في مساهمة سابقة ناقشنا التشاؤم وما يمكن أن ينتج عنه من أضرار جسدية ونفسية للشخص المتشائم ومن حوله
ولكن ماذا لو كانت الإيجابية هي أيضًا مشكلة، وهي ما يُطلق عليها الإيجابية السامة.. فكيف يمكننا معرفة الفرق بين الإيجابية السامة والإيجابية المتوازنة؟
حين نكون في أشد الاوقات حزنا , لا يجب علينا أن نبقى نعطي بأنفسنا طاقة ايجابية كبيرة بحيث تقلل من حزننا وكأنه لم يكن يوما , بحيث تنمحي الآلام والأحزان فتكبت بالداخل , الى أن نتضرر أكثر من هذه الايجابية السامة فتكون فائدتها معاكسة تماما حينها ..وتسبب ضغوطات نفسيه
صحيح يجب علينا أن نعطي لانفسنا ايجابيه ولكن بشكل ليس مبالغا فيه وبشكل يراعي الآلام والأحزان بحيث أن نواسي أنفسنا والأشخاص الآخرين ثم نعطي الجرعه الايجابيه مع تقبل وجود الحزن وليس انعدامه وكأن الحياة جميلة جدا ولا يوجد فيها ضغوط أبدا ..
في رأيي الإيجابية السامة هي الإيجابية المفروضة. الإيجابية التي لا تقبل السلبية شقيقتها الأخرى.
عندما نفرض على أنفسنا أن نكون إيجابيين في كل الأوقات تحدث هذه المشكلة. عندما نكره فترات الحزن والضيق ولا نعرف أهميتها أو ما تضيفه إلينا تحدث هذه الإيجابية السامة. عندما يجبرنا الآخرين على أن نفكر بإيجابي. أو عندما لا نحترم الفترات السلبية للأخرين ونفرض عليهم أن يفكروا بإيجابية كأنها الطريقة الصحيحة لكل الأوقات!
التوازن مهم جدًا واحترام لحظات الفرح مثل لحظات الحزن وكذا احترام لحظات الإيجابية ولحظات السلبية ومعرفة أن الحياة لا تسير بدونهما. حين يحدث الخلل تبدأ السموم في الانتشار.
اتفق معكم في هذا، المطلق غير ملائم للحياة، لأن الحياة لا تتفق مع المطلق، الحزن المطلق، والتفاؤل المطلق ، كلاهما خلل في طبيعة الحياة، التي فيها الفرح وفيها الحزن، ولكن الايجابية والتفاؤل اسلوب حياة، التفاؤل ان هناك خيرا قادما، ان ليلا حالكا ان اتى ساعة، فإن ساعة الشروق اتية لا محالة، وان حزنا اتى ، فإنه ماض لا محالة.
لم يمر بقاموسي مصطلح الإيجابية السامة، دائما ما أعتبر بأن الإنسان لابد أن يكون متفاءلا ويملك نظرة إيجابية وهو أمر مهم، لكن على حسب ما فهمت بأن الإيجابية السامة متعلقة أكثر بالمحيط الذي يدور به، مثلا في وجود قرارات ومواضيع يفترض أن يكون صراما وجادا إتجاهه يقوم بتقليص من حجمهم وأهميته بسبب أنه شجاع ولديه المقدرة على تجاوز أي شئ يقف أمامه، ولكن في هذه الأثناء هو يخدع فقط نفسه بعبارات سطحية وشكلية، هكذا فهمت المقصود؟ بمعنى الإيجابية المصطنعة.
لم يمر بقاموسي مصطلح الإيجابية السامة
يعرف الطبيب النفسي الأمريكي جايمي زوكرمان الإيجابية السامة بأنها "الافتراض سواءً من جانب الشخص نفسه أو من قبل الآخرين أنّه وعلى الرغم من الألم العاطفي الذي يشعر به الشخص أو الموقف الصعب الذي يمرّ به، فإنّ العقلية الإيجابية هي ما يجب أن يكون موجوداً فقط"
بمعنى إنكار أي مشاعر حزينة أو غير سارة، بل ومحاولة تجنبها والتفكير فيها بشكل إيجابي يتنافى معها.
يمكننا القول بأنها الإيجابية المفرطة حد الغباء أحيانًا.
أنا في الحياة أريد تحقيق أهداف معينة،لا أظن أن هناك أهمية كبيرة للسلبية السامة أم المعتدلة أو الإيجابية السامة أم المعتدلة،مهما كنت إيجابيا أو سلبيا فالأمر لن يقدم و لن يؤخر،أهم أمر أن تتوافر فرصة تحقيق الأهداف ،لو كنت أطفح بالإيجابية و لم تكن لي أية فرصة في تحقيق الهدف فهذه الإيجابية لن تنفعني،و لو كنت أطفح بالسلبية و السوداوية و التشاؤم و كان يتوافر لي فرصة أن أحقق هذا الهدف فسأحققه و لن تضرني
التعليقات