كِليني لهمٍّ يا أميمة ناصب ** وليلٍ أقاسيه بطيءِ الكواكب

هذا البيت الشعري للنابغة الذبياني يلفت الانتباه بوضوح إلى فكرة دقيقة جدا هي الإحساس بالزمن، في مشهد يتحدث فيه عن حالته النفسية في ليلة طالت كثيرا جراء همومه وغمومه المُتعِبة. وفي هذا المشهد يبث لنا الشاعر إحساسه بحركة النجوم وهي تسير نحو الأفول ببطء وتثاقل شديدين.

ولعنا لا ندري هل كان الألماني ألبرت أينشتاين على علم بمثل هذه الإفادة الشعرية القديمة قبل أن يتوصل في نظريته الفيزيائية إلى أن الزمن هو محصلة لمؤثرات خارجية، فقد يتباطأ عندما نكون في حالة من الأسى والحزن والامتعاض، وقد يتسارع في حالات الانشراح والابتهاج والسعادة.

ليست فترات الارتياح وحدها تلك التي يمكن أن تُشعرنا بِشُحِّ الزمن ومروره السريع، بل إن الواجبات والأعمال الكثيرة تُشعر بذلك أيضا؛ إذ كلما كان برنامجنا اليومي حافلا يتوزع بين الأنشطة والالتزامات والدوام كلما أحسسنا بالزمن وهو يمر على عَجل، وكلما ملأ الفراغُ أيامَنا تباطأت الحياة.

وأنت ماذا عن تجربتك في الشعور بالزمن؟ وهل هناك أسباب أخرى تجعل من الزمن سريعا لديك أو بطيئا؟ وهل لديك تجارب ناجحة أو استراتيجيات ناجعة لتدبير الزمن وإدارته لصالحنا؟