اطلعت على بحث علمي مؤخرا يدرس سلوك المرأة والرجل والاختلافات الجوهرية بينهم، ونتيجة هذه الدراسة هو أن النساء سيكونن أكثر توجهاً نحو المجتمع (نكران الذات) ، والرجال أكثر توجهاً نحو الفرد (الأنانية).
هذا هو البحث ولكن ليس مفتوحا للجميع، لكن يمكنكم الاطلاع على الخلاصة (abstract).
وحتى بدون البحث هذا ملموس جدا بالعلاقات تحديدا إن لم يكن كسلوك عام بالمجتمع، لذا أرغب بسماع آرائكم حول الأمر؟
ماذا؟!
بل على العكس تماما، النساء في الغالب يملن ناحية الأنانية والتفرد، والرجال يملن ناحية العمل الجماعي، وأعتقد أن هذا واقع مشاهد.
-------
ملحوظة: ما سأقوله هنا يمثل نسبة كبيرة من النساء والرجال حول العالم، وليس بالضرورة أن يكون الجميع بنفس الشكل.
------
الدراسات التي قالت ان المرأة أكثر كرما وتوجها من الرجل اعتمدت على معايير غير واقعية وغير منطقية، فمن ضمن الدراسات كانت تتبع كيفية قضاء الوقت لمدة 3 أشهر بعد الحمل، وكانت النتيجة ان المرأة تقضي وقت أطول مع الطفل أكثر من الرجل، وهذا منطقي بالطبع، لذلك تم توجيه النقد لهذه الدراسة واعتبارها غير علمية.
الدراسة الأخرى الشهيرة في هذا المجال، هي دراسة نسبة إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن المكافأة لدى الرجال والنساء، وقد وجد أن الهرمون لدى النساء يكون أعلى في حالات الكرم أو المساعدة منه عند الرجال، وهذا أيضا منطقي حيث أن الجهاز الهرموني وطريقة تفاعل المخ مختلفة بين الرجال والنساء.
ولكن الكثير من الإحصائيات التي تم إجرائها في أماكن العمل بين الرجال والنساء أظهرت تحيز النساء الكبير ناحية أنفسهن حتى ضد النساء أيضا، وليس فقط الرجال، في حين أن الرجال كانوا أكثر مهارة في العمل الجماعي والتعاون بشكل كامل.
-----
هناك مصطلح شهير في علم الاجتماع يسمى متلازمة ملكة النحل، ظهر في السبعينات نتيجة العديد من الدراسات التي تم إجراؤها على النساء الموظفات، ويشير إلى أن غالبية الموظفات يتعاملن بنقد شديد مع الموظفات الأخريات، ولا يسمحن أبدا بالمنافسة فيما بينهن بأي شكل كان، وقد يصل الأمر إلى أضمار العداوة بشكل فعلي بينهن.
------
في واحدة من أشهر التجارب في هذا المجال، والتي قامت بها جامعة هارفارد عام 2007 على 188 رجلا و 188 امراة، تم تقسيم المشاركين في شكل فرق على 3 مراحل، في التجربة الأولى كان كان المطلوب من مديري الفرق توزيع الثناء على زملائهم، وفي التجربة الانية والثالثة، كان يطلب منهم توزيع جوائز ومكافئات مالية على فرقهم.
والنتيجة كانت أن الرجال كانوا دائما اكثر منحا للمال والثناء من النساء بشكل كبير طوال الثلاث تجارب.
------
في عام 2014، درس الباحثون الاوراق العملية المنشورة في 25 جامعة مختلفة، ووجدوا أن الأبحاث التي قام بها الرجال كانت دائما نتيجة تعاون مع باحثين أخرين أو طلاب في هذه الجامعات، وهو ما لم يحدث على الإطلاق في الأبحاث التي قام بها النساء.
---------
يمكنني الاستمرار بذكر عشرات الدراسات الاخرى، وهي دائما نفس النتيجة، النساء في الغالب أنانيات، والرجال يفضلون التعاون وتقديم الدعم.
ربما هذا الأمر يعود للفطرة التي خلق الله بها المرأة، فهي تضع نفسها بعد أولادها، وبعد زوجها، وفطرتها هي أن تهتم بالجميع، وتحب الجميع.
لذا تبدو المرأة بهذه الشخصية.
أما الرجل فهو دائما يسعى في بيئة العمل، ويهتم لقضاء الأمور المادية، ولا يستطيع إظهار مشاعره بخلاف المرأة، التي عواطفها تبرز دائما.
لا أعتقد أن هذه الدراسة تتسم بالموضوعية حيث أنها بُنيت على أمثلة مأخوذة من أفعال الديكتاتوريين، وفي الأصل نسبة الحُكام الذكور على مر التاريخ أكبر بكثير من الإناث، ومع ذلك لم يخلو التاريخ من بعض الطغاة من الإناث.
وبرأيي أن صفة الأنانية ترجع للشخص نفسه وتكوينه، وأنها ليس لها أي علاقة بجنسه.
الأنانية مصطلح فضفاض نضع تحت مظلته مختلف أنواع السلوكات البشرية التي تغلّب مصلحة الذات على مصلحة الغير في مواقف مختلفة, وكما وضع الأخ أحمد دراسات تتحدث عن سلوك الرجال أكثر انفتاحا على المجتمع مقارنة بالنساء في بيئات معينة, هناك أيضا انفتاح للنساء أكثر من الرجال في مواقف وبيئات أخرى كالدراسة التي تفضلت بوضعها أنت.
بمعنى أنه في بيئة العمل ربما يكون الرجل أكثر عطاء من المرأة, في حين بالوسط العائلي ربما تكون المرأة أكثر عطاء من الرجل, وهذه المواقف بهذه الدراسات تبقى متأثرة بالأدوار الاجتماعية لكل جنس حسب كل بيئة.
لكن حسب نظرية الشخصية الأكثر اعتمادا وعلمية بأوساط علم النفس (السمات الخمس الكبرى للشخصية). والتي حاول العلماء أن تكون السمات المدروسة مرتبطة بالبيولوجيا وليس بالخلفيات الثقافية والأدوار الاجتماعية.
توجد سمة الوفاق أو القبولية أو agreeableness والتي تتضمن:
تحصل فيها النساء من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف الثقافات والجنسيات على نقاط أكثر من الرجل, لا توجد أي دراسة نفسية تتناول "القبولية" إلا وتحصل النساء فيها على نقاط أكبر من الرجال, إما بشكل طفيف أو كبير.
وهذا مثال:
هل الأمر فطري إذن؟ أم مكتسب؟ لا يمكن الجزم لأن مجال علم النفس لا حتميات ولا جزم فيه, فالنظريات تتطور كل بضع سنين. كما أن الدراسات لا تتبث أن المرأة بشكل عام أكثر قبولية من الرجل بل أن أعداد النساء ذات القبولية المرتفعة يفوق عددهن الرجال ذوي القبولية المرتفعة, مع وجود طبعا لنساء بقبولية جد منخفضة ورجال بقبولية جد مرتفعة.
التعليقات