أتعرفون برودة الأعصاب تلك التي تجعل الشخص يجيب عن أي كلام مزعج بأسلوب بسيط ودون أي انفعال؟ أرى أن هذا الأمر هو مهارة حقيقية وسمة لا تقل أهمية عن السمات الأخرى المتعارف عليها. فكيف برأيكم يمكننا الرد على الكلام المزعج والأسئلة المتطفلة بكل هدوء لاسيما إن كان الشخص يتمتع بسرعة الإنفعال؟
كيف نرد على الكلام المزعج بهدوء؟
من المهم أن يتدرب الانسان على التخلص من سرعة الانفعال، وذلك لأنها قد تسبب الكثير من المشاكل في بعض الأحيان دون قصد، وللتخلص من سرعة الانفعال فهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تتبعها وتساعد في ذلك مع التكرار ومرور الوقت، ومن أهمها يقول لنا علماء النفس أنه من الضروري أن تقوم بالتنفس ببطء عدة مرات قبل أن تقوم برد الفعل، خلال فترة التنفس تلك قد تغير من رأيك ومن تصرفك أيضاً، والخطوة الثانية تتمثل في أن تضع نفسك أمام الشخص الذي أمامك، هل كنت ستقبل الانفعال والغضب من غيرك أم لا، وأيضاً يمكن أن تتحلى ببرودة الأعصاب من خلال المسامحة.
الأمر يتوقف على الشخص والموقف الذي وضعنا به، إذا كان هذا الشخص بيني وبينه معرفة فسأواجهه وإلا سيتكرر الأمر مرة أخرى. أيضًا يجب أن أتساءل عن السبب في تعامله معي، لكن إذا كان هذا الشخص غريبًا تمامًا وكانت تصرفاته لا تستحق أن أضيع وقتي وراحتي ونفسيتي معي فسأتجاهله.
عمومًا أنا من الأشخاص التي كانت سريعة الغضب، لا تستطيع السيطرة على انفعالاتها، ولكن الوضع اليوم تغيبر، حدة الغضب بدأت تنخفض. هذا الأمر لم يأتي من فراغ، بل كان ناتج من شعوري بأن صحتي الجسمية والنفسية تتراجع عند التوتر، لهذا أحاول أن أتحكم في غضبي عند سماع حديث أو كلام مزعج.
الآن أحاول أن أتبع بعض الاساليب والتقنيات التي تفيدني في هذا الصدد مثل؛ التنفس بعمق وببطيء لبضع دقائق. أؤكد لنفسي حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي أن هنالك اناس في حياتنا يتسمون بالتطفل. ولهذا لابد من تقبل هذا الأمر.
الابتسامة في وجههم قد تغيضهم. لا أرغب في أن أجعل نقاط ضعفي واضحة لهم. أيضًا أضع مسافة بيني وبينهم. التجنب في مثل هذه الامور حل عملي ومناسب لي. أيضًا أحرص على ألا مثل هذه المواقف تؤثر على تفكيري وإلا سأصاب بإحباط لا يمكن التخلص منه..
أعتقد أن الانفعال يأتي نتيجة سياق فكري معين إذا تغير تتغير معه طريقة الاستجابة، فعندما يعي الشخص أن الكلام لا يؤثر عليه في شيء، وحين يمتلك سرعة بديهة تحليل الموقف ومكانة الشخص المقابل، يصبح من السهل الرد بطريقة طبيعية وهادئة، وعلى الرغم من ذلك فبعض المواقف تتطلب الانفعال، لكي يصبح الموقف واضح وحازم
في البداية، أهم ما يمكنني الإشارة إليه في طريقتي هو أنني أتمالك أعصابي أولًا، وإذا شعرتُ بموجة أكبر من الغضب أتمالك نفسي قدر الإمكان عن الرد. بعد ذلك أبدأ في ترتيب الحديث موجّهًا إيّاه إلى الشخص بشكل مباشر، حيث أعمل على إيصال فكرتي بشكل حازم، حتى وإن كانت الكلمات صعبة بعض الشيء أو شديدة الوطأة، فأنا أفضل ذلك على أن أكتمه في داخلي أو أخرجه في صورة انفعالات أخرى رغمًا عنّي لأنني لم أخبر الشخص في المرة الأولى. والأهم من كل هذا هو أنني أفضل دائمًا إنهاء مثل هذه الموضوعات من المرة الأولى، حتى لا تتكرّر، وحتى لا أكتمها في داخلي فتتراكم المشاعر السلبية تجاه الشخصية مرةً بعد مرة.
إنها مشكلة تقابلني كثيراً، خاصةً عندما تكون مع شخص يتحدث بشئ يثير استفزازي، وأن عدم التعصب والغضب هو مهارة حقيقية ومفيدة جداً
واكتسابها ليس بالسهل، فيلزم أن يكون المء صبوراً ويستطيع التحكم بنفسه، ويكمن اكتسابها في جملة رسولنا الكريم "إنما الحُلُمُ بالتحلُّم" بمعنى أنه يجب أن نضغط على أنفسنا ونعلمها الحلم ونمرنها عليه بشكل مستمر حتى تتقنه، وتتعامل بمبدأ "لا شئ يستحق تعكير مزاجي"
التعليقات