هل دائما السكوت من ذهب؟

فهل برأيكم أنه دائما السكوت من ذهب؟

نحن في زمن كَثُرَ فيه الكلام، أصبحت وسائل التواصل المختلفة تجعل كل جاهل، وحقود، وحتي المفسدين يتحدثون ويراهم الملايين من الناس. فهل هنا السكوت من ذهب لهم؟ بل وجب عليهم السكوت حتي يعقلوا ما يقولوا ويصبحوا أشخاصاً يستحق الإستماع إليهم.

وأيضاً عندما يصبح الجدال بلا قيمة فا السكوت هنا أفضل لكي لا نهلك طاقة في نقاش خاسر ومضر؛ وفي الحديث"من صمت نجا"

لكن الأهم من هذا كله ليس دائماً السكوت من ذهب:

هل لو رأيت خطأ يفعله ابنك هل سيكون السكوت من ذهب؟!

هل إخفاء والسكوت عن إظهار الحب من ذهب ؟

هل سكوتك عن نصح أحباءك سيكون من ذهب؟

رأيي أنه كما قلت مسبقاً ليس السكوت من ذهب في أغلب المواقف، التكلم حينها يصبح كنزاً من ذهب؛ لأن تحدثك كان خيراً ومنفعة.

ميزة السكوت أنه يغلق أبواب الجدل والقيل والقال، ويقلل من الخصومات والمشاحنات، ولكن من وضع حكمة "السكوت من ذهب" وضعها بناءً على تجربته الخاصة أو تجربة جيله حينها. ولكن أحيانًا يصبح الكلام من ذهب والسكوت أسهل طريق للندم.

البعض يعتمد على تلك المقولة حينما يحل به ظلم أو إهانة ويسكت لأن السكوت من ذهب! البعض يرى الظلم بين أمامه ولا يدافع عن المظلوم لأن السكوت من ذهب!

إن كان السكوت يؤدي إلى الضعف والجبن والإهانة، فالكلام أولى بكل تأكيد.

وهناك بعض الحالات التي أرى فيها أن السكوت أفضل مثل شدة الغضب والانفعال، أو المشاحنات التي قد تؤدي إلى خصام الأصدقاء، وحتى في هذه الحالات لا ينبغي أن يطول الصمت كثيرًا.

يكون من ذهب في حضرة الكبار والمثقفين لننهل من معرفتهم، وفي الأوقات التي يكون فيها حديثنا أشبه بكبريت يوضع بجانب بنزين، أو حين ندرك أنه حديث لن يؤخَذ به فيذهب أدراج الرياح.

لكن بمواقف أخرى تستلزم الحديث كشهادة حق أو تصويب ملاحظة لا بدّ منها أو جبر خاطر فيكون ضميره قد ذهب من رأى أن السكوت من ذهب.

السكوت في العديد من الأحيان يكون من ذهب بالتأكيد، وأنا من مفضّليه كي أكون واضحًا. لكن في سياق آخر، لا يمكننا أن نترك كلمة دائمًا لتفسد معنى المقولة، حيث أن موقعها هنا يضع لها الحرية في التعميم، وذلك أرفضه بالتأكيد، لأن كلمتي إن كان لها القدرة في الاعتراف بخطأ، أو إظهار حقيقة لا منازع لها، أو تبرئ شخص ما أو شهادة بالحق سوف تنقذ شخصًا.. إلخ، فبالتأكيد هنا ندرك أن السكوت ليس دائمًا من ذهب.