كلنا سمعنا بصلاح جاهين، أحد رواد كتابة الرباعيات (بالعامية المصرية)، ومن أقواله: "الفنان يختلف قليلا عن المجنون، يختلف في أنه يستطيع أن يُدخِل الآخرين في عالمه الخاص بينما المجنون لا يستطيع".

غير أننا سنلاحظ عودة بداية كتابة الرباعيات لأوائل القرن الثانى عشر على يد الشاعر عمر الخيَّام، وهو شاعر فارسى وعالم فى الفلك والرياضيات.

فمن الفارسية دخلت الرباعيات كأحد فروع الشعر الجديدة إلى الشعر العربى، ووجدنا الكثير من الشعراء والمترجمون يحاولون شرح وتفسير رباعيات الخيام حتى الآن.

ولكن الغريب هنا، أننا لا نجد الكثيرين ممن حاولوا القيام بكتابة مثيلاتها أو مثيلات رباعيات جاهين بالعامية!

فهل هذا العالم الخاص الذى ذكره جاهين هو باب مغلق وكنز مدفون لم ينبش المزيد من الشعراء فيه؟

أشعر أن الأمر ينبع من صعوبة تكوين الرباعيات (أو الدوبيت) التى تأتى باعتبار القوافى فى صورة خمسة أنواع: الرباعى المعرج والخاص والممنطق والمرفّل والمردوف؛ ففى قِصَر تكوينها صعوبة نظراً لوحدة الهدف والموضوع، وتحقيق المعادلة الصعبة بالتركيز على نفس الرسالة وتوصيلها فى بيتين أو أكثر بقليل قد يمثل تحدى للكثير من الشعراء.

لا أعلم! فقد أكون مخطىء؟!

ولو لم يكن الأمر كذلك فإذن... لماذا اختفت الرباعيات؟!