المقولة ماخوذة عن فيلسوف صيني مشهور اسمه Lao Tzu
The wise man is one who, knows, what he does not know
الحكيم يعرف الامور التي لا دراية له بها فلا يتحدث فيها الا من باب التعلم والاستفادة من الآخرين ويعرف الامور التي يعرفها حق ويتحدث بها حديث المُعلم المتواضع ويعرف ان هناك امورا لازالت في ظلمات بحر العلم فهو لا يعرفها اطلاقا لا اسما ولا موضوعا.
والجاهل هو من يرى انه يعرف كل شيء ولا يعرف ان هناك امورا لا يعرفها.
الجاهل هو الإنسان الذي لا يعرف أنه لا يعرف: إنه يكون واثقا بشدة في نفسه، متعجرفاً ودكتاتور في آرائه، يفتي في أشياء لا يفقه عنها شئ ويجعل من نفسه أضحوكة.
مع زيادة الوعي والإطلاع والنضج والحكمة، يعرف الإنسان مدى ضخامة هذا العالم الشاسع، وأن علمنا من هذا العالم ضئيل جدا، كنقطة صغيرة من الماء في محيط. إن معرفتنا كلها هي حبات رمال ضئيلة في وسط صحراء شاسعة، لذا فإنك تعلمت، علمت أنك لا تعرف شيئاً.
وبسبب ذلك فإن الحكيم يعلم حدود معرفته، ويقف بتواضع أمام محراب العلم ولا ينسى محدوديته.
المقولة لها اسقاطات عديدة متعلقة بالوعي، تفسير الحدث واتخاذ القرارات على المستوى الشخصي والإداري ايضا.
عندما يواجهنا موقف معين. يتبادر لاذهاننا تلقائيا عدة احتمالات تفسر الموقف وتقودنا للتصرف حياله. تتضح اهمية الفكرة في المواقف التي تحتاج التصرف بسرعة والنتيجة تعتمد على اتباع قرارات سليمة. مثل التعامل مع حالات الطوارئ الطبية والحرائق.
الدراسات التي تم اجرائها على خبراء اطفاء حرائق الغابات في امريكا واستراليا قدمت معلومات قيمة عن طريقة اتخاذ القرارات في ظروف تتسم بعدم توفر معلومات كافية، متسارعة، خطرة ومع كل دقيقة هنالك عامل جديد يوفر معلومات جديدة.
خبير اطفاء الحرائق هذا يعتمد على محاكاة الواقع ذهنيا ومقارنته مع تجارب سابقة خاضها في اطفاء الحرائق لمعرفة مدى التشابه والاختلاف وما يترتب على ذلك من اتخاذ قرار مناسب. الحكيم هنا هو الخبير الذي يستطيع استقراء تسلسل الأحداث الناتج عن طريقة التعامل مع الحالة. يعلم تماما عندما يواجه موقف جديد غير مألوف يستدعي الحذر. هذا هو الفرق بين الحكيم المتمرس والمتدرب الذي لم يبني من المعرفة ما يمكنه من استقراء الواقع بصورة صحيحة.
صحيح تماماً وأتفق مع المقولة، ولكن لن أسمي الشخص الذي يدرك ما الأمور التي يجهلها بالحكيم، فالحكمة أكبر جداً من هذا التعريف، ولكن أسميه العاقل، فالعاقل هو مَن يعلم أنه لا يملك كلّ المعرفة، ويدرك أنه يجهل في بعض الأمور، وحين يدرك المرء منّا الأمور التي لا يعرفها ويجهلها سيسعى لزيادة ثقافته فيها -إن كانت من ضمن اهتماماته-، أو سيتجنب الحديث عنها من باب (لا تهرف بما لا تعرف).
لكنها تعتبر حكمة يا إيناس في نفس الوقت..
لنقل أن مديرك فوضك لعمل في إحدى المؤسسات الاخرى، كي تمثلي نفسك وشركتك، لكن فعليا حن درست الموضوع وجدت نفسك أن لا علاقة لك بالأمر، وأنك جاهلة في هذا، ولأنك تعرفين مالا تعرفين، اعتذرت وانحسبت منه، لكن زميلتك اعتبرته إهدارا للفرصة وطمعا في الترقية مفكرة أنه يمكن رغم جهلها أن تستمر وتواكب ذلك..
في النهاية تسببت في كارثة لمؤسستك، لدرجة أنه تم فصلها، هنا ألن يقول لك الجميع: إيناس كنت حكيمة في قراراك..
لأن هذا يتجاوز مسألة العقلانية إلى ما هي حكمة
حكيمة في قرارها، أيّ اتخذته بروّية وبمعرفة نقاط قوّتها ونقاط ضعفها فلم تعرّض نفسها/ مؤسستها للإحراج
هذا أمر قياسي لحالة، ولكن هل ترين عفاف بأنّ كلّ قرار حكيم نتخذه في حياتنا يمنحنا صفة (الحكيم)؟؟
طيب، مِن جانب آخر هل ستكون إيناس حكيمة بقرارها بالانسحاب لأمرٍ أدركت أنها جاهلة فيه (لكنها ضمنياً تعلم أنها لو حاولت فيه فستعرف عنه ويمكنها النجاح فيه)؟
والمشكلة في هذه المعرفة أنها ضمنية لا يمكن للآخر أن يدركها، ولا يدركها إلا صاحب العلاقة، ولذلك لا أعتبر علمنا بما نجهل يرفعنا لمنزلة الحكماء.
ما كنتُ أعنيه بردّي أنّ العبارة تقول (قيل ان الحكيم هو الذي يعرف ما لا يعرفه) فهل كلّ من يعرف الأمور التي لا يعرفها يستحق أن يكون حكيماً؟؟ طيب وإن كان لا يعرف الأمور التي يعرفها هل يفقد حقّه بذلك؟ وإن كان يعرف ما يعرفه ولا يعرف ما لا يعرفه هل سيكون نصف حكيم؟
المعرفة لا تضعنا بخانة الحكماء وإلا لكان أغلب سكان الأرض منهم.
لم ترقني من قبل الأقوال الفلسفية الخاصة بالصينين، أجد مصطلحات الروحية الخاصة بالطاوية، ثم من بين الأمور التي تجعلني لا أخذ بها، هي أن بعض الشخصيات فيها اصطدام بين المؤرخين، لنأخذ مثالا على لاوتزو العديد يطعن فيها أنها شخصية خيالية، لهذا ليس كل ما يقال قد يكون حقيقة أو حكمة..
رجوعا للحكمة نفسها، لم أفهمها وجدتها تضاد، يعني هل هنالك شخص يعرف ما لا يعرفه هو نفسه؟
بالعكس عفاف المقولات الفلسفية محفزة تثير انتباه القاريء لها، تحمل في طياتها معانِ بعيدة، تجعل الشخص يفكر بشكل عقلاني ومنطقي وموضوعي، هذه المقولة ذكرتني تمامًا بمقولة لسقراط وهي تقول:"الحكـمة الحقيقـية الوحـيدة هي معـرفة أنك لا تعـرف شـيئًا" بمعنى أن الشخص يعد حكيمًا عندما يعتقد أنه ليس حكيم، لاحظي جمال المقولة، وابعادها الواسعة.
فالشخص الحكيم هو من لا يقول على نفسه حكيمًا، والحكمة لا تأتي بسهولة، فلا حدود لها ، تركز على الأشياء الملموسة، فبالتالي تُلهم الشخص، فيبدو لي أن ما قصدته المقولة هو أن الشخص الحكيم هو الذي يرغب في معرفة كل شيء، وعندما يخطيء يقول أنه أخطأ، ويطلب هل من مزيد، أي يرغب في أن يحصل على معرفة أكبر وكلما تعمق في المعرفة أدرك مقدار ما لا يعرفه، وهذا على العكس تمامًا من الحمقى أو من يدعون أنهم يملكون المعرفة الكاملة حول كل شيء.
أنت حصرت نفسك في المقولة، هذا أمر جيد، لكن أنا من النوع الذي لا تهمه الحكمة بشكل سطحي وحسب، علي أن أعرف قائلها وأهتم به وبكل سيرته..
هذا يتنافى مع العديد من شخصيات الحكمة الصينية والآسيوية بشكل عام، تعمقت في وقت سابق بخصوص الثقافة اللآسوية والعديد من الشخصيات لم تكن حقيقة ونفى المؤرخون وجودها..
أنا هنا سألغي الحكمة بكل ما لها، مهما حملت، تبقى اعتبارات شخصية رهينة بكل شخص
التعليقات