لا أراكم الله مكروها فيمن تحبون، برأيكم كيف يمكننا تجاوز حالات الفقد المفاجئة لأشخاص أقرب لروحنا منا؟
كيف تتعاملون مع حالات الفقد المفاجئة؟
سؤال صعب جدًا حقيقًة ولا يُمكنني الإجابة عليه ولا أتمنى أن أجيب عليه، فلطالما فضلت الموت قبل كل عزيز عليّ حتى لا أذوق مرارة الفقد.
قبل فترة فتاة تخرجّت من الجامعة واحتفلت بتخرجها، وبعد فترة قصيرة من الحادثة توفيت الفتاة على إثر حادث سير. كنت أقول كيف سيعيش أهلها بدونها؟ هل سيكملون حياتهم؟ ولكن يبدو أن عامل الوقت لا أقول سينسي فقدان الأعزاء ولكن قد يلعب دورًا في التخفيف من مشاعر الحزن والفقدان لديهم.
والله هذه المرة الأولى التي أتعرض لها هذا السؤال حتى مخيلتي ولم تأتيني بمثل هذا السؤال، وبما أنه طرح وجعلني أفكر مطولا إستنتجت أنه قد تكون من أصعب المراحل التي أمر أعبرها في الحياة ولن يكون من السهل إطلاقا تجاوزها بسهولة
لكن دائما سأتذكر "إن لله وإن إليه راجعون" ، وكلنا سنًفنى في هذه الحياة وإن وجه الله وحده لباقي، فاللهم أحسن خاتمتنا يارب.
ليس من السهل تجاوز حالات الحزن المصاحبة للفقد مطلقا، فالحزن مثله مثل أي شعور عميق يحتاج وقتا و سيأخذ قطعة من روحك، حتى تتجاوزه و ستلازمك تلك الندوب، كتذكار من هذا الفقد.
لا يمكنني الا أن أقول لك اسمح لنفسك بعيش ذاك الشعور، وعبّر عنه بأي طريقة تناسبك، ابكي، اصرخ أو اكتب... خفف عن نفسك و فرّغ حزنك، لكن لا تقاومه ولا تحاول تجاوزه بسرعة، هو جزء من تجربتنا الانسانية، وأنا عشت هذا الشعور من قبل فلقد ماتت جدتي رحمها الله أمام عيني وانتظرتني وهي تنازع الموت لاسبوع وعندما حدثتها وقبلتها رحلت بعد دقائق من وصولي اليها، اذكر أنني بقيت هناك في تلك اللحظة لفترة طويلة، لكن الآن أشتاق لجدتي و أبكي لغيابها لكنني لا أعاني من ذلك، يستبدل ذلك الشعور المؤلم بشعور طمأنينة و حنين ممزوج بتعاطف واشفاق.
التعليقات