يعتبر الكثير من أصدقائي أمر الصداقة أمراً هو حاجة لا غنى عنها وخصوصاً في مجتمعنا الذي يعاني أصلاً من قلّة أنواع الترفيه فيه فيلجأ الناس إلى بعضهم البعض من أجل التسلية، لذلك يختلط عليّ الأمر، هل الصداقات بالنسبة للبشر حاجة نفسية وعاطفية حقيقية لا يمكن الاستغناء عنها، أم الصداقة هي عنوان لطيف، مجرّد عنوان لطيف لكلمة: ترفيه؟
هل عنصر الصداقة مُهم في حياتك نفسياً وعاطفياً أم أنّ الصداقة بالنسبة لك شق ترفيهي فقط؟
اتفق مع طرحك يا ضياء فيما يتعلق بأهمية الصداقة ومدي تأثيرها علي شخصيتنا بشكل كبير مضيفاً في ذلك ضرورتها في حياة الإنسان بشكل عام.
لكن مع أهمية هذا العامل إلا انه قد يكون خطوة شديدة الخطورة أو خطوة مكللة بالنجاح، وما يفصل بينهم هو حسن الصحبة وحس بعضهم علي الصواب، أتسائل هنا وفي هذا السياق حول العوامل التي علي إثرها نختار صديق دربنا؟
وحس بعضهم علي الصواب
من خلال تجربتي، عُمري الذي وصل إلى الثلاثين تقريباً أشهر بأنّ هذا العامل يجعلني أختلف معك بنسبة 100% في مسألة أنّهُ قد يكون داعم للصداقة، من خلال مراقبتي هذا تقريباً أكثر أمر يثير الغضب والشجارات بين الأخوة فما بالك بين الأصدقاء، أن يكون هناك شخص يحثّ الشخص الأخر على تغيير ما لا يريد أن يغيّره.
من وجهة نظري الخاصة أن الصداقة ليست مجرد مجموعة من المعارف نقضي معهم أوقاتاً ممتعة وساعات من الترفيه يومياً أو أي وقت كان.
الصداقة مشاعر إنسانية بحتة لها من الصفات والمواصفات ما يجعلها قيمة سامية لا يمكن إطلاقها إلا على من يمكنه الإنصاف بلقب صديق.
الترفيه حالة يمر بها الإنسان وقد تمر بوجود أشخاص ليسوا أصدقاء وقد يكونوا عابرين، أما الصداقة هي أن تجد ذلك الصديق في كل وقت تحتاجه فيه من نجاح وفرح وترفيه وحزن بشكل خاص.
لذلك ليس كل من يدخل حياتك يعتبر صديق حقيقي، كما أن الصداقة ليست بعدد الأشخاص الذين تعرفهم ولكن ربما يكون لديك صديق واحد ثابت لا تغيره الظروف والأزمان أفضل من عدد من الأشخاص لا تجد فيهم ما يعبر عن تلك العلاقة القوية.
الصداقة مشاعر إنسانية بحتة لها من الصفات والمواصفات ما يجعلها قيمة سامية لا يمكن إطلاقها إلا على من يمكنه الإنصاف بلقب صديق.
كيف يُفرّق الإنسان بين الصديق والشخص العادي في ظل تطابق تقريباً في النشاطات التي يقوم بها أي اثنين لا تجمعهم صلة قرابة، في أنّهم يخرجون معاً ويقضون الأوقات سوياً، يعجز الإنسان أحياناً عن تمييز مشاعر حبّه العميقة للشريك، فكيف إذاً بالصداقة، ما هي المعايير التي قد تشير إلى ذلك برأيك وتميّز بين الصديق والشخص العادي الذي أقوم بالترفيه معه؟
أعظم معيار يمكننا أن نقيس عليه الفرق بين الشخص العادي العابر والصديق هو عبارة (الصديق وقت الضيق)
بمعنى أن صديقك ستجده إلى جانبك في كل الأوقات وتحديداً الأوقات الصعبة لأنه يرى أن أمرك يهمه وأن ما تمر به ينعكس عليه كونه مقرباً منك.
ثم أن الصديق قد تغيب عنه فترات ثم تعود لتتحدث معه فتجده كما هو ولم تغيره فترة الغياب وكأنكما كنتما معاً طيلة تلك الفترة، فالانشغالات بالحياة لم تعكر صفو علاقتكما.
وهناك أيضاً ما يمكننا أن نجعل معيار تفرقة وهو أن الصداقة قائمة على أساس الوفاء والاخلاص والثقة المتبادلة بين الطرفين، فتشعر أن ذلك الشخص قريب اليك حد الإخوة ، ألم يقولوا (ربَّ أخٍ لم تلدهُ لكَ أمك ؟؟ )
خلق الله جميع الكائنات وخلق فيهم التفاعلية وحب الاجتماع والتآلف حتى الحيوانات الكاسرة تحب التراحم , والإنسان هو من أكثر الكائنات رغبة فى التفاعل وتكوين الصداقات ويرغب الجميع أن يكون محبوباً من أصدقاء وحوله محبين فهى بالفعل حاجة نفسية وعاطفية حقيقية لا يمكن الاستغناء عنها .
ولا يمكن أن تكون عنوان لطيف لكلمة ترفيه .
لكن دعنا نقف هنا وقفة صغيرة فكلامك هنا يا ضياء مع تسارع مجريات العصر وتغير النفس البشرية أصبح بعض الشئ صحيحاً مع نسبة ليست بالقليلة بين البشر.
فمع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى وضرورة تركيب الأقنعة الزائفة للوصول للحصول على مصالح معينة , صار صعباً جداً البحث عن مفهوم كلمة صداقة خالصة أو صداقة تدوم .
فالأمر شابه التملق والوصولية أو إستعمال الصداقة كغطاء للوصول إلى هدف معين ثم إلقائها فى أول مكب قمامة .
لكن حاجتنا للتفاعل والصداقة موجودة دائماً بالفعل .
نحتاج لإعادة هيكلة لبناء أنفسنا من جديد لنعرف معانى كثيرة منها :
الإخلاص , الحب , الرحمة , حب الآخرين , الإيثار , التواصل .
إستعمال الصداقة كغطاء للوصول إلى هدف معين ثم إلقائها فى أول مكب قمامة .
للصراحة لا أعتبر هذه الممارسة كطريق لا أخلاقي قد يسلكه المرء، إنّما هو من باب الاستئناس، وأعتقد أنّنا يمكننا أن نطبّقه على كثير من الأمور حتى الغير مادية منها، مثلاً إن كان هناك شخص يملك علم كثير قد يُنتفع بهِ وينفعني، يحاول الكثير من الأشخاص غالباً أن يصادقوا هذا الشخص لكي ينهلوا من علمه بغطاء هذه الصداقة.
هل تعتبر هذا الأمر مؤذياً فعلاً في التزاماتنا الأخلاقية وعلاقاتنا مع المجتمع؟
الصداقة هي حاجة اجتماعية للفرد ولان الانسان كائن اجتماعي فهو بحاجة الى من يتفاعل معه وتختلف نوع الصداقة بين الرجال وبين النساء فيما بينهم فصداقة الرجال تكون اكثر عمقا واطول عمرا من صداقة النساء . حيث ان النساء تغلب على صداقتهن التباهي والامور السطحية وكثيرا مايضمرن الحقد لبعضهن ويضهرن خلاف مايخفين اما صداقه الرجال فتكون سلبيه احيانا حيث ان الصديق يجاري صديقه في العادات السيئة ولكن تكون علاقتهم دائمه اذا لم يدخل العنصر النسائي لتدميرها .
اما الصداقة بين رجل وامراءة فهذا شي مستحيل فالالكترون السالب لايمكن ان يمر بجانب البروتون الموجب بدون ان ينجذب اليه فهذه هي طبيعته وتشريحه وكينونته. والعلاقه الوحيده التي يمكن تربط الرجل بالمراءة هي الزمالة . فلا يمكن ان اتخيل رجل وامراءة يمارسون نشاطا لوحدهم دون ان يدخل جسد المراءة في عقله .
فصداقة الرجال تكون اكثر عمقا واطول عمرا من صداقة النساء
اسمح لي أن أختلف معك بشكل كامل مع هذا الكلام، نُشرت الكثير من الدراسات عن هذا الأمر والعلم بالمراقبة يُثبت العكس تماماً، يمكنك الاطلاع على صحيفة الغارديان والديلي ميل، يعزو علماء النفس هذا الأمر في أنّ صداقات النساء أعمق وأطول في أنّ معظم صداقات الرجال هي من أجل موضوع ومرتبطة بموضوع، صداقات الدراسة وصداقات العمل والزمالة والرياضة، على عكس المرأة التي لا تنتهي صداقتها بانتهاء النشاط، حيث أنّ لديها ميول فطري بيولوجي قديم يجعلها تميل إلى التجمعات والجلوس بين الافراد والحصول على دعم وحلفاء اجتماعيين، وهذا لا يشابه معظم خصائص الذكور التي تفضّل التنافس والقوة الانعزال، الراحة كلّها بالنسبة للرجال هي التخلّص من ازعاجات المحيط على عكس النساء الذين يفضّلون عائلة وأصدقاء بكثرة.
بالنسبة لصداقة المرأة مع الرجل:
أتفق معك في أنّ من الصعب أن يكون هناك أي صداقة بين إمراة ورجل وهذا ما ذكره أيضاً ستيف هارفي في العديد من المقابلات، ولكن يُردّ هذا الأمر برأيي إلى عدم استطاعة الرجل على التحكّم بغريزته الفطرية بشكل أكيد دون تخيّلات جنسية قد تجعل صداقتهم شائبة وغير مريحة بالمرة (على أنّ هذا يشتغل بنسب قليلة، لا يمكنني أن أنفي بالمرّة هذا الأمر لمجرّد أنه لا يشتغل معي أنا).
لقد رأيت أشخاصاً يرون الصداقة شئ لا يمكن الاستغناء عنه حتي أنهم قد يستمرون في علاقات صداقة سامة فقط لأنهم لا يمكنهم الاستغناء عن أصدقائهم أعلم أن الإنسان كائن اجتماعي ولكن لا يجب أن يتخلي عن كرامته أو يتنازل عن حقوقه فقط ليحافظ علي علاقة الصداقة هذه، تبقي الصداقة حينما تكون علاقة ود متبادلة من الطرفين يسودها الحب والأمانة ولكن عندما يحدث بها خلل ما يجب أن تنتهي ولا نهلك طاقتنا في مثل هذه العلاقات وإن كان عن وسائل الترفيه فتوجد العديد من وسائل الترفيه المختلفة الغير السامة ولا أجد الصداقة مجرد ترفيه بل هي شئ أهم بكثير.
ولكن عندما يحدث بها خلل ما يجب أن تنتهي
أعتقد أنّ هُناك الكثير من العلاقات التي يشوبها أحياناً الخلل والضعف وحتى بين الشاب وأبويه، لذلك لا أعتقد أن نظرتي مشابهة لطرحك الأن، أشعر بأنّ التضحية هنا سبيل إجباري ليس اختياري، وربما كجزء من المسؤولية الذي اتخذتها مسبقاً في اختياره كصديق دائم بحلوه ومرّه ليس كرفقة درب لفترة مؤقتة.
يعتبر الكثير من أصدقائي أمر الصداقة أمراً هو حاجة لا غنى عنها وخصوصاً في مجتمعنا الذي يعاني أصلاً من قلّة أنواع الترفيه فيه فيلجأ الناس إلى بعضهم البعض من أجل التسلية
الصداقة الوحيدة التي أؤمن بها هي صداقتي مع نفسين منذ فترة من الوقت وأنا مكتفية بنفسي فقط لا ادخل صداقات عميقة، كانت لي صديقتين منذ الصغر فقرقتنا المسافات والبعد لكن ما زلنا نتواصل لفترة على فترة، رغم قلة التواصل إلا أننا نسعد بتلك اللحظات ورغم ذلك لم تعد الصداقة مثلما كانت كل نحكي لبعضنا كل شيء حلو ومر نتقاسم الهموم والمشاكل والأفراح والنجاحات ونقف مع بعضنا البعض في المشاكل، في لقاءاتنا القصيرة أصبحنا نركز على الأفراح واللحظات السعيدة لا غير وعدت صديقة نفسي أطبطب عليها في المشاكل والأحزان وآخذ بخاطرها، أفرحها وأكافئها عندما تستحق ذلك وانصحها عندما تحتاج النصيحة رغم أن هذه الأخير تحتاج شخص آخر ينظر لك ولمشاكلك من زاوية أخرى.
الصداقة الوحيدة التي أؤمن بها هي صداقتي مع نفسين منذ فترة من الوقت وأنا مكتفية بنفسي فقط لا ادخل صداقات عميقة
بالرغم من أن الاقتراب من النفس شئ هام إلا أن وجود صديق في حياة المرء ضرورة حقيقية، فمهما كان الإنسان قريباً من نفسه فهو يكون بحاجة لمن يساعده أحياناً ويستمد منه القوة، وأحياناً يكون بحاجة لشخص يقاسمه طريق أحلامه ويشاركه الإهتمامات.
من وجهة نظري، فإن الإكتفاء بمصاحبة النفس لا يعوض أبداً عن عدم وجود صديق.
بالرغم من أن الاقتراب من النفس شيء هام إلا أن وجود صديق في حياة المرء ضرورة حقيقية
في هذا الوقت أصبح من الصعب ايجاد صديق حقيقي تتمكن من الفضفة له والتعامل معه على أساس أنه يكملك، الوضع صعب مع المشاغل وحتى النفوس تغيرت، حتى مصاحبة الأهل اصبح صعب جدا، ربما تتمكن من التحدث مع والدين لكن تجد فجوة التواصل معهم وخاصة مع تغير أفكارنا عنهم وتغير اهتماماتنا.
الصداقة الوحيدة التي أؤمن بها هي صداقتي مع نفسين منذ فترة من الوقت وأنا مكتفية بنفسي فقط لا ادخل صداقات عميقة
أشعر أحياناً أنّ معظم الناس صارت تمشي على ذات خطّك النفسي وهي الهروب من أي صداقةعميقة رغبةً بالتخلّص من أي مسؤولية سواء كانت أخلاقية بالوقوف إلى جانب الصديق ومساندته والاهتمام المتبادل، أو بسبب ضيق الوقت لما فرضته علينا المجتمعات الحديثة من التزامات مهنيّة، هل هذه الأمور فعلاً التي جعلتك بعيدة عن تكوين صداقة عميقة أم أنّ للأمر زوايا أخرى بنظرك؟
هل هذه الأمور فعلاً التي جعلتك بعيدة عن تكوين صداقة عميقة أم أنّ للأمر زوايا أخرى بنظرك؟
بالنسبة لي ليست مشكلة الوقوف مع الشخص ومساندته هي المشكلة التي جعلتني ابتعد لكن صعب عليا في هذا الوقت الدخول في علاقات عميقة، ربما ضيق الوقت يكون له دور في ذلك لكن ليس هو تماما، أنا بطبعي أحب البقاء وحدي وقليلة الصداقات والصداقات العميقة صعب جدا الحصول عليها اليوم.
أكثر ما ينتشر البغض والحسد والتخطيط والمكر أكثر من حب الخير لك والإصلاح، البنت تغار من صديقتها إذا لم تتمكن من الوصول لما وصلت لها زميلتها أو حتى لأخلاقها فتجدها تكيد لها، الوضع شائك ومعقد والنفوس تغييرت والأحوال تبدلت والعلاقات أصبحت سطحية أكثر منها عميقة.
الصداقة بالنسبة لي ليست ترفيه، في كل مراحل حياتي كان وجود الصديق فوائد كثيرة لي، وبحديثنا عن الصداقة فنحن بلا شك نتحدث عن الصداقة الحقيقية التي يكون فيها الأصدقاء أكثر من الأهل، فوجود صديق حقيقي يحمي الإنسان من الوحدة ولو اكتفينا بتلك الفائدة لكفت ولكن وجود الصديق (وعن تجربة) يسهل الكثير من الأعباء الحياتية، هو أول شخص تتذكره إذا ما حدث لك مشكلة، وأول من تلجأ إليه في أزماتك المادية والمعنوية، لذا فلا يمكن اعتبار وجود الصديق الحقيقي رفاهية، باعتبارنا أن نسمي (المعارف) رفاهية..لكن الصديق لا.
الصداقة بالنسبة لي ليست ترفيه
يسهل الكثير من الأعباء الحياتية، هو أول شخص تتذكره إذا ما حدث لك مشكلة
يبدو لي أنّهُ ومن خلال ما ذكرت أنّ الصداقة تأخذ عندك منحى ثالث بعيد عن العمق وبعيد عن الترفيه، وهو منفع المصلحة، أي أنّك تستخدم هذا الأمر كخيار استراتيجي لتحسين جودة حياتك، لكن ألا تشعر معي أنّ وضع سبب كهذا مُسبقاً لاختيارنا لاصدقاء حياتنا قد يكون "استغلال" يجب على الإنسان أن يتجنّبه في الحياة؟
التعليقات