تضاحَكَ مِنّا دهرُنا لعتابنا

وعلَّمَنا التمويهَ لو نَتَعَلَّمُ

هل تستطيع أن تستوعبَ هذا الانزياحَ الفلسفي في البيتِ؟

يمكننا أن نتصورَ بكاءَ الدهرِ، أو جفاف البحر إلخ...

 باعتبارها صورا مجازيةً، نؤلها إلى ما يتطابق مع المقام الذي تساق فيهِ، وهو مقام حزن (رثاء) غالبا. وهذا عائد إلى اعتيادِ الذائقة "الجمعوية" عليها في الشعر القديمِ، وتداولها في الشعر "الكلاسيكي"؛ لكن أن نرى استخفافا من الدهر، وهو الذي ينبغي أن يكونَ محايدا في حدثٍ ما، فإننا أمامَ منعرجٍ فني ربما يكون فريدا، وبعدا فلسفيا لا يستوعبُ إلا في تأمل عميق. أما الشطرُ الثاني فهو شيء يستحق الإمعان.

هذا النظرُ عند المتنبي شكل انطلاقةً حداثيةً قصوى، لعل الذينَ مبهرون، ومفتنون بالمعنى الضبابي في الأدب الحديثِ، المحتسبونَ أنهم مجددونَ؛ يتواضعون قليلا في هذا الفضاءِ الإبداعي.

بمَ تثري هذه الصورة (تضاحك الدهر)؟