تذبذب مفهوم الحرية على مر التاريخ وتحدث العديد من الفلاسفة بنظرات منها المثالية تنظر لقضية الحرية كأحد قضايا الوجود مثل سارتر، ومنها محدودة بين شيئين أو خيارين مثل ديكارت، والكثير من الآراء التي لا يمكن حصرها، ولكن أود أن أعرف ما تعتقدونه أنتم بالحرية،ما معناها ؟ وكيف يمكن أن يكون المرء حرًا؟ وهل يوجد حرية مطلقة؟
ما معنى الحرية؟
الحرية ببساطة أن تكون أنت دون اضطرارك ارتداء الأقنعة.. والقناع هنا هو ما نخفيه من حقيقة أنفسنا لأننا ندرك أنه سيسبب الأذى لنا أو للمحيط إن ظهر.
كيف يكون المرء حرّاً؟؟ إن لم يكن عبداً ببساطة.. أما متى يكون عبداً؟ فحين يفعل الأمر كرهاً لأجل غاية يدرك أنه لن يحصل عليها إلا بتلك الطريقة.
وهل يوجد حرية مطلقة؟ نعم بالتأكيد.. إنها الحرية التي يمتلكها المجانين,
أنت دون اضطرارك ارتداء الأقنعة.. والقناع هنا هو ما نخفيه من حقيقة أنفسنا لأننا ندرك أنه سيسبب الأذى لنا أو للمحيط إن ظهر.
إذن فمن الجيد البقاء بأقنعة لأنها ستحمي أنفسنا والآخرين؛ فإزالة القناع ستعنى إحداث ضرر لنا أو لشخص ما، هل هذه هي الحرية؟
أما متى يكون عبداً؟ فحين يفعل الأمر كرهاً لأجل غاية يدرك أنه لن يحصل عليها إلا بتلك الطريقة.
إذن من يعملون في وظائف هم أقرب للعبيد؟ فأغلبهم يعملون عملًا لا يحبونه لأنهم يعلمون أنهم لا يمكنهم كسب عيشهم إلا من خلال العمل.
أشعر أنكِ ترين الحرية كشئ سلبي، هل هذا صحيح؟
إذن فمن الجيد البقاء بأقنعة لأنها ستحمي أنفسنا والآخرين؛ فإزالة القناع ستعنى إحداث ضرر لنا أو لشخص ما، هل هذه هي الحرية؟
الحريّة أن تكون أنت بالشكل الكامل لك.. هل يمكنك فعل ذلك مع الجميع بذات الأمر وبذات التعامل وبذات الأسلوب.. أن تكون مينا الذي يعرفه مينا فقط.. إن كنت قادر على أن تكون كذلك فهذا يعني أنك تملك ذاتك ولا تقيّدها.. وهل تكون حرية نعيشها إن كان فيها قيود؟؟
إذن من يعملون في وظائف هم أقرب للعبيد؟ فأغلبهم يعملون عملًا لا يحبونه لأنهم يعلمون أنهم لا يمكنهم كسب عيشهم إلا من خلال العمل.
ألا تظنهم كذلك؟؟ عبيد حاجتهم للأمر؟
وقد أكون منهم.. حين أمتهن وظيفة لا أحبها، وأدفن نفسي فيها أتعلم كم قتلت في نفسي من أمور سعيدة لأنني أفعل ذلك؟؟ يكفي شعور الرضا عن الذات هل سيكون موجوداً؟؟
ربما مع التعوّد، وليس مع القبول.. إذاً لماذا أستمرّ بفعل أمرّ أكرهه؟ لأنه أسيرة له، لأنني بحاجته.. لأنه إن لم يكن موجوداً فسيتحقق الضرر لي.. هل أنا حرّة إذاً هنا؟؟
أشعر أنكِ ترين الحرية كشئ سلبي، هل هذا صحيح؟
هو شعورك يا مينا، لكنه ليس ما أراه.. فأنا لا أراها سلبية أبداً.. لكنني لاأظنّ أنّ هنالك من هو حرّ في هذه الحياة..
إننا أسرى ما نعتقد.. ما نؤمن به.. ما نتوارثه.. ما نظنه.. ما يُفرض علينا.. ما يجب علينا.. ما هو مطلوب منّا..
من المعفي من كلّ ذلك؟؟ المجنون فقط من يمكنه فعل كلّ ما يريد بالشكل الذي يريد دون أن تقيّده الظروف..
بالمناسبة ما هي الحرية لديك إذاً؟؟
بالمناسبة ما هي الحرية لديك إذاً؟؟
هذا التعليق هو ما أوضح ما تقصدينه بالحرية أكثر من التعليق الأصلي يا إيناس. إن كان هذا ما تعنيه بالحرية، فأنا أتفق معكِ تمامًا. ليس لدي شئ لإضافته.
أرى أن تعريف الحرية لديكِ هو الأكثر دقة، فأغلب التعريفات تتحدث عن الحرية المقيّدة وليس الحرية بالمعنى الدقيق بها، وهذا ما جعلني أتفق معك.
فقط استعجبت من أن هذا التعريف يجعل الحرية مستحيلة لأي شخص، ربما يمكن الاقتراب منها قليلًا.
فقط استعجبت من أن هذا التعريف يجعل الحرية مستحيلة لأي شخص، ربما يمكن الاقتراب منها قليلًا.
لأنها فعلاً كذلك.. نحن ندّعيها، وربما لأجل ذلك نكون سعداء بأن نقول كلمة أنا حرّ.. لأننا في هذا الموقف نريد ذلك الأمر دون أن نبررّه فقط لأننا هكذا وببساطة (حرّ)!!!
أرى أن الحرية تعني دائمًا الخلاص، والخلاص هنا هو الخلاص من أي رباط يعتني بوضع وصف محدد للحرية، فالمغالطة التي نقع فيها في العديد من الأحيان تتمثّل في ربط مفهوم الحرية بمفاهيم أخرى، في حين أن مفهوم الحرية نفسه في رأيي يعني وجوب تحريره من أي قيود تربطه بأي مفاهيم أخرى، لذا فأنا أرى أنه يجب أن يكون مجرّدًا على الدوام، غير متصل بأي اعتقاد آخر.
مفهوم الحرية نفسه في رأيي يعني وجوب تحريره من أي قيود تربطه بأي مفاهيم أخرى،
في هذه صدقت فقد أصبح مصطلح الحرية محملا بما لا يطيق من مفاهيم أخرى، بل أصبح هناك من يتخلى عن مبادئ أخرى ويحمّل الحرية مسؤولية كل ذلك.
لكن هل يمكنك أن تعطينا أمثلة عن القيود التي تراه تقيد حرية الحرية اليوم يا علي؟
أرى أن أول هذه القيود هو الحكم على الآخر من منظورنا، حيث أنني أرى أن إمكانية حدوث ذلك متاحة طيلة الوقت. لا يمكننا أن نضع حرية الآخر في سياقنا نحن، فنحن بهذه الكيفية نخرجها من سياقه هو، وذلك يتنافى بالتأكيد مع طبيعة الحرية نفسها، فلا يمكنني أن أحاكم شخصًا ما بشيءٍ ما، دون أن ننظر إلى الأمر بعينيه، ودون أن نضع أنفسنا محلّه.
الحرية ليست شئ محدود لتقول "أنا حر" بالنسبة إلي أري الحرية المطلقة هو من كان حراً في أفكاره دون تدخل غريب في تكوينها، حراً في وظيفته التي يحبها أو عمله أياً كان، حراً في عدم تحكم الظروف أو الأشخاص في قراراته وأحلامه. لذا هل نحن أحرار فعلاً وإن تحقق شرط حريتك في تفكيرك، ماذا عن حريتك في وظيفة حياتك؟! الأمر محير.
أن تقول "أنا حر" أراها أمر نسبي بطريقة كبيرة جداً، أنت لست حراً بصفة عامة "أنت حر ما لم تضر"
سعي الإنسان دئماً للمجهول أمر مثير جداً، حب الإنسان للعلم لأنه مجهول، حب الإنسان للمعرفة لأنها مجهولة، حب الإنسان للحرية لأنها مجهولة وصعبة المنال.
هل يختلف حقاً مفهوم الحرية من موقف لآخر أو حتي من مكان لآخر؟! وإن كان كذلك فإنها تتبع قانون النسبية بشكل كبير.
إعتقد أيضًا أن الحرية أمر نسبي، ولا يمكن القول أن أي أحد منا يتمتع بالحرية فلا أحد يمكن أن يختار كل ما يوضع في رأسه منذ صغره، كما أنني أرى أن الاستعباد الأشنع هو الذي يأتي ولا أصحابه أنهم مستعبدون ومنقادون لفكرة أو طرح ما، لذا فأتفق) ن الحرية محببة لنا لأنها صعبة المنال فعلاً
ما معنى الحرية؟
ربما يعتقد البعض أن الحرية مرتبطة بالتخلص من الحكومات القمعية، أو ان يكون لك مساحة خاصة في علاقتك مع شريك حياتك، أو أن تحزم حقائبك ذات مرة وتقرر خوض رحلة بمفردك وتترك كل الأعباء خلفك. أو ربما يعتقد البعض أن الحرية تكمن في الاستقلال المادي، أو أن تكون مدير نفسك وتمارس شغفك دون هاجس جني المال. أو أن تكون لديك الشجاعة لقول لا لشيء لا يعجبك وأن تفعل كل ما تريده دون النظر لما قد يظنه الأخرون.
وأنا أتفق أن كل هذا يندرج تحت مصطلح الحرية، ولكن أعتقد أن إدراك الحرية يجب أن يبدأ بالتحرر من أنفسنا ومن ماضينا وكل ما يصحبه من صدمات وندبات مازالت تؤثر على حاضرنا وتمنعنا من الوصول للمستقبل الذي نريده. وأيضًا جزء من الحرية هو تقبل الجانب المظلم فينا بكل ما فيه من عيوب، وتسخير طاقتنا في تحسين أنفسنا بدلًا من أن نكون سجناء لأراء الأخرين فينا.
الحرية وهم يؤمن به الضعفاء وتغنى بها الأقوياء لكن الواقع يفرض نفسه كل ما نفعله أو نقوم به في حياتنا يعتمد على موازين القوة والقدرات الشخصية فمن الطبيعي أن تصبر للمهانة والقيود المفروضة عليك إذا كنت في وضعية صعبة أما إذا كنت في موقف قوة فمن الطبيعي أن تعطي الأوامر وتقمع حرية الآخرين وتستعبدهم بطريقة أو بأخرى
أعتقد أن تتبنى جزء من فلسفة نيتشه في هذا الموضوع.
ولكن هل من الضروري أنني إن كنت في موضع قوة سأستعبد الآخرين، يمكنني بالتأكيد... ولكن هل هذا أمر حتمي؟؟
لا أعتقد أنني ولو أن لدي نوع من السودوية في الحياة لكنني براغماتي عملي فإستعمال لموضع قوتك وهذا أمر نقوم به بطريقة لاواعية فعندما تطلب الطعام في أحد المحلات فأنت تستعملها وتكون عن طريق المال في تلك اللحظة، فموضع القوة يتكون من جانبية جانب محتاج لشيء ما وآخر مستعد للدفع مقابلها وهذا مثل بسيط يمكنك القياس عليه.
"كما أنني من أهم مذاهبي هو المذهب الطبيعي وهو مذهب غير متوفر في الكتب وأعني به الأصل هو الجانب الحيواني فينا والأخلاق والتقافة والمبادئ هي تحايل على الصفات الطبيعية وعرضها بطريقة متناسبة مع العصر"
التعليقات