لقد ضربتُ جذوري في تربةٍ لا ماءَ فيها ولا هواء،تربةٍ من "التابونِ"السامّ،مددتُ فيها حياةً كاملةً فأهلكتني،لم أتوقف عن النمو البطيء فيها،فصرتُ أفرزُ لها الحُب،السخاء في العطاءِ،الصبر على نضوبِ الودّ وحالة الجفاء،أحاولُ أن أعيشَ تحت هيمنةِ السمّ ولكنْ المهم عندي أنني في ظلّها،أحترزُ الفتكَ مرةً وأتجرّعهُ مرّاتٍ،تموت محاولاتي وأنعشُها بالأملِ ،تقول أعصابي كفى وباللهِ و واللهِ وتاللهِ لقد تعبنا من التعبِ فمتى يُدركنا نصيلَ القدرِ من ضرباتِ الصبرْ،فدمعتُ دمعةً بطعمِ الحنظلِ بل وأكثر تأجيجًا منهُ ومرارةً
،بها قهرًا و لفحة من نارٍ عنيدة،حزنتُ على سوءِ الضيافة،فأنا المقيم الذي لا ينوي الإرتحال،ولكنهُ كريمًا وأصيل الشِّمال،أنا التي تبسطُ قلبها في الحبّ لم أعرف في عمري شكل المكيال.
بعد مشاورةٍ مابين عقلًا مستبدًا رافضًا فكرة الذُّلة وقلبًا مستعصمًا بعروةِ البقاءِ،قررتُ أن أمضي في أرض الفلاة أبحث عن واحةٍ تحتوي عروشي،وتعطيها جلّ العوض
و ترسلُ فيها خصوبةً و حياةً ماقبلها
وما بعدها حياة.
R. A. T