ليست كُل بلدان العالم مناسبة مناسبة للسينما في رأيي، فكما أنّ هُناك بيئات طاردة للعلماء أو التُجّار والصناعيين، فهُناك أيضاً قد يكون دول وبيئات طاردة للفنانين والسينما بشكل عام، لا يصلح مناخها الثقافي العام للسينما، ما رأيك؟
هل ترى بأن هنالك بلدان مناخها الثقافي لا يصلح للسينما؟
بالفعل فهناك ثقافتها لا تدعم السينما ولكنها ليست كثيرة ، وتعد مثل هذه الدول طاردة للفنانين والسينما .
وقد يعزو الأمر لسبب إقتصادى فى دول فقيرة لا تستطيع تحمل تكلفة الإنتاج السينمائى ، أو أن يكون الأمر سببه فكرى بسبب إنغلاق فكرى أو سبب دينى .
أو أن يكون الأمر سببه فكرى بسبب إنغلاق فكرى أو سبب دينى .
هل هذا الامر يعود إلى ما يحدث في السينما بعض الدول العربي؟ مثلا اليوم لم نعد نرى أنّ الفن الهادف، العشوائيات، أعمال الشغب، وما يسمى بالبلطجة هو ما نراه في الاعمال السينمائية.
السينما والفن بشكل عام قائمان على الإبداع، وحينما تكون البيئة نفسها غير محفزة على الإبداع سيختفي الفن بكل تأكيد.
ليس بالضبط صحيح هذا الأمر، وذلك لسبب غريب أنا حتى لا أفهمه، فمثلاً لدينا إيران ورغم كُل القيود والقرارات والبيئة الغير محفّزة على أي إبداع إلى أنّها تُعتبر بلداً رائعاً بالانتاجات السينمائية والفكرية، كيف يكون ذلك رغم كُل هذه البيئة الضاغطة؟ هل لاحظتي حضرتك ذلك مسبقاً؟ إن كان نعم فما رأيك بالمسألة؟
ليس هذا الذي قصدته بالبيئة غير المحفزة على الإبداع، فعلى العكس تماما، يقول الرسام النرويجي إدوارد مونش: "الفن يأتي من السعادة والألم، ومعظمه من الألم"، نعم فحيث وجد الألم وجد الفن.
لا أعلم بالضبط ماذا قصدت بمصطلح بيئة ولكن أتمنى ألا تكون قد قصدت بها بلدا بأكملها تطرد السينما.
البيئة غير المحفزة قد تتمثل في عدم وجود جمهور لها، كأن يكون الناس مثلا في هذه البيئة يميلون أكثر إلى نوع آخر من الفن غير السينما. مثل الرياضات التي تفشل في إيجاد جمهور لها في مكان ولكنها قد تكون مركز الاهتمام الأول في مكان آخر.
هُناك أيضاً قد يكون دول وبيئات طاردة للفنانين والسينما بشكل عام، لا يصلح مناخها الثقافي العام للسينما، ما رأيك؟
برأيي هذا الموضوع يعتمد على نوع الفن الذي سيتم تمثيله أو عرضه وإذا كان سيُلاقي الدعم أم لا. ولكن برأيي السينما طريقة جيدة لتسليط الضوء على القضايا بمختلف أنواعها التي تعاني منها البلاد وترغب في تحسينها، وكما ستلاقي معارضين بكل تأكيد سيكون موجود عدد من المؤيدين، لكن ما أفكر به هو الميزانية التي سينفقوها على العمل والتي لن تلاقي النجاح أو الدعم المطلوب وبالتالي النتيجة خسارة.
بالغالب أي نقاش يتعلّق بالميزانية يكون من اختصاص المُنتج، لا مشكلة كبيرة في هذه الأمور فالدولة غالباً بمؤسساتها لا تميل إلى فرز الكثير من الأموال في موازناتها لصناعة سينما رائعة فعلاً ومنافسة، حتى الولايات المُتحدة الأمريكية بذاتها لا تقوم بذلك، هذه مُهمّة مُنتج.
برأي حضرتك ما السبب المُباشر لخلق مناخ فاسد أو مناخ غير ملائم للسينما؟
ما قصدته أن الدول لن يكون بها منتجين لديهم القابلية على الإنفاق على اعمال سينما بنسبة نجاح منخفضة ليس أن الدولة هي من تمول الأعمال.
برأي حضرتك ما السبب المُباشر لخلق مناخ فاسد أو مناخ غير ملائم للسينما؟
لن يخط في بالي سبب محدد الآن، لكن الوضع الاقتصادي قد يكون عامل مهم، والسياسي أيضًا فلسطين كمثال.
وأيضًا التقدم التكنولوجي سبب مهم، بعض الدول لم يصل لها التقدم ولا حتى التلفاز.
الفقر هو السبب الأول والمانع الأكبر لدى المنتج والمتابع.
حتى المجتمعات المحافظة إن وجد المال خرجت بسينما لا تشبه به مجتمعها المحافظ.
في السينما المال أولا وثانيا وثالثا.
حتى المجتمعات المحافظة إن وجد المال خرجت بسينما لا تشبه به مجتمعها المحافظ.
لا أتفق مع حضرتك في هذا الموضوع، المال لا يمكن أن يحكم عملية إبداعية كاملة بذاته، هو عنصر مهم ومهم جداً بلا شك، لكن مجرّد وجوده لا يمكن أن يُحفّز إبداعاً ويخلق فنّاً، فمثلاً لدينا السينما المصرية والسينما الخليجية، والتلفزيون المصري والتلفزيون الخليجي، من أفضل؟ من حيث الجودة والغرافيكس؟ بالطبع الخليج، لكن على مستوى الإبداع؟ رغم تراجع المحتوى المصري إلى أنّهُ ما يزال يتسيّد هذه القبة الفنية، وبالمناسبة هو يفعل ذلك حتى بالأفلام المستقلة التي دعمها قليل جداً.
التعليقات