هذا السؤال راودني مؤخرًا، هل حقًا يُمكن تبرير الانتقام؟ هل نغفر لِمن من يظلمنا؟ أم أننا يجب أن ننتقم ولكن بطريقة قد تكون اخلاقية؟ هل لديك حادثة أو قصة حول ذلك؟
هل يمكن تبرير الانتقام؟
أحب مقولة المهاتما غاندي حينما قال: "لا أحب الإنتقام، لأنني لا أستطيع أن أقضي عمري في الجري خلف كلب لأعضه، كما عضني"
في الحقيقة لست فقط أحب هذه المقولة، بل أتبعها في حياتي.
لذلك لا أسعى للانتقام، وليس في رأيي أن هناك انتقام أخلاقي، بل الأخلاق هي المسامحة، والمغفرة، وتفويض الأمر لله.
المقولة لها معاني عميقة، وبالفعل حين ستتبع كلبا لتغصه لأنه عضك هذا منتهى الغباء..
لكن الذي لم أفهمه هو نوع من التناقض، كيف تسامحين وتفوضين لله، أليس التفويض نوعا من عدم المسامحة، شخصيا الذي آذاني لن أنتقم منه، لكن لن اسامحه وسأتذكرها دائما، وأحاججه غدا يوم القيامة، وبالتالي لا حديث عن المسامحة، يكفي أن خلقي أن لا انتقام من أفعاله
رغم أني من الأشخاص المسالمة جدا ولا أحب فكرة الانتقام بشكل عام، ولكن حينما تعرضت للظلم بشكل مبالغ فيه قررت أخذ حقي ولن أقول انتقام ولكن السن بالسن والعين بالعين، وهؤلاء الأشخاص استغلوا أني مسالمة وأذوني بشكل كبير، وهناك أنواع تفسر سكوتك ضعف فتستمر بالضغط عليك لأنها متأكدة أنك لن تحرك ساكنا، ولكن عندما قررت أن أخذ حقي، أصبحوا يفكروا كثيرا قبل أن يسيئوا إلي، لو رأيت كيف يعاملونني الآن ستندهش، ولن أخفي عليك أنا أيضا مندهشة.
ذكرني هذا السؤال بمقال قد قرأته منذ فترة، وكان يناقش وجه الإختلاف بين العدالة والانتقام من وجهة نظر أستاذة في علم الجريمة، وكانت فكرتها تتلخص في أن العدالة هي دائمًا فعل إنتقامي، ولكن ليست كل الأفعال الانتقامية عادلة. ووضحت أن ذلك يرجع لأسباب عديدة، ومنها أن العدالة تكون في يد الدولة أو السلطة القضائية وليس الفرد، وتكون أيضًا مبنية على ضوابط عديدة تهدف للحفاظ على النظام والاستقرار، وليس تعزيز الفوضى.
وأضافت أنه لكي يُمكن تحديد ما إذا كان الانتقام مبررًا أم لا، يجب النظر إلى الدوافع والمشاعر المسيطرة على متخذي القرار في مثل هذه الحالات، والتي تكون غالبًا منحصرة بين الغضب والكره. وكان تحليلها يتلخص في أن الهدف من الغضب عادة يكون الرغبة في استعادة النظام وتغيير الوضع غير العادل عن طريق جعل الشخص يدفع ما عليه من ديون بسبب ما اقترفت يداه، وهنا يكون الانتقام له ما يبرره. أما الكراهية فعادة تكون هدفها هو إيذاء الهدف المكروه والقضاء عليه، وهنا لا يكون للانتقام أي مبررات.
الانتقام هو الحاق الأذى او الضرر بشخص ما كعقاب على الأذى الذي ألحقه بشخص آخر.
لا أجد ان رد الأذية بأخرى هو شي صائب. يتماثل الشخصين بفعل الأذية. ولا مبرر لها. اذكر فكرة الانتقام لدى القبائل "ثأر الدم" عندما يُقتل احد افراد قبيلة ما فترد القبيلة الأخرى بقتل شخص أو أكثر لرد الاعتبار.
البادي اظلم، هي افكار الجاهلية بحق لتبرير تصرف مخزي. جورج قرداحي في برنامجه المسامح كريم استضاف حالات مشابهة وسلط الضوء على آثار الانتقام. كالعيش بحالة خوف من انتقام الطرف الآخر.
التعليقات