انا مدمن عمل بماذا تنصحوني؟!

إنها مشكلة متواجدة بكثرة في عصرنا الحديث ولكن لمواجهتها علينا أن نعلم أن هدف الحياة ليس العمل بل هو ما يوفره لنا العمل. نبحث طول الوقت عن أعمال أفضل كي نقضي وقتًا أقل ليس لنجد عملًا أخر في هذا الوقت بل لنستغله في الحياة فعلًا.

فإذن العمل جزء مهم من الحياة ولكن لا يجب أن يكون الحياة بطولها فسيمر الوقت بدون أن نمارس هواياتنا أو نقضي وقتًا مع من نحب.

شاهدت محاضرة قصيرة من محاضرات Tedx قريبًا وقد كانت عن الناس الذين قالوا في نهاية حياتهم أنهم سعداء ولشد مفاجئتي لم يكن هؤلاء السعداء من حصلوا على أعلى العلامات في الجامعة أو عملوا كثيرًا وحصدوا الكثير من المكانة والمال بل كان أسعد الناس ومن شعروا بالرضا فعلًا في الكبر وعند التقاعد هم من كونوا علاقات جيدة مع من حولهم وقضوا وقتًا أطول بسعادة مع عائلاتهم.

غير هذا من طريقة تفكيري كثيرًا فلم أكن أعطي أهمية كبرى للعلاقات الشخصية أو الوقت الذي نمضيه وحدنا أو مع أحبتنا خارج حدود الدراسة والعمل ولكن ما أدركته حقًا أن الإنسان ليس آلة عليها العمل فقط بل هو كائن اجتماعي يقوى ويتطور بطرق عديدة العمل يعد واحدًا منها فقط.

فإذن يا أستاذي حاول أخذ إجازة قريبة تقضيها في فعل شيء تحبه أو مع أسرتك وبالطبع لتكن خالية من الشعور بالذنب أو الخوف من أن يفوتك أي عمل.

وانا اقرأ كلماتك يا استاذ اتذكر بداياتي في العمل الحر و ايضا عندما دخلت للجامعة، في سنوات الاولى كنت لا اضيع تجمعا ثقافي او نوادي جامعية الا وانخرطت فيها، اي حدث لابد ان اكون انا من اواىل الحاضرين، الى ان تعبت نفسيا وارهاق جسدي، واتذكر في تلك الايام بدات اسال نفسي ماذا اريد من هذه الحياة ؟ هل ان اكون الفتاة التي تغتنم كل الفرص التي تجدها ام الفتاة التي تختار هي الفرص التي تعود عليها بالفائدة.

لذلك نفس السؤال لابد ان تطرحه على نفسك استاذ، احيانا في طريقنا لتحقيق انجازات كبيرة قد تملكنا ضبابية لنظر لمن هم حولنا، السعادة لا تعني توفر المال على الدوام، والذكريات وقهقهات الضحك لا تنصع بالمال فقط، الاهتمام والرعاية هو ما يجعل منا محبوبين بين محيطنا.

وايضا لجسدك عليك حق، حاول استاذ توازن بين الحياة العملية والشخصية.

بقدر مافي الجملة من تفاني، واجتهاد إلا أنّ فيها ألم عافاني الله وإياك أستاذ مازن، للحظة وأنا أقرأ مساهمتك نسيت أنك تطلب النصيحة وتعاطفت مع أهلك وزوجتك، وحتى مع شايك ... هذا كثير جدا، ارحم نفسك وأهلك وشايك...

أهلك أنت مسؤول عنه، وهذه وهذه أولوية قبل العمل، أنت تؤذيهم هكذا وأكثر من نفسك لو تدري.

لن أعاتبك أكثر فأنت لاشك تعرف كل ذلك، وتقدّر لكن سأخبرك بدراسة قامت بها ممرضة على ما أعتقد وقد سألت المرضى في المستشفيات، ماهي الخمس أشياء التي ندموا عليها، كان من بينها:

• إجهاد أنفسهم في العمل
• وعدم قضاء وقت أكثر مع أهلهم وأصدقاءهم.

لأن العلاقات تشفينا أحيانا، هي ليست مجرد علاقات.

ولا تنسى أطفالك يكبرون، ولن يعود ما مضى من أعمارهم وستحزن جدا حين يكبرون ويغادروك إلى أهدافهم وحياتهم.