كيف نشفي من تجارب الماضي ؟


التعليقات

تجارب الماضي هي جزء من حياتك، وهي ما شكلت شخصيتك، فكل منّا نتاج لما عشنا من تجارب، وعليه فلن تستطيعي التخلص نهائيا من الماضي، وستظل هناك غصّة في قلبك كلما تذكرت، ولكن عليكي أن تنظري للمستقبل، وتسعي جاهدة على تحقيق أحلامك، فالوصول إلى ما تتمنيه هو فقط ما سيجعلك تتعافين من تجارب الماضي.

وستظل تلك التجارب بمثابة جهاز الإنذار الذي يحذرك من الوقوع في أخطاء أو تجارب مشابهة لتلك التي كانت في الماضي.

لا يمكن التخلص نهائيًا من ذكريات وتجارب الماضي كونها تعد جزءً من حياتنا شئنا أم أبينا. لكن يمكن التخفيف من هذا الأمر إلى حد ما. لكن ثمة أشياء وأمور يجب الأخذ بها في التخفيف عن أنفسنا وعدم جلد ذاتنا. فمثلًا سأخبرك بتجربتي، كنت من الأشخاص التي قد تتعافى بصعوبة جدًا من أي موقف مرير مررت به أو تجربة فاشلة مررت بها في الماضي، ولأنّ هذا الأمر أثر على صحتي النفسية والجسدية كذلك؛ وجب عليك أن أتخذ قرارًا في ذلك لعدم تكرار وقوعي في نفس الأمر في كل مرة عندما تنتابني مشكلة، تجربة مريرة أو علاقة فاشلة يشوبها الزيف والخداع، وهو أنني أتقبل هذه التجربة، أي نعم هي قاسية ولكن لا يوجد حل آخر سوى تقبلها والتعبير عن المشاعر السلبية التي ستصدر مني في تلك اللحظة، فِلما لا أسمح لهذه المشاعر بأن تتدفق!

ثم أذكر نفسي بأنني على قيد الحياة، فأنا محظوظة، يمكنني أن أجد طريقًا أخرًا في هذه الحياة، فليست الحياة كلها مليئة بالاشواك. أحب نفسي وذاتي كثيرًا، فأنا ممنونة لها ولكل شيء ايجابي ولو كان بسيطًا في حياتي. أيضًا أحاول أن أطور من نفسي ومن المهارات التي أملكها. ممارسة التأمل واليقظة يفيدني في التعافي من الذكريات. أيضًا مكافأة نفسي على انجاز ولو كان بسيطًا في حياتي. أخصص يومًا اسبوعيًا في الترفيه عن نفسي. أحاول أن أذهب إلى مكان يساعدني في التخلص من مشاعر سلبية مثل البحر مثلا.

أيضًا أحاول أن أمنح نفسي وقتًا لتنمية مواهبي وهوايتي. إلى جانب التواصل مع أشخاص أحمل تجاههم الحب والود. هذه الامور ساعدتني في الشفاء من تجارب الماضي.

لأكون صريح معك فالماضي هو نحن، ومحاولة النسيان بشتى الوسائل هي في الأساس دعائم لتثبيت آثار الماضي، وكل منا يحمل في نفسه الكثير من الآلام، ولو استدعينا كل ما عايشناه في سنوات حياتنا القصيرة؛ لما استطعنا أن نكمل الحياة؛ فالنسيان من النعم وأعني بالنسيان هنا أننا لا نذكر هذه الآلام بشكلٍ يومي بالطبع إلا في بعض الحالات مثل الصدمات العاطفية وغيرها من المواقف التي تظل حاضرة معنا حتى حين؛ ولكن حتى في الخذلان ما زال الأمل موجود للنسيان ولله در من قال:

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ** وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

لكن التخطي أمر واجب يا صديقي. أنا أختلف معك كليا في مفهوم أننا ما عشناه في الماضي. أنا أجد أننا ما نعيشه الآن، أو -بمعنى أدق- ما نختاره الآن.

اختياراتنا هي التي تحدد من نحن، وخير دليل على ذلك هو أننا ما كنّا لنختار أي شيء بالآلية نفسها في الماضي.. لماذا إذن؟ ببساطة لأننا تغيرنا. لسنا ما كنّا عليه، تعلّمنا وغيّرنا وجهات نظرنا عن الحياة والعالم لأكثر من مرة، وبالتالي علينا ألّا نتعامل مع أنفسنا باستراتيجية الماضي، حيث أننا نفرض على أنفسنا بهذه الطريقة إمّا الانعزال عن الواقع، أو البكاء على الأطلال، وكلا الأسلوبين قادران على عرقلة أي نجاح.

هذه قدرات تختلف من شخصٍ إلى آخر، ولو نظرنا إلى الخذلان العاطفي بصفته حالة من حالات الآلام؛ ستجد البعض يأخذه حافزًا للتغيير نحو الأفضل، والآخر ينتكس فلا تراه إلا هائمًا على وجهه! فهذه قدرة وتحمل تختلف من شخصٍ لآخر. ولتعرف أثر هذه المشاعر اقرأ كتاب (طوق الحمامة) لابن حزم الأندلسي؛ فهو يتحدث عن فلسفة المشاعر وأثرها على الإنسان.

أما عن إلزامية التخطي؛ فكما بدأت حواري هذا يتوقف على طاقتك؛ ولا يمكن أن نعلن ضرورة شيء بناءً على نظرتنا فقط؛ فما تطيقه أنت لا أتحمله أنا.

يقولون اختي: time is a healer الله وهب لنا هذه النعمة المسماة النسيان. لا تنظري خلفك اختي وتقدمي نحو المستقبل فالحياة كبيرة مادة يدها اليك فاغتنمي فرصتك للمستقبل نحو السعادة

الوقت يشفي هي من أكثر الجمل التي جعلت الناس تخبّئ آلامها وجراحها دون أن تحاول شفاءها، وتنتظر معجزة الوقت لكن الجراح مع الوقت تتعفن ويزداد الوضع سوءً.

لا أتفق مع ترك جراحنا للوقت، وإنما علينا المواجهة والتقبل، وتجارب الماضي نوعان:

  1. الماضي الذي هو خارج إرادتنا، تعامل الأهل القاسي والسيء، وتعامل المحيط من مدرسة ومعلمين... هذا الماضي لا ذنب لنا فيها، فليس من الحكمة قضاء عمرنا في البكاء بسبب أخطاء أهلنا، وإنما علينا التجاوز ومساحتها فهم قدموا أفضل ما لديهم.
  2. الماضي الذي تسببنا نحن فيه، هناك تجارب كنا نحن فيها المخطئين وهذه علينا الإصلاح ما استطعنا وتقويم ومعالجة أسباب الخطأ، والسعي لتحسين أنفسنا وتقوية نقاط ضعفنا وأيضا التسامح، التسامح مع كل شيء أذانا في وقت ما.

لو كان الوقت يشفي فما كنا لنبقى عالقين في تجارب حدثت قبل عشرين سنة، الوقت يشفي حين نطهر الجرح ونضمده، لكنه يزيد الأمر سوءا حين نتجاهله.

قبل فترة قمت بكتابة التجارب السيئة التي أحملها من الماضي ولم يكن لي يد فيها، حتى أنني كتبت مقالا عن قصة المعلم الذي تنمر على شعري الكيرلي، وتجارب أخرى مع أهلي، فأصبحت أكثر تقبلا وتسامحا معهم.

بداية، علينا أن ندرك تمام الإدراك أن هذه الحياة ليست جنة خضراء، ولا بد للورد من بعض الشوك، وما من أحد إلا مر بمثل هذا، والتخلص من ذلك يكمن في:

  • عدم الانسياب وراء هذه الأفكار، أي كلما مرت هذه الأفكار السلبية على العقل لا ينسحب وراءها بل يطردها فورا عن طريق التفكير في غيرها، وكلنا قادرون على هذا، وادعاء عدم القدرة خطأ؛ كل منا هو الذي يختار موضوعات تفكيره.
  • نتذكر الإيجابيات في الماضي، وكيف أن هذه السلبيات قليلة جدا إذا قورنت بالإيجابيات.
  • نتذكر دائما أن الحاضر هو ما نملكه، وأن الماضي والمستقبل لا نملكهما
  • تذكر الماضي السيئ سيجعل الحاضر سيئا، وهذا الحاضر السيئ سيكون ماضيا يوما ما، وسيجعل المستقبل سيئا هو الآخر، وهذا يعني سوء الحياة كلها!
  • نتذكر دائما أن هذه طبيعة الحياة، والتكيف هو الحل الأمثل.

 اختي اسراء :

بالصبر والتفاني يمكننا ان نشفى من الم الماضي وتجاربنا القاسية، فالزمن كفيل بذلك وعادة الانسان يبحث عمن يواسيه وبالتالي يبحث عما يبرأ جرحه العميق وان يعود للطمأنينة والرضا الداخلي ونزع مشاعر السوء من داخله. وللأسف كلما بقي الانسان في دائرة الألم كلما تعمق ذلك وتجذر وربما يتحول الى مشكلة نفسية وعضوية صعبة المعالجة لاحقا وكثير من العقلاء والحكماء تحولت حياتهم الى جحيم لانهم اختاروا سجن الجرح والماضي ولم يغادروا مربعه.

لذا على من اكتوى بناء الماضي ان يمنح لنفسه وقتا للشفاء والمضي سريعا خارج نيران الذكريات المؤلمة والتخلص من الألم والشفاء من الصدمات والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة وهنا نحتاج الى اليقظة العاطفية والتحفيز الإيجابي وإعادة ترتيب اولوياتنا واحداث التوازن والواقعية والمنطقية في تعاملنا مع الاحداث.

لا أريد أن أعطيك جوابا نظريا فقط.

كل ما يسعني قوله هو أن المعالج النفسي وُجد ليساعدك على ذلك.

لأن لكل منا تجاربه التي عاشها، وطريقته في التعاطي معها والتأثر بها، لذا لا يسعنا جميعا أن نعطي حلولا عامة قد لا تساهم في حل أي شي،بل تزيد الأمر سوءًا.

صحيح أن المعالج النفسي مهم جدا، لكن أليس خطوة لم يأت وقتها

الذهاب إلى المعالج النفسي أظنه آخر الاختيارات، وإلا فما فائدة الكتب والمقالات؟

مشاركة التجارب نافعة جدا في هذا الأمر؛ للتشابه الكبير بين النماذج المختلفة.

بعض الناس يحتاج فقط إلى النصيحة، وبعضهم يحتاج إلى المعالج.

صحيح

لكني تحدثت عن المعالج لا الطبيب.

المعالج سيسدي لك النصائح، وربما تحتاج معه لجلسة واحدة فقط، يسمع منك شكواك ويسدي لك النصح، ولكن الفرق بين نصائحه ونصائح الأشخاص الآخرين والكتب هي أن نصائحه آتية من دراسة وخبرة،لذا أفَضل أن يذهب الإنسان ولو لجلسة واحدة لمعالج نفسي بين حين وآخر

ولا مانع من النصيحة من الآخرين لكن يجب الحذر في سماعها، وتقييم ما يقوله الناس قبل التسرع في الأخذ به.


اسأل I/O

اطرح اسئلة مثيرة للتفكير وأجب على استفسارات أعضاء حسوب I/O العامة, بالاضافة إلى بعض الاسئلة المرحة التي تستمتع بها وتساعدك على التعرف على افكار المتابعين. الفكرة مأخوذة من مجتمع AskReddit

4.97 ألف متابع