الكثير منا يمتلكون جوانب شخصية لم يستوعبوها بعد، وبذلك يفتقرون إلى الوعي بذاتهم وعدم معرفة أنفسهم حق المعرفة.
برأيكم كيف يمكننا إذًا الوصول إلى ذاك الوعي الذاتي؟
الواعي الذاتي مهم جدا لكي نفهم نقاط قوتنا وضعفنا ندرك ما نملكه وما يجب أن نسعى لتطويره.
وأكثر طريقة تساعدني على تطوير وعيي بذاتي هي المراقبة، مراقبة أفكاري ومعتقداتي، وقيمي ومشاعري.
لابد أن ندرك دائما أنه ما دمنا نحيا لابد أن نعمل على تطوير ذاتنا، لابد أن نكون على يقين أن الوصول للوعي الكامل ليس ممكنا طالما نحن نحيا نستمر باكتشاف ذواتنا باستمرار.
تحليل المواقف والاستماع لأراء من نثق بهم مهم جدا، وقد يجعلنا ندرك أمور لم نعي لها.
بالضبط نورة هذا ما اختبرته أنا أيضا في رحلتي مع الوعي الذاتي التي لازالت مستمرة ولا أظنها تنتهي ...
لأن الإنسان كون بحد ذاته، فيه كل التناقضات وكما يقول جبران خليل جبران، يجتمع في داخلنا القديس والشيطان.
المراقبة، أفادتني جدا وكثيرا ما كنت أقف متعجبة من نفسي، في بعض التصرفات وأبحث عن جذرها في طفولتي ومراهقتي، وبالفعل مع الوقت يتلاشى الغموض والضبابية حول بعض الجوانب.
وهذه رحلة طويلة، تنضج من خلالها ونكبر ونتعلم.
بشكل شخصي لقد ساعدتني القراءة على فهم نفسي كثيرًا. سواء القراءة في الأعمال الروائية التي تتعمق في النفس البشرية مثل الكلاسيكيات الروسية أو قراءة الكتب التي تتحدث عن تفسير الشخصيات ومحاولة فهمهم.
لا أستطيع القول أني أفهم نفسي بشكل كامل بالطبع لكن هذا الموضوع من المواضيع التي تهمني بدرجة كبيرة والتي أحاول يومًا بعد يوم أن أتحسن فيها. أحاول هذا الفترة أيضًا أن ألقي الضوء على اهتماماتي وميولي الشخصية بمعزل عن المجتمع والبيئة من حولي. ماذا أميل إليه؟ وماذا أجد أنني أبرع فيه بشكل طبيعي أو أبذل فيه مجهودًا أقل لانجازه؟
عندما أمر بموقف ما أسأل نفسي لماذا تصرفت بتلك الطريقة؟ وماذا استفدت منها؟ أيضًا في فترة سابقة بحثت على اليوتيوب عن أنواع الشخصيات السوية والغير سوية نفسيًا ووجدت قنوات كثيرة لأطباء نفسيين يناقشون ويحللون ومنها أدركت أنني قد أميل لبعض التصرفات الاعتمادية على سبيل المثال وبمجرد ادراك هذا ساعدني على تحسين الوضع.
انصحكِ أيضًا برؤية اختبار mbti للشخصيات رغم أنه ليس مثاليًا إلا أنه يعتمد على نظرية جيدة ولديه 16 نمطًا قد يساعدك في فهم اجزاء جديدة من نفسك دائمًا.
وأخيرًا أضع نفسي من فترة لفترة في وضع أجبر فيه على تجربة شيء جديد، بدون أن أطلق الأحكام أو افترض رد فعلي تجاهه أو افترض الاعجاب به أو العكس وأحاول مراقبة ردودي ومشاعري تجاه هذا الدخيل.
أتمنى أن تكون تجربتي أفادتك وأن نصل لشيء في نهاية هذه الرحلة من محاولة الفهم.
بشكل شخصي لقد ساعدتني القراءة على فهم نفسي كثيرًا. سواء القراءة في الأعمال الروائية التي تتعمق في النفس البشرية مثل الكلاسيكيات الروسية أو قراءة الكتب التي تتحدث عن تفسير الشخصيات ومحاولة فهمهم.
أرجو أن تشاركينا أفضل هذه الكتب يا أمنية، فلم اقرأ من قبل في الكلاسيكيات الروسية.
انصحكِ أيضًا برؤية اختبار mbti للشخصيات رغم أنه ليس مثاليًا إلا أنه يعتمد على نظرية جيدة ولديه 16 نمطًا قد يساعدك في فهم اجزاء جديدة من نفسك دائمًا.
لا أقتنع كثيرًا بمثل هذه الاختبارات، فهي تخرج نتائجها بناءً على ما قدمته لها، فماذا لو كنت أنا شخصيًا أقدم معلومات خاطئة عن نفسي ولا أدري بذلك؟
أدركت أنني قد أميل لبعض التصرفات الاعتمادية على سبيل المثال وبمجرد ادراك هذا ساعدني على تحسين الوضع.
من الرائع أن نتعرف على نقاطنا السلبية ونعمل على إصلاحها، بالنسبة لي أتعرف عليها عبر التجربة والسقوط في موقف ما وحينها أدرك أن لدي خلل في هذا الأمر وأحاول التعديل منه.
أرجو أن تشاركينا أفضل هذه الكتب يا أمنية، فلم اقرأ من قبل في الكلاسيكيات الروسية.
أرشح لك كتابات تولستوي ودستويفسكي كبداية. خصوصًا رواية الجريمة والعقاب حيث يتعمق الكاتب في نفس البشرية بطريقة مرعبة ومتقنة. وهناك بعض الروايات الأقصر منها مثل الفقراء والليالي البيضاء والمقامر لنفس الكاتب.
لا أقتنع كثيرًا بمثل هذه الاختبارات، فهي تخرج نتائجها بناءً على ما قدمته لها، فماذا لو كنت أنا شخصيًا أقدم معلومات خاطئة عن نفسي ولا أدري بذلك؟
معك حق لذلك ينصح القائمون على تلك الاختبارات أن تقومي به أكثر من مرة في مرات متفاوتة حيث تنسين إجاباتك السابقة من كثرة الأسئلة. وأنا أوافقك الرأي أنها ليست مثالية وفي الواقع بها بعض المشاكل حيث أنه إن حصلت على نسبة 45% في الانطوائية مثلًا يجعلك في نفس الفئة مع الحاصلين على 0% مع أنه من المنطقي أن تكوني أقرب للاجتماعيين الحاصلين على 55% على سبيل المثال. ولكنها أشياء إن أدركتها استفدتي مما يمكنك الاستفادة منه وتركتي البقية. تجربة لم أندم عليها بصراحة.
خصوصًا رواية الجريمة والعقاب حيث يتعمق الكاتب في نفس البشرية بطريقة مرعبة ومتقنة.
يبدو أنني سأقرأها مرة أخرى بتعمق أكثر، فقراءتي الأولى لها كانت منذ فترة.
وأنا أوافقك الرأي أنها ليست مثالية وفي الواقع بها بعض المشاكل حيث أنه إن حصلت على نسبة 45% في الانطوائية مثلًا يجعلك في نفس الفئة مع الحاصلين على 0% مع أنه من المنطقي أن تكوني أقرب للاجتماعيين الحاصلين على 55% على سبيل المثال.
بل الأصح أن تكون هذه النسبة ضمن الانطوائية بالفعل، أغلب هذه التطبيقات تعتمد على أسلوب التقريب الرياضي وليس على الاحتمالات. لذا نسبة 45% هي أقرب لل 0% وليس لل 55%.
التحليل، القدرة على تحليل المواقف، الاحداث، بعيدا عن التفكير المفرط هو الطريق لفهم الذات، مع التركيز على فهم المحيط ، والمؤثرات الخارجية، ان يبحث المرأ ان كان يفعل ما يود، او يفعل ما هو مضطر لفعله ، معتقدا انه سيأتي عليه يوم يفعل ما يود .
هل تظنون ان هناك طرق او اساليب او امور يمكن للانسان فيها ان يحلل ذاته بشكل شخصي ؟
أعتقد أن أفضل الأمور التي تعرف الإنسان على نفسه هي التجارب الحياتية، الفشل والسقوط أعتبرهما كقارب نجاة لفهم شخصيتي، وقد أعتمد على مراقبة نفسي من خلال معرفة أكثر الأمور التي تميزني أو يحبها الناس في شخصيتي.
كذلك كيف أكون مع الناس، هل أكون اجتماعية دائمًا أم حسب الموقف والأشخاص؟ كيف أكون وأنا جالسة مع نفسي وحدي، كيف أفكر في الماضي والحاضر والمستقبل؟ ما هو تأثيري على الناس من حولي، هل لي دور فعال في المجتمع؟
حينما أواجه المصاعب، أراقب تصرفاتي وأفعالي لأعرف كيف أكون في الأوقات الصعبة؟
وحينما يكون مزاجي سيئًا أحاول بعدها التفكير فيما قدمته من أفعال وهل كنت سيئة في تصرفاتي أم لا؟
أكثر شئ في إعتقادي يمكن أن يختبر فيها الإنسان وعيه الذاتي هي التجارب والمواقف التي يمر بها، هيا من تجعله يكتسب حس من التحليل والفهم ما يدور به، وهذا التحليل لابد أن يكون موضوعيا وليس ذاتيا يميل فيه الى عاطفته ويتناسى إستخدام العمل، وأيضا قبول الإختلاف النقد الذي يوجه له.
شخصيا، بالمطالعة والإطلاع على قصص الكتاب أكتسبت مناعة في تعاطي مع بعض العقبات والمشاكل التي تمر بيا في الحياة، ساعدتني وجهات نظرهم في توسيع من زوايا نظري للأمور، وهذا الأمر أراه ضروري إذا أراد الفرد أن يرفع من وعيه الذاتي، ويتعمق في تفاصي الأمور، ولا يعبر بسطحية وبحكم كمسبق للأمور.
قديما كانوا يقولون ، ثلاثة تصنع الرجال ، السجن والغربة والعسكر، وفي كل من هذه الثلاث الاحداث الشديدة، والتجارب الصعبة، التي تعود على صاحب المرتحل فيها بالصلابة والفطنة والحنكة، واليوم القراءة صارت منها، واني اقول، ان هذه الامور تصنع الانسان ، وتبنيه، وتغذي قريحته ومخيلته، وعقله، بما يمكنه ان يوظفه في حياته ويتدبر اموره.
هل هناك من التجارب غير هذه الأربعة ما ترون انه يمكنه المساهمة في بناء شخصية الانسان بتلك القوة والتغيير ؟
بالنسبة لي، ارى بأن ما يساهم أيضا في بناء شخصية الفرد ويغيره، هو فقدان لعزيز، البعد، المرض أو فقدان أحد الأعضاء، الترحال بين البلدان ...وغيرها، بمعنى أكثر اللحظات المؤلمة التي يمر بها هيا من تمثل له نقطة تحول في حياته...
لكن السؤال الذي أفكر فيه الأن، إذا كان الفرد في الغالب ينتظر هذه اللحظات حتى يتغير تغيرا جدريا، فهل هذا التغير نابع من الأساس من دافع ذاتي أم أنه تغير ينسب للحظة وليس لدافعه؟
وعلى ذكر ما كانوا يقولونه قديما بالنسبة لثلاثة أمور تصنع الرجال، قبل أيام سمعت شخصا يتحدث ويقول أن الرجل يتغير من أجل إمراة واحد في هذه الحياة، فإذا لم تلاحظي تغيره، فأعلمي بأنك لست المرأة الصحيحة في حياته،هل هذا صحيح برأيك؟
ماذا لو استبدلنا الوعي الذاتي بالطاقة الكامنة؟
الطاقة الكامنة في الانسان هي التي تتصدر محركات الفعل في حال الطواريء وفي حال الحاجة الماسة للانسان. حيث نجدها مثل الطاقة البديلة تضيء الطريق وتنشر الدفء في المكان وتشعل الحيوية في الأجساد وتدير تدوير المكاينات في الحياة التي كادت ان تتوقف بسبب هذا الأمر الطاريء.
فهل لدينا الوعي الذاتي بهذه الطاقة الكامنة. ربما الكثير وانا مثلكم لم اكتشفها الا بعد ان مررت بتجربة قاسية ومفاجئة وسرعان ما وجدت نفسي قويا وقادرا على المواجهة والصمود والخروج من الأزمة بأقل الخسائر.
بعد ذلك بدأت أتفقد قدراتي ومعرفتي وتكونت لدي معرفة ذاتية بكيفية توظيف تلك الطاقة وامكاناتي في حال حدوث امر طاريء
ماذا لو استبدلنا الوعي الذاتي بالطاقة الكامنة؟
بعد ذلك بدأت أتفقد قدراتي ومعرفتي وتكونت لدي معرفة ذاتية بكيفية توظيف تلك الطاقة وامكاناتي في حال حدوث امر طاريء
كما قلت د. مازن تظهر هذه الطاقة في حالة الطوارئ أكثر من أي وقت آخر، ولكن في الأوقات العادية نحتاج إلى فهم الذات لتحقيق نتائج جيدة. كونك قد وصلت إلى هذا المستوى في معرفتك للطاقة الكامنة، كيف يمكننا استغلالها في حياتنا اليومية الطبيعية؟
لا أؤمن بهذه الخرافة،كل شخص يعرف نفسه بالضبط منذ أن وعى على هذا العالم،لا أفهم أبدا كيف أن إنسانا ما يعلم ما يحب و ما يكره و ما يجول في خاطره و ما هي أهدافه،و فوق كل ذلك ليس لديه وعي بذاته
ما لاحظته أن سمة شخصية في الإنسان قد تكون رائعة جدا لديه يعتبرها عادية فيقول له من حوله أنك رائع في هذا الأمر،قد يفعل أمرا شهما أو شجاعا أو يتصرف بذكاء و كرم لا يرتقي له الآخرون لكنه يعتبره أمر طبيعي لكن الآخرين يعجبهم ذلك،و في المقابل قد يكون سيئ الأخلاق أو يتصرف تصرف غير لائق في أمر ما لكنه لا يدري أن الآخرين يعتبرونه غير أخلاقي أو غير لائق،فينشأ له محاكمة لذاته من خلال ما يراه الآخرون منه و يحاول أن يوازن نفسه بين رأيه و رأي الآخرين و ما يرجح رأي على رأي من خلال ميزان الصواب و الخطأ الذي يتبعه هو
التعليقات