لكل منا احساسه تجاه العالم والموجودات من حوله، فكيف يمكن أن نعرف أن تجربتنا للوعي هي نفس تجربة وعي الآخرين؟
كيف تعرف أن تجربتك للوعي هي نفس تجربة وعي الآخرين؟
يستحيل معرفة وعي الآخر, لم يصل العلم لمعرفة ما يجري ويدور بذهن الإنسان أو نقل التجربة كما هي لشخص آخر يستشعرها.
ولكن يمكن الاقتراب أكثر من التجربة عن طريق التعاطف بنوعه العاطفي أكثر من الإدراكي, فوحده الشخص الذي عايش الحروب بإمكانه إدراك تجربة من يعيش الحرب, وحده من جرب فقد شخص عزيز بإمكانه استشعار تجربة من يعيش الفقد...وهكذا يمكن للإنسان استشعار وعي الآخرين إن كان هناك تجارب مشتركة, غير ذلك سيكون فهما إدراكيا يفتقد للأحاسيس العميقة.
إذن فالأمر برمته لا يتعدى المقاربة بين التجارب المختلفة فنحن لا نملك دليل على أن ما نشعر به ونعيش تجربته متطابق بيننا
المقارنة ممكنة ولكن ليست كاملة
مثلا يوجد مرض عمى الالوان ... وله انواع كعمى جزئي...
هنا يتم مقارنة قدرة الشخص على تمييز بين الالوان
البعض يرى اللون الاحمر و الزرق كشيء واحد ...
أحد معارفي يستطيع أن يرى اللون الاصفر فقط ...
كنت دائما اتسائل هل يفسر دماغه اللون الاصفر بنفس طريقة دماغنا ...
اعرف انني اعطيتك نصف جواب ...
بل إجابتك جيدة جدًا فقد احتوت على مثال واقعي جدًا، ومن الأمثلة أيضًا المثيرة هي ماذا يرى الكفيف؟ وكيف هي أحلامه؟
ويشبه دائمًا الأمر بمن فقد يده، فهو لا يملك إدراك ناتج عن هذه اليد التي فقدت، وكذلك الكفيف فهو لا يملك إدراك ناتج عن النظر، فما الذي سيقدر على لمسه شخص لا يملك يد؟
لا شيء.. فراغ.. عدم، وبالتالي فالكفيف لا يرى سواد كما قد نتصور وإنما لا يرى شيء، وكل هذا التحليل ما هو إلا محاولة تقريب ، لكننا لا يمكننا أن ندرك تجربته ولا يمكننا الجزم بأن تجربة كل الكفيفين واحدة
كل شخص له زاويته التي ينظر بها للأمور، يستحيل إجراء هذه المقارنة حتى لو تشابهت أو وصلت لنفس الدرجة من الوعي فالوعي الخاص بك هو مختلف عن الوعي الخاص به.
ممكن أمور تكون عادية لك هو يكون متعصب لها ومع ذلك كل منكما واع ووصل لدرجة جيدة من الوعي ويمكنه التحكم في أمور معينة بطريقته الخاصة، طريقة الاستعاب وطريقة تلقى المدخلات وردود الفعل تختلف من شخص لآخر حتى لو تلاقت نسبة الوعي لكل شخص.
التعليقات