أمر لاحظته كثيرا في الحياة اليومية، من خلال الإعلانات أو علب المنتجات أن بعض المنتجات يحذر صاحبها من استعمالها لكن رغم ذلك تقلى إقبال كبير، وأهم مثال في ذلك علب السجائر رغم أنه في العلبة مكتوب التدخين مضر بالصحة إلا أن أعداد إحصائيات المدخنين دائما تكون بأرقام خيالية، هل هذا الأمر عنده علاقة بالنفس البشرية وهذه حيلة تستخدم في زيادة المبيعات أو الأمر مجرد صدفة؟
لماذا المنتجات أو الاعلانات التي تنصح بالعكس يكون عليها اقبال كبير؟
لأن التسويق في هذه الحالة لا يكون بسبب الفائدة التي تعود علينا من المنتج بشكل ملموس بقدر ما يكون الدافع الخفي وراءه هو جوانب أخرى في النفس البشرية يا مريم، فإقناعنا للعميل بأنه يحتاج منتجنا لا يتطلب العمل على إيجاد فائدة حقيقية له، وإنما يكفي أن نشبع حاجة نفسية داخلية لديه، وهذه هي القيمة التي يظن أنها تضاف له، على الرغم من أنها غير موجودة على أرض الواقع.
وهذا يفسّر المقال الذي ضربتيه حول السجائر، فلدينا على سبيل المثال أول حملة ترويجية للسجائر في التاريخ، حيث قررت شركة مارلوبور الاستعانة بوكالة كونورد للإعلان، وقامت وكالة كونورد بتصميم ما يدعى بحملة رجل مارلوبور، والتي تبرز رجل وسيم في هيئة راعي بقر أمريكي قوي يشرب السجائر، مما يدل على الترويج لقيم مثل الجاذبية الوهمية والشجاعة الزائفة.. إلخ، وهو ما نعرف أنه بعيد كل البعد عن الأثر الفعلي للسجائر على الإنسان.
صحيح كل ما قلته أخي علي ولكن السؤال لم تتم الإجابة عليه، سأحاول تقديم مثال آخر.
فيديو Dumb Ways to Die هو فيديو يستعرض طرق غبية تؤدي بنا للموت يعني هو يخبرنا كيف نموت بطريقة قصة وبعض الأنيمي، الفيديو كان لحملة شركة ميترو في أستراليا وحقق نجاح باهر وبعدها لاحظوا أن عدد الوفيات من الحوادث قل جدا والهدف من هذا الفيديو كان التقليل من الحوادث ونجح في ذلك بعرض العكس، فهم لم يقلوا للناس احذرا الحوادث والمترو والكهرباء وإنما عرفوه بالطرق التي تؤدي للموت وهي بسبب الاستهتار فقط، مثل على الطرقات دائما نجد لافتات لا تسرع عائلتك في انتظارك والعديد من اللافتات التي تحذر من السرعة ورغم ذلك الناس تقود بسرعة غير معقولة وهذا ما يسبب حوادث المرور المفجعة التي نسمع عنها يوميا، هذا هو سؤالي لماذا التحذير لا تفعل يكون الرد الفعل والتحذير يافعل يكون الرد عدم الفعل؟
في الحاله لا تفعل:
أنا ارى أن السبب في ذلك يكون في غريزة الإنسان الفطرية التي تدفعة بكل الطرق إلى ان يكون المسيطر وعندما تقول له لا تفعل بصيغة الأمر يكون هذا بمثابة منافسة له على السيطرة فتعمل تلك الغريزة إلى دفعة ليرفض ويكسر هذا الأمر
بينما في الحاله إفعل:
فإنه يحدث عكس السابق أي تدفعه غريزته لعدم تنفيذ الأمر وكذلك فإنه يتعلم الحالات الممكنة التي يمكن أن تؤذيه ويتجنبها كما في الفيديو المذكور
أنا أرى أن السبب في ذلك يكون في غريزة الإنسان الفطرية التي تدفعه بكل الطرق إلى أن يكون المسيطر وعندما تقول له لا تفعل بصيغة الأمر يكون هذا بمثابة منافسة له على السيطرة فتعمل تلك الغريزة إلى دفعة ليرفض ويكسر هذا الأمر.
تحليل نفسي منطقي صراحة وهو الأقرب للذي فكرت فيه، العوامل النفسية للشخص تلعب دور كبير في تنفيذه للأمور وتقيده بها.
فإنه يحدث عكس السابق أي تدفعه غريزته لعدم تنفيذ الأمر وكذلك فإنه يتعلم الحالات الممكنة التي يمكن أن تؤذيه ويتجنبها كما في الفيديو المذكور
في الفيديو فكرت ربما هو راجع نفسه بعدما شاهد الفيديو وأسقطه على نفسه، شعر أن هذه الطرق صراحة تحتاج منا فقط بعض الانتباه حتى نتمكن من الحفاظ على حياتنا.
لا ليس صدفة. الأمر وما فيه بالنسبة للتدخين هو وجود تلك الجرعات من النيكوتين التي تغري الإنسان بالعودة لها كل مرة.
ولما كان الضرر لا يُرى عيانا أو في الوقت نفسه اختار الإنسان أن يضحي قليلا مقابل تلك المتعة القصيرة التي تعطيها تلك الجرعة.
أما بخصوص الإعلانات فلم أر شيئا كهذا، لكن أعتقد أن كل ممنوع مرغوب، والإنسان بطبعه يخشى دائما فوات شيء ما فيقتنيه حتى لو لم يكن بحاجة له، فلعبت الإعلانات على هذا الوتر كي تحقق بعض المبيعات.
كل ممنوع مرغوب، والإنسان بطبعه يخشى دائما فوات شيء ما فيقتنيه حتى لو لم يكن بحاجة له، فلعبت الإعلانات على هذا الوتر كي تحقق بعض المبيعات.
ربما هذا هو السر، فالأمر لا يقتصر على المنتجات وما ذلك أنما حتى الحملات التحسيسية التي تمت بطريقة عكسية وحققت نتائج إيجابية مثلما ذكرت في التعليق للأخ علي.
فحملة Dumb Ways to Die كانت تخبر الأشخاص عن الطرق التي تؤدي بهم للموت ومع هذا قلت الحوادث بعد الحملة.
هل هذا الأمر عنده علاقة بالنفس البشرية
في اعتقادي نعم، لأن بطبيعتنا نميل إلى الممنوع، وبالرغم من وجود كلمة التدخين مضر بالصحة ولكن الشعور بالمتعة التي يحققها النيكوتين تجعل الشخص المدخن يقوم بشراء "غطاء" لوضع علبة السجائر به وبالتالي لن تقع عينه على التحذير وسيستمتع بالممنوع الذي لن تظهر آثاره السلبية إلا على المدى البعيد.
إذا أجرينا تجربة على طفل وقولنا له لا تفعل كذا، سيقوم بتلقائية إلى فعل ما نهيته عنه وإذا تحدثتي معه عن مخاطر ما يريد فعله سيقوم بالتفهم ولن يقوم بالأمر. النهي يجعل النفس البشرية تقوم بالعكس في اعتقادي ومن خلال تجاربي الشخصية وملاحظتي للآخرين.
أختلف معكِ يا دعاء في هذا الصدد، فأنا لا أرى أن الأمر قائم على رغبتنا الدائمة في الممنوع بقدر ما هو قائم على الترويج لمفاهيم موازية تتغلّب على رغبتنا في الحفاظ على صحّتنا، فاقتران السجائر على سبيل المثال بمفاهيم مثل النضوج والذكورة المفرطة لدى الذكور أو الحرية لدى الإناث قد تكون حجرًا أساسيًا في ممارسة العديد من الأشخاص لهذه العادات، بالإضافة طبعًا إلى الإدمان الكيميائي لمركّب النيكوتين. إلى جانب ذلك يمكننا أن نضيف المزيد، مثل الإدمان الشعري للسجائر، أو الشعور بأنها تفرّغ الكبت العاطفي والعصبي.. إلخ. كل هذه المفاهيم الوهمية قد تكون أسبابًا مباشرة وغير مباشرة لإدمان التدخين. لكنني لا أرى الأمر ببساطة أننا نرغب في الممنوع.
هناك العديد من السيدات توجهن للتدخين وهذا لأن الممنوع مرغوب، رغم انه لا توجد إعلانات موجهة للسيدات وأصبح الشائع الآن في المسلسلات العربية ظهور المرأة المدخنة التي تفرغ غضبها في السيجارة.
فهو ممنوع في مجتماعتنا وأيضاً يعتبر "عيب" على الفتاة أو السيدة شرب السيجارة رغم انها تحقق نفس "النشوة" للرجل وبما أن الممنوع مرغوب ترى أنه انتشرت نسبة النساء المدخنات في مجتماعتنا.
ما رأيك في ذلك؟
ما رأيك في ذلك؟
هذا لا يتعارض مع رأيي يا دعاء، فأنا أقول أن هنالك نسبة بالتأكيد تمارس العديد من العادات بهذه الطريقة، لا التدخين فقط، والأمر يمكننا أن نطبقّه أو نفسّر به الكثير من العادات والسلوكيات، من الأطفال والبالغين، فالمسألة ليست مقتصرة على التسويق والترويجي الرأسمالي. لكن ما عنيته أن الأمر في حد ذاته داخل عجلة التسويق أكثر تعقيدًا وتطورًا من هذا المنظور.
بخصوص الدخان ...
كتابة جملة ( التدخين يسبب السرطان ) ليس دعاية...
هذه الجملة تم اضافتها لسببان
فبعد انتشار التدخين بشكل واسع ... وبعد عدة سنين بدئة تظهر أمراض على مستخدمي المنتج ( اهمها سرطان الحنجرة والرئة ) ... المستهلكيين رفعو قضايا ضد المناجين وتم المطالبة بمئات ملايين الدولارات تعويض.
لذالك تجد الان تكتب الجملة التحذيرية حتى يفقد الزبون حق طلب التعويض ...
من ناحية اخرى هناك ضغط حكومي على اضافة التحذير ..
اخيرا... للاسف التدخين = ادمان . نعم في عمر الشباب يبدؤو التدخين كاثبات لرجولتهم وانهم كوول ثم يتورطو
ومن الصعب جدا تركه ... ولكنه ليس مستحيل
التعليقات