لكم التعبير
كيف تفسرون هذه الجملة: ان سر الحياة هو ان تموت قبل ان تموت !
نحن نعلم كمسلين أن الحياة فانية نهايتها موت، لكننا مطالبون بالخوض في العيش فيها وفق قوانين سواء كانت قوانين الطبيعة او قوانين الشريعة أو حتى قوانين الدولة، وباعتبار أن طبيعة البشر تلهف وراء ملذات الدنيا ، فتجد هناك فئة معينة قد اعتزلتها. وغالبا الاشخاص الذين يعتزلون الدنيا تجدهم لم تعد لهم الرغبة في شيء سوى العيش من أجل العيش اي أنهم ماتت طموحهم وأحلامهم قبل أن يموتو حقيقة، وسبب عزوفهم عن الرغبات هي إما خوضهم في تجارب فاشلة، أو علاقات فاشلة، أو انهم لم يجدو من يهتم بطموحهم أو بكفاءاتهم ، على كل حال تجد الحياة أنهكتهم حتى قرروا الاعتزال عنها، لذلك تجدهم يكررون لقد مت قبل أن أموت!!
مرحبًا لمياء. فيما يخص هذا التعبير البليغ، أرى أن المفهوم الذي يتضمّنه يعني فكرة "الغرض" من الحياة، لا الحياة نفسها، وتتمثّل هذه الفمرة في القيمة التي نسعى إليها قبل الموت. تعتمد هذه القيمة على منظورنا للحياة، وعلى ما نسعى إلى تحقيقه، وحول فكرة كون ما نسعى إليه أخلاقيًّا أم لا، والطريقة التي نبحث عنه بها حقيقيّة أم لا.
ويختلف هذا المنظور بين كلِّ شخصٍ والآخر تبعًا لسماته الشخصية وقيمه ورغباته. لذلك أستطيع أن أحدّد الأمر في سياق تجربتي الشخصية في الحياة فقط. فعلى سبيل المثال، أنا أجد أن الاستمتاع بالعمل هو ما يمنح الحياة قيمة، ومن لا يستمتع بعمله، أو لا يتبع شغفه ويترك القطيع، أو من يسير خلف معتقدات الآخرين لمجرّد الطاعة لهم، كل هذه المعايير تجعلنا في حكم الموتى قبل أن يحين موتنا.
التعليقات