يقولون العفو عند المقدرة من شيم الكرام، ولكن حينما يكون الظلم شديد يميل أغلبنا إلى الرغبة في القصاص سواء في الدنيا أو يؤجلونها للآخرة، فأيهما ستختار التسامح أم الانتقام؟
التسامح أم الانتقام ممن ظلمك.. أيهما تختار؟
هذا يعتمد على الموقف والشخص، إن كان الأمر متعلق بالقتل لا سمح الله، اعتقد أن هذه الآية اعطتنا الحل لذلك، (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون).
أمّا المسائل الآخرى الأقل، برأيي أنّ التسامح هو الأفضل لأنه ببساطة حمل الحقد والكره للآخرين يثقل أنفسنا وينهك أجسامنا، لهذا عندما نسامح من يسيء لنا، فنحن هنا استفدنا بشكل أكبر من الشخص الذي سامحناه. فالمساحمة كانت من أجل أنفسنا لا غير ولكن بالتأكيد لا يمكن أن تكون علاقتنا به مثلما كانت في السابق.
نعم العفو عند المقدرة من شيم الكرام، ولكن حين يكون الظلم شديد على الانسان ولا يتحمله ويكون تراكمي ويؤثر على حياته ولا يقوى على صده، فلا أعتقد ان للتسامح مكانا أبدا .. نحن نسامح حين نملك القوة للمسامحة ولا اعتقد أن الأمر حكيم يكون يكون الضحية تحت سطوة الجلاد ويقوم بمسامحة الجلاد، بل يجب مقاومته والوقوف امامه بكل ما يملك من قوة. لأن ترك الجلاد او المتغطرس في غيه فسوف يجعل منه غولا او دراكولا او زنديقا. لهذا يجب سحقه بكل قوة ان امكن حتى يزول ظلمه والى الابد وهنا يمكن ان نطرح فكرة العفو عند المقدرة والتسامح من شيم الرجال.
اما حين يكون المتغطرس صاحب قوة جبارة لا نقوى على صدها فيجب الا نسامح ولكن علينا ان نعبر عن رفضا باي طريقة كانت وعند الله يلتقي الخصوم.
يعتمد الأمر على الموقف نفسه وطبيعة الظلم، شخصيًا لا أحب أن تكون أفعالي ردود فعل لحظية أو انتفاضات سريعة تتحكم بها المشاعر فقط (الغضب أو الحنق أو الحزن في هذه الحالة). لذا حتى إن قررت القصاص سأخذ وقتًا لأرى تأثيره في المستقبل هل سيريح مشاعر متأججة فحسب؟ أم قد يكون له نتائج سلبية أخرى؟ وإذا كان الموضوع ضخمًا سأحب أيضًا أن أحدد من سينفذ هذا القصاص ولا أنفذه بنفسي إن كان هذا ضروريًا فأحيانًا قد نكون وسيلة التنفيذ وليس المنفذ.
التعليقات