إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

ربما قد مرّ عليك هذا البيت الشهير للمتنبي، أو ربما أبيات أخرى تحمل المعنى ذاته وتقدم الحكمة عينها، ليس كل ما نراه هو الحقيقة التامة، هناك حقيقة أخرى تختبئ خلف ما تراه عيوننا، حتى ذلك الليث فاغر فاهه، ليس بالضرورة أنه يبتسم، ربما تكون أنت وجبته القادمة !

إلى جانب هذه القيمة، يوجد اتهام من نوع آخر تواجهه الأبيات وهي احتمالية تشجيعها لسوء الظن والشك المستمر في الأشياء والأشخاص .. فهل وقع المتنبي في شباك سوء الظن حقاً كما يقولون؟

ماذا عن قول الشريف الرضي هنا :

إِذا أَنتَ فَتَّشتَ القُلوبَ وَجَدتَها
قُلوبَ الأَعادي في جُسومِ الأَصادِقِ

ألا يعزز الشك في الأصدقاء أم أنه مجرد اتهام مجحف بحق هذه الأبيات ؟ وكيف نميز شعرة الإختلاف بين الحذر وسوء الظن والشك برأيكم؟