بالطبع إن المشاكل العاطفية حين تحدث تأخذ حيزًا كبيرًا من تفكيرنا و الاستشارة مهمة في حل المشاكل، برأيكم من هو الشخص المؤهل والذي بإمكانه أن يكون مستشارًا في المشكلات العاطفية؟
من هو الشخص المؤهل والذي بإمكانه أن يكون مستشارًا في المشكلات العاطفية؟
برأيكم من هو الشخص المؤهل والذي بإمكانه أن يكون مستشارًا في المشكلات العاطفية؟
أردت أن أقول للك أن نستشير الأكبر منا من لديه تجارب حياتية كافية وخبرة في العلاقات، لكن ليس دائما هناك حالات يجب أن نتصرف بناء على استخارة واستشارة وفي النهاية ناخذ القرار، قبل فترة كنت بحاجة ماسة لطلب استشارة وطلبت من شخص حكيم وكبير في السن وكانت سيدة حكيمة لكن ما قالته لي لم يكن مناسيا حتى بعد فترة وجدت أنه قرار سيء والحمد لله لم آخذ بنصيحتها.
أخذ الاستشارة أمر يحتاح إلى حكمة وتؤدة ولاسيما في العلاقات العاطفية، وأرى أنّ أفضل شيء هو المصارحة والوضوح والحوار للوصول إلى حلول لأي مشكلة تعترض الطرفين.
بالتأكيد دليلة إننا لا يمكننا أن نلجأ للأشخاص المحيطين طوال الوقت، لكن المعضلة في المشاكل العاطفية أن العواطف تتدخل فيها بطبيعتها، وهذا ما يجعل حكمنا على الأمور متحيز في أغلب الأوقات، لذا فوجود طرف يمكنه النظر للمشكلات بموضوعية أعتقد أنه يمنحنا وعيَا افضل وزاوية رؤية أوسع، فعلى سبيل المثال الكثير من الأشخاص يكونون عالقين في علاقات سامة لدرجة عدم إدراكهم لوجود مشكلة حقيقية، وفي هذه الحالة فالطرف الثالث مهم وضروري لاستئصال هذه العلاقة أو إصلاح ما يمكن إصلاحه
المشاكل العاطفية المعقدة لن يستطيع حلها إلا طرفين المعنيان بالأمر، ومهما كانت الإستشارة مهمة إلا انه لا يمكن أن يتم الوصول للقرار الصائب من شخص لم يمر بتلك التجارب العاطفية، أحيانا الأكبر منا في العائلة يقومون بتعقيد المشكلة أكثر لو تم إخبارهم، لذلك يمكن الأخذ بالإستشارة من أكثر شخص يحب الطرفين وليس لديه مشاكل معهم حتى يكون تقييمه موضوعيا.
علينا بداية تحديد طبيعة المشكلة العاطفية وهل هي مشكلة تقود بالانفصال ام يمكن معالجتها من خلال بعض الاجراءات. فان كانت اجراءات مثل اعتذار او توفير احتياج للغير او تعديل سلوك او عادة فهذا شأن شخصي يمكن القيام به دون طلب التدخل من أحد.
ان الانصياع لتجارب الغير كونهم اكبر منا سنا لا يمكن ان يقود دائما الى حلول ناجعة بل يجب ان يكون هناك خصوصية في طرح المشكلة ومع الحفاظ على عدم توسعها لان مثل هذه الاشكاليات تحتاج حكمة وصبر وقدرة على لملمة الامور وليس توسعتها
ان حل المشكلات يفضل ان تبدأ من خلال تجزئة المشكلة والبدء بما يمكن ايجاد حل له بهذا يمكن بالفعل الانتقال لمرحلة أخرى وهذه المراحل في مجموعها وخاصة في المشاكل العاطفية تعني الكثير للطرفين
في النهاية حذاري من العناد او من استخدام منصات التواصل الاجتماعي مهما وصلت الامور وذلك لكي نبقي على شعرة معاوية لعل وعسى ان يبدل الله امرا ولا نترك في النفس ندبات تبقى حتى بعد زوال المشكلة.
أرى الكثير من الفتيات يلجأن لمجموعات الفيسبوك الخاصة بالبنات لعرض مشاكلهن وطلب المشورة، وأرى في أغلب التعليقات حلولاً غير منطقية، تؤدي لفساد الكثير من العلاقات، فمثلًا أشارت فتاة أن خطيبها يصدر صوتًا عند الأكل وهذا أمر غير لائق، فماذا أفعل؟! انهالت عليها التعليقات التي تدعو لانفصالها عن خطيبها وأن اللباقة أهم من كل شيء فتركت الفتاة المشكلة الأصلية وبدأت بالتبرير لخطيبها وهذا أمر خطير إذ إن نشر المشاكل العاطفية أو العائلية على حدٍ سواء أمر غير صائب، لأن الناس منهم العاقل ومنهم الغبي والمتعجرف ولهم تجاربهم وآراؤهم وتصوراتهم ولذا فلا يمكن الاحتكام للملأ
برأيكم من هو الشخص المؤهل والذي بإمكانه أن يكون مستشارًا في المشكلات العاطفية؟
بالطبع المتخصصين في المرتبة الأولى والأهم، من المستشارين النفسيين واستشاريي العلاقات الأسرية، ثم يأتي بعدها أصحاب الخبرة والتجربة، ربما يكُنّ الأمهات أو الأخوات، أو ربما الجد والجدة بحكم خبرتهما الطويلة في الحياة وأي شخص في عمر كبير لا نستغني عن نصائحه بالطبع .
هناك من يلجؤون إلى منصات التواصل الإجتماعي لعرض استشاراتهم ومشاكلهم العاطفية أمام العامة، وأنا لا أحبذ هذه الطريقة حيث تجد الكبير والصغير يعلق على المشكلة ويعطي رأيه دون أن يكون عالماً بحيثيات المشكلة ولا خبيراً بكيفية حلها، وبدل أن تحصل على الحل والإستشارة النافعة، ستحصل على الحيرة وربما الإقدام على اتخاذ قرارات خاطئة .
أجد أنه من الصعب بالنسبة لي أن أضع شخص وسيط "مستشار" في حالة نزاعي مع شخص. أشعر بالسوء إذا فعلها أي شخص معي، وأترجمها ب"أنت لست قادر على حل مشاكلك بنفسك" وتتزعزع داخلي مكانة الشخص.
ليس سهلاً أن تُحكى المشاكل بين طرفين لطرف ثالث. وكما قال فولتير "الطريقة الأمثل في أن تجد حلاً لأي مشكلة هو أن تخرج نفسك من دائرة تأثيرها على وعيك، وتنظر إليها بإمعان كما أو كنت تتفرج على فيلم سينمائي".
برأيكم من هو الشخص المؤهل والذي بإمكانه أن يكون مستشارًا في المشكلات العاطفية؟
إذا أضررنا لوضع عامل وسيط "مستشار" فمهم أن يكون على قدر الثقة والسرية المطلوبة، الحكمة أيضاً مهمة فليس كل من لديه قول في فمه يُأخذ كلامه. أن يكون الشخص قادر على تحليل مشاعر من حوله وفهم دوافعهم "social analyst" وقادر على فهم أسباب المشكلة وكيف يدفعهم معاً في طريق واحد للتوصل إلى لغة حوار مشتركة بينهم. أجد أن هذه الطريقة وتوليد دافع للطرفين للوصول إلى لغة حوار مشتركة، مهمة جداً لنجاح أي علاقة.
بالنسبة لمقولة فولتير فقد ناقشت هذه الطريقة والتي أجدها افضل طريقة لتقييم وحل المشكلات في مساهمة سابقة يسرني اطلاعك عليها
أما بالنسبة للمستشار كان يرى الناس منذ زمن أن اللجوء للأبوين في حل المشكلات الزوجية مثلا هو الحل الأفضل حيث أن كلام كبار العائلة نافذًا، ولكن في عصرنا برزت بعض المهن مثل المستشارين التربويين ومستشاري العلاقات والتي تهتم بصحة الأزواج والعائلة بالعموم عن دراسة وعلم، وبعض الأشخاص باتوا يلجؤون لمثل هؤلاء المختصين
كان يرى الناس منذ زمن أن اللجوء للأبوين في حل المشكلات الزوجية مثلا هو الحل الأفضل حيث أن كلام كبار العائلة نافذًا، ولكن في عصرنا برزت بعض المهن مثل المستشارين التربويين ومستشاري العلاقات
في الماضي، لم يكن هناك اختيارات فيمن يمكن استشارته، وأيضاً حتى لا تتسرب المشاكل خارج محيط العائلة. من وجهة نظري اللجوء إلى مستشارين العلاقات والتربويين خارج نطاق العائلة حل أفضل بكثير، لأنها تحد من تبعات المشكلة ولا أحد سيعرف بها سوى الطرفين والمستشار، على عكس ما يحدث في حالة استشارة شخص من العائلة، وفي أحيان كثيرة تتولد مشاكل أخرى بسبب تصريح الطرفين لمشاكل بينهما وخاصة إذا كان هذا المستشار الأب أو الأم.
أرى أن أفضل الأشخاص للحصول على استشارة بالمشاكل العاطفية هي الأم، فهي أفضل من يقدم لك الاستشارة الصحيحة لأنها أكثر شخص يحب أبناءه بصدق من قلبه وستعطي إيجابتها الأكثر دقة وموضوعية بحكم أنها أكبر عمرًا ولديه تجارب في الحياة..
بهذا الصدد احدى الاخوات التي اعرفها كانت تعاني مشكلات مع زوجها لكن عندما تسألني كنت اقول لها رأيي بكل شفافية وصدق فلاحظت انها تميل لإحدى الصديقات اللواتي يشاركنها الرؤية و الزواية ذاتها ، لذلك ارى ان الانسان يجب ان يشاور من يختلف عنه احيانا ثم يقيّم الامر في نفسه ، بالنسبة للمشكلات العاطفيه كالزواج والطلاق والاسره لا احبذ التعامل مع المستشارين فالبعض يعالج من منطلق نظرته هو وقد يُدخل معها عادات وتقاليد المجتمع وانا لا احب هذا ابدا ولكن لا ارفضه فقد يكون به شيء من الصحة.
أضيفي إلى ذلك أن الناس ليست جميعها متقبلة للنصائح والآراء الحقيقية و الموجهة، وليس الجميع مستعد للنظر بشفافية و موضوعية في هذه الأمور التي تحكمها العاطفة، ولذا فيميل الكثيرين لمن يطبطب عليهم كما يقال، ولمن يعطيهم آمالاً في العلاقة وفي الشخص المقابل، ولمن يسمعهم ما يودون سماعه
التعليقات