لا شيء لديك لتفكر فيه، لا حدث مهم، لا شيء ينتظرك و تحتاج للتفكير فيه. لا شيء يشغل بالك. لكن عقولنا العنيدة لا تتوقف عن التفكير، فبماذا تفكر؟
كلماتي مرتبكة لأنني لم أجد إيصال فكرتي المشتتة لكنني أثق بسرعة بديهتكم.
أضحكني هذا التساؤل، وهل يمر وقتًا من حياتنا بدون التفكير فردوس، الأشياء كثيرة والتي نفكر بها حقيقًة ولكن دعيني أتخيّل أن هناك لحظة ما من حياتي لا يوجد لدي تفكير ، سأفكر في أشياء أنجزتها في وقت سابق، سأفكر في خلق الله والطبيعة، سأفكر في أهداف التي ارتاي تحقيقها في وقت لاحق. و سأفكر في ناس أحمل تجاههم كل الود والمحبة وغيره من الأشياء التي ستشغل ذهننا حقًا حتى لم نريد ذلك.
هذا السؤال إجابته ستختلف باختلاف الأعمار.
فبصغري عندما كنت أصل لمرحلة لا للتفكير كنت أعيش بين أحلام اليقظة لبعض الوقت فهي لها تأثير نفسي إيجابي طالما لن أكون حبيس لها.
أما الآن عزيزتي فلا وقت بدون تفكير، أحيانا يصل لأن أفكر أثناء النوم، مع تعدد المسئوليات والمهام، خاصةً عندما تكوني بموضع المسئول يصعب الوصول لهذه اللحظة، أصبحت الآن أفكر بالوسائل التي تجعلني أتوقف عن التفكير ولو لبرهة.
كثيراً ما أفكر في منبع الأفكار والتفكير .. لماذا نمعن التفكير في شيء ونهمل الشيء الآخر .. لماذا نتابع دخان سيجارة أبيض ولا نتابع ترسباتها السوداء .. لماذا لا نفكر في المستقبل ونغرق في الحاضر ..
حين لا يوجد شيء أفكر فيه، أترك نفسي مع التسبيح والذكر، ففيهم متعة غاية في الجمال .. في نهاية كل دورة تسبيح أجد حلا لمشكلة عالقة في ذهني أو أمراً معقداً او حتى ابتكارا لشيء ما صعب عليَّ.
وحين لا أجد شيء أفكر فيه، قد أغرق في انسيابية جميلة لقصيدة بصوت عذب أغرق في معانيها وفي بعدها الذي يتدفق داخلي فيغسل سكون أنفاسي وهدوء تأملاتي ..
حين يتوقف التفكير نهائيا فهذا يعني توقف عقل الانسان عن عناق الاكسجين وفتح بوابات الخلايا للدماء النقية. نحن بحاجة للاكسجين ولنتوقف لحظات فقط لالتقاط جمالية المشهد في غروب شمس في مساء ربيعي غارق في الياسمين. لا تفكر لماذا كتبت آخر سطر، لا أعتقد أنه سيزيد شيئا سوى أنه يملأ الفراغ حيث لا أفكر في أبعد من سؤال!
التعليقات