في نهاية عام متعب بين عواطف متضاربة وآمال محطمة، لو أن عقلك في يدك اليمنى وقلبك في اليد الاخرى ماذا تقول لكل منهما؟
في آخر يوم من 2022 لو أن عقلك في يدك اليمنى وقلبك في اليد الاخرى ماذا تقول لكل منهما؟
كم نحن اشقياء بهذه القلوب المثقلة بالشوق، والاجواف المغرقة بالامال، اتعرف اين المشكلة يا اسامة، المشكلة ان إيماننا بالعقل هو خطأ اكبر ... في اوقات كثيرة تكون قلوبنا متعبة، ولا تريد ان تكمل المسير نحو الهاوية، لكن عقولنا دفعنا نحوها بلا هوادة.
الايمان التام بالعقل وحدة كارثة حقييقية، لذلك مازال علينا تعلم الموازنة ببن العقل والقلب والارادة.
امنياتي لك بعام سعيد.
أهدأ السنة مجرد تغير في الأرقام ولا شيء سيتغير غذا لم تعملا مع بعضكما البعض بالتوازن، عقلي أنت المنطق الذي تروض الأفكار الجنونية العاطفية التي يقدمها قلبي، وقلبي لولاكا لما كانت هناك أفكار ومغامرات أصلا، أحتاجكما هذه السنة مع بعض جنبا إلى جنب مثل كل سنة لكن هذه السنة أكثر لظروفي الخاصة بي.
بالنسبة إلى العقل، أتمنّى له أن يستمر في الإصرار على التطوّر المستمر، وعلى خطّة عدم الانخراط في تقدير الذات، لأنه مرض خطير للغاية، قادر على إيقاف مختلف قدراتنا على تطوير أنفسنا في لمح البصر.
أمّا فيما يخص قلبي، فأتمنّى له الراحة، وأتمنّى أن يتجنّب المزيد من التورّط في عواطف وأفكار أرهقته دون جدوى، وأن يلتفت إلى التعاون مع أفكاره بحثًا عن الراحة، لا عن التفسير.
لكم هو محظوظ هذا العقل بك يا علي، ولكم أنت قاس على هذا القلب أيضا.
لو كنت قلبك لقلت ربما:
أطاق العنان لي لكن لا تنتظر ولا تأمل شيء ، كي لا تكسرني آمالك، ولا تخذلني توقعاتك.
وانا في بداية الثلاثين ادرك هذه الحقيقة، لا يمكن ان نعيش بدون قلب، ولا حب او امل او نجاح بدون اوجاع وجروح، علينا أن نحمل علبة الاسعافات الاولية اينما نذهب ونستعد للجروح القادمة.
كل الاماني لك بعام موفق صديقي.
أقول لعقلي: أنت محق لكن اهدأ قليلا، لا تتسرع وتحلل كل شيء، بعض الأمور تحتاج إلى تجاوزها ببساطة، ومحاولة تفسير كل فكرة، وكل شعور يعقد من الحياة كثيرا.
أما لقلبي: فأنا أعرف أنك مظلوم، أداريك أوقات كثيرة، وأقلص من أدوارك، رغم أن لك وجهات نظر وجيهة، ومن الأنسب أن تدير أنت حياتي ويعمل عقلي عندك، أسفة أني عكست الأدوار.
سأحاول وضع كل منكما في مكانه الصحيح..
كم هو مثير للاعجاب هذا الكلام منك يا نهى..لاول مرة أجد شخصا أنه ظلم قلبه بسبب عقله، لقد فعلت نفس الشيء طوال حياتي، ولم أشعر بأني أظلم قلبي، بل الآن أشكر نفسي لأني لم أغامر بقلبي الهش، لأنني بالفعل حالما قررت استعماله، دمر كل شيء.
لا اريد ان انصح بشيء لا حق لي فيه، لكن اقول ان الموازنة بين العقل والقلب ضرورة لا بد منها.
العقل جيد في الحذر، في التحليل، في تجنيبك الكثير من المشكلات والمواقف المحرجة، إن حارس جيد للغاية.
لكنه إن تعدى ذلك وأصبح هو الملك المسيطر ستتعقد الحياة، وينمو القلق، وتتضخم أمور بسيطة يمكن تجاوزها بسهولة.
تعلمت مؤخرا ألا أحاول منطقة مشاعري، أو تحليل كل إحساس بشكل مبالغ فيه، وأن اعتمد على حدسي إلى حد ما.
أقول للعقل، أتمنى أن تستمر في الإصرار على التطور فأنت ذلك الجزء الذي يروض كل الأفكار التي تأتي في ذهني.
أما لقلبي، شكرا على المساعدة والتوجيه رغم أنني وضعتك في أمور قد تأديك...
حسنا، كل ما أطلبه منكما هو أن تتعاونا مع بعضكما البعض قدر الإمكان وتخلقا ذلك التوازن الذي أحتاجه في حياتي، كنا جنبا الى جنب ولنعش تجارب جديدة بحولها ومرها...
أقول لهما في الوقت ذاته أنتما ما تجعلاني على قيد الحياة، بدونكما أنا لا شيء، لكن لو تعاونتما معًا لكان أفضل لمصلحة الجميع.
سأطلب من قلبي ألا يشعر بأي شيء مجددا
أما عقلي فسأرجو منه أن يمحو ما يؤلم، وأن يهبني الشجاعة والحكمة والشغف لاطارد ما حلمت به
التعليقات