لكل منا دافع يجعله يسعى لمساعدة الآخرين، ورغم ذلك أجد أشخاص كثر يكون بإمكانهم المساعدة وبسهولة ويرجعون للخلف دون التقدم خطوة للمساعدة، حتى لو كانت خدمة إنسانية بسيطة، برأيكم ما هي الأسباب وراء ذلك؟
لماذا يمتنع بعض الأشخاص عن مساعدة الآخرين حتى وإن لم تكلفهم شيئا؟
الأمر أشبه بالمسامومة بالنسبة للعديد من الأشخاص يا صديقي. هنالك بعض النماذج النفسية تتخذ الأمر من باب الاستفادة، لا من باب تقديم المساعدة، حيث أنهم يرون أن المسألة برمّتها كعلاقة إنسانية ناضجة تقوم على أساس الاستفادة والتفاوض، وقدر الفائدة الذي سوف يعود علينا في إطار مساعدة الآخرين، إلى درجة أنني صادفتُ ذات مرة شخصًا ما كان صديقًا لأحد أصدقائي يتحدث عن فلسفته الشخصية في أنه يقدّم للآخرين شيئًا كي يجد مقابله، حتى في كلمة الشكر، وأنه لا يجد منفعةً في هذه المسألة إلا عندما تعود عليه كفرد. بالتأكيد هذه الفلسفة النفعية هي التي تدفع العديد من الأشخاص إلى التفكير قبل مساعدة الآخر، وهو أمر أراه مخجلًا في الحقيقة.
ربما السبب أنانيتهم المفرطة في ذلك، فهم وإن كانوا يريدون المساعدة تمنعهم رغبتهم في ألا يكون أحد أفضل منهم، على الرغم من أن هذه المساعدة ربما ستقدمهم خطوة، في حياتهم.
بالإضافة إلى أنهم لا يدركون عظم الصدقة، فالصدقة ليست فقط في المال، بل أيضا في التصرفات والأفعال، تمر عليّ أشياء كثيرة وأنا أمشي، أحدهم يطلب نقودا، آخر يطلب مساعدة لأدله على الطريق، آخر يطلب مساندة لمساعدته في قطع الطريق، وغيرها لكنني أرى أن هذه الأشياء صدقة عني، فأفعلها عن طيب خاطر.
بل ربما يسألني أحدهم عن شيء يخصه، مشورة أو شيء، فأقدمها حتى لو كان وقتي ممتلئا، فالإنسان ما هو إلا ذكرى.
للأسف التربية لها دور في تكوين الإنسان، وهذه الأنانية والمشاعر السلبية، نراها وقد تحققت في جميع الأشخاص الذين تربوا على الطمع وثقافة أنا ومن بعدي الطوفان.
الأنانية هي صفة لا يمكن إنكار وجودها في النفس البشرية، والتغلب عليها يحتاج الكثير والكثير من الصبر والتدريب عليها.
في أغلب الأحيان التي يرفض الناس المساعدة رغم مقدرتهم، يكون دافعهم الأنانية والخوف أن تصبح أفضل منهم لو ساعدوك!
ألوم المجتمع والتربية في الأساس على زرع مثل هذه الصفات في نفوسنا، فلم يخبرنا أحد أن القمة تتسع للجميع وأن جميعنا يمكننا أن ننجح ونصل ولا يقلل نجاحنا من نجاحهم أبدًا.
التعليقات