقتصادية لخلق المزيد من الأزمات والاحتكار وزيادة أسعار السلع بشكل مبالغ فيه لتحقيق مكاسب عالية.
أما الأفراد: فعليهم أيضاً دور كبير فيجب على الأفراد أثناء الأزمات الإقتصادية إعادة ترتيب أولوياتهم وتقديم الأساسيات على الرفاهيات ، عليهم أن يكونوا أكثر حرصاً (لا بخلاً) عند صرف الأموال فمثلاً عند شراء السلع عليهم أن يختاروا البدائل ذات الجودة المقبولة والسعر الأقل عن مثيلاتها من السلع باهظة الثمن لمجرد أنها تحمل ماركة شركة عالمية مشهورة كما يجب أيضاً أن يكون لهم دور فعال في المشاركة على رقابة التجار الجشعين وإبلاغ الجهات المسئولةومقاطعتهم إن أمكن حتى يعودوا لرشدهم
ومن أهم الأشياء التي يجب على الأفراد فعلها هي تعلمهم لإدخار جزء من أموالهم ولو قليل للرجوع إليه وقت الأزمات والطوارىء ، ما يجب عليهم أن يبحثوا عن مصادر إضافية لتوفير دخل إضافي لهم إن أمكن ذلك.
تحياتي
حسب تحليلك أو توصيفك لمسؤولية الحكومات هكذا فلا أرى البتة أي مسؤولية ستبقى لتقع على عاتق الأفراد لأنهم سيعتبرون ضحايا فلا يمكن (برأيي) لومهم إلا أن يرون مصلحتهم الخاصة (ما دامت حكوماتهم قصرت في المصالح العامة هكذا).
مرحباً أستاذ عصام
أنا لا ألوم أو أحمل الأفراد أي مسئولية
ولكن هناك فرق بين أن تكون مسئول وأن تكون لك دور إيجابي فكونك غير مسئول عن إتخاذ القرار لا يمنع أن يكون لك دور إيجابي تجاه بلدك ووطنك لأن في النهاية الكل في مركب واحدة وإذا لا قدر الله غرقت ستغرق بالكل لن يفرق هنا الحال بين مسئولين حكوميين وأفراد بل من الممكن أن يكون الضرر أشد على الأفراد أنفسهم.
تحياتي
مرحبا صديقي الكريم أستاذ مصطفى
يبدو أن مرادي لم أتمكن من توصيله بعد وحقيقة هذه الصورة بالوصف التالي هو ما غلب على ذهني وأنا أقرأ وأناقش الموضوع:
هي وكأن سفينة بالبحر تغرق وجزءها الأمامي أو الخلفي غاص في الماء بالفعل وإذا بقبطان السفينة وطاقمه يصرخون في الركاب "ألم يسعكم أنكم كنت على متن السفينة ألا تفعلون شيئا؟" وهم (أي القبطان وطاقمه) المتسببون في الغرق بشكل مباشر وهم لا يزالون يتخذون القرارت من يركب بقوارب النجاة ووسائل الإنقاذ (والتي هي كقوارب ووسائل والسفينة نفسها خربة مخربة مهمولة لم يصرف عليها ولم يهتم بها وبأرواح ركابها بالأساس) ويسارعون هم والنخبة من أغنياء الركاب بالنجاة تاركين عموم الراكبين يغرقون وإذا بصوت هناك ينادي (اسمه مصطفى) يتساءل: "هل على أفراد الركاب من ايجابية ودور تجه سفينتهم (((الغارقة)))هكذا؟
مرحبا أستاذ عصام
دعني أذكرك بعنوان المنشور من قبل الاستاذ أحمد صاحب الموضوع وهو: "ما هو دورنا كأفراد تجاه الأزمات الاقتصادية ؟"
وبناءاً عليه فالمطلوب هو تقديم بعض النصائح التي تفيد لمنع حدوث غرق السفينة
وللتوضيح سأتجاوب مع مثالك :"لو السفينة بها مشكلة خطيرة مثلا الحمولة زائدة فدور الصوت الذي" اسمه مصطفى" ومن هو مثله أن يفكروا في كيفية المساعدة للوصول إلى حل لمنع تفاقم المشكلة مثلا يستطيع هو ومن مثله من التفكير في التخلص من الحمولة الزائدة التي يستطيعون التخلص منها لكي تستطيع أن تكمل السفينة رحلتها والوصول إلى بر الأمان وبعد ذلك من الممكن محاسبة المقصر ، ولكن إذا فعل مصطفى ومن مثله مثل أشخاص آخرون "لن اسميهم" ينتقدون الوضع فقط دون أن يكون لهم أي دور أو حتى محاولة لإنقاذ الوضع المتأزم فإن السفينة ستغرق بمن غالبا ليس لهم ذنب في تخريبها وسينجوا من تسبب بالفعل في تخريبها دون حتى أن يلتفت أو يشعر بالندم ليستمتع بحياته وسيغرق الأبرياء في أعماق البحر دو أن يتذكرهم أحد"
أرجو أت تكون قد وضحت وجهة نظري
تحياتي
وجهة نظرك واضحة على ما أظن وواضخ أن الاختلاف هنا كامن في "حد الأزمة" المتساءل عليها:
هل السفنية "ستغرق"؟
أم أنها "تغرق بالفعل"؟
فمثالي ومصب كلامي عن الحالة الثانية.
ومع ذلك فحتى باعتبار الحالة الأولى (السفينة معرضة للغرق ولم تغرق بعد) فماذا إذا كان القبطان وطاقمه (مرة أخرى!) لا يلتفنون لأي نصح ولا يعتبرون بأي اعتبار للركاب السفينة ومتجهون بالسفينة صوب جبل جليدي بسرعة خطيرة ولفنرض أن الحملة ثقيلة كما تفضلت فلماذا على أن كفرد أن أضحي بحمولتي التي لا يحترمها أي أحد بالأساس في سبيل الإبقاء على حمولة القبطان وطاقمه ونخبته؟ (بنفس المنطق "لماذا" ستكون المطالبة بالتضحية هكذا؟ فلا زلت أرى أن الحكم والضابط المنطقي في هذه الحالة "هي المصلحة الشخصية الفردية" سيسير وراءها دون أي لوم وعتاب كل فرد سواء أكان القرار برمي الحمولة والرمي بنفسه هو نفسه خارج السفينة السائرة نحو خربها والاصطدام والغرق)
هل العبء فى الأزمات الاقتصادية التى تمر بها الدول يقع على الحكومات والاقتصاديين فقط؟ أم لنا دورا كأفراد نستطيع المساهمة به في هذه الأزمات ؟
العبء على الطرفين بالطبع، فما تفرضه الحكومات والاقتصاديون من إجراءات أو قرارات تجعل الأفراد العاديين يلجأون لاستغلال أي فرصة لصالحهم مما يزيد من تراجع الوضع للأسوأ. ولو كنا سنفكر بعقلية أصحاب الأعمال في ظل هذا الوضع عندما ترتفع الأسعار عليهم هل من المنطقي أن يحافظ على السعر ويكون المردود خسارة له؟ ولكن أيضًا غير المنطقي في نفس الوقت ان يستغل التجار والأفراد هذا الوضع في زيادة الأسعار لحد غير معقول فقط بقصد الربح ولأنها فرصتهم!
ما هو دورنا كأفراد تجاه الأزمات الاقتصادية ؟
كأفراد، أعتقد أنّه علينا مسؤولية كبيرة لنستوعب حجم الظّروف الإقتصادية من أجل إتخاذ قرارات مالية ذكية من شأنها أن تساعدنا في مواجهة مختلف الإنكماشات الإقتصادية التي قد تحدث. بعض الطرق التي يمكننا من خلالها القيام بذلك تشمل:
- بناء صندوق طوارئ: يمكن أن يساعدنا الحصول على وسادة ادخار على البقاء واقفين على قدمينا في أوقات الصعوبات الاقتصادية.
- تثقيف أنفسنا: البقاء على إطّلاع بالظروف الاقتصادية والبقاء على إطّلاع بالمنتجات والخدمات المالية المختلفة المتاحة لنا، يمكن أن يساعدناذلك في إتّخاذ قرارات أفضل.
من المهم أيضًا أن نتذكّر أنه كأفراد لدينا أيضًا مسؤولية إجتماعية لدعم أولئك الذين يتأثّرون بالرّكود الاقتصادي، على سبيل المثال من خلال التطوع أو دعم الجمعيات الخيرية المحلية أو المنظمات المجتمعية التي تقدَّم الخدمات للمحتاجين.
التعليقات