سنواتي التي ضاعت بلا فائدة كيف لا اندم عليها؟


التعليقات

أولا أنت مازلت شابة! تحسين أنك كبرت والكل سبقك! عذرا ولكن سبقوك إلى ماذا؟ سبقوك إلى الفردوس الأعلى وجنة الخلد؟ لا تدعي معايير المجتمع المصطنعة تفرض عليك شعورا بعدم القيمة! فقط لأنك لم تحققي ما يعتبر إنجازا في أعين الآخرين، لا يعني أن حياتك تافهة, مجرد عيشك بسلام وصحة هو بحد ذاته إنجاز عظيم، بل وترف لا يحظى به الكثيرون.

عقلية السباق هذه والمقارنات هي التي تدخل الإنسان في حالات الكآبة وعدم الرضى, لن تستطيعي تخطي حزنك لأنه ليس موضوعيا بل نابع عن مقارناتك بمن حولك, وحتى لو حققت ما ترينه أنت إنجازات وترقيت في سلم المجتمع ستبقى عقلية السباق والمقارنات تلاحقك, وستقارنين نفسك بوسطك الاجتماعي الجديد, لو صرت برلمانية سينتابك الحزن لأن معارفك الجدد تحولوا وزراء.

عليك أن تكوني ممتنة وسعيدة بما عشته ولا أظن أن الأربع عشر سنة التي عشتها خالية تماما من أي إنجاز, حاولي أن تخطي في ورقة الإنجازات التي حققتها في هذه السنوات, مازلت تتمتعين بصحتك مثلا, مازالت علاقتك جيدة بأسرتك ومحيطك وليس لك عداوات...أمور كهذه هي في الأصل إنجازات ولكننا نهملها ونلهث وراء الإنجاز المادي المحض.

حكيم يا جواد

كلامك لامسني ... وانا كنت متدايق من موقف حصل معي البارحة ...

فرج الله كربك وكرب كل إنسان.

لا يوجد سن معين لبدأ أي شيء يريد الإنسان أن يفعله، هناك أشخاص بدأوا سعيهم منذ سن صغير وظلوا سنوات بدون تحقيق ما يريدوه، وهناك أطفال أصبحوا مليونيرات و رواد أعمال قبل أن يدخلوا مرحلة المراهقة حتى، وهناك فنانين ومشاهير لم يذاع صيتهم أو يحصلوا على التقدير الذي يريدوه إلا وهم في منتصف العمر، ومنهم من لم يتم تكريمه إلا بعد موته، فما أريد أن أوصله لك أن السن ليس معيار لتحقيق أي نجاح، أنت تحتاجين فقط للبدء ووضع أهداف تريدين أن تحققيها لحياتك وادرسي مدى واقعيتها ومناسبتها لحياتك، وارسمي لنفسك شكل الحياة التي تريديها لتعرفي إذا كانت هذه الأهداف ستساعدك على تحقيقها أم لا.

أن تبدأ متأخرا خير من ألا تبدأ.. إذا استمررتِ في هذا الحزن فغدا ستندمين انك ضيعت اليوم في الانشغال بالحزن بدل البدأ أيضا، آمني أن لكل شيء وقتا مناسبا قدره الله وانطلقي،

الحافظ عيسى بن موسى غنجار والحارث بن مسكين رحمهم الله وغيرهم الكثير طلبوا للعلم على كبر سنهم (أكبر من سنك الان) وقد صاروا علامّة مخلدين في التاريخ، إن كُتِب لك أثر فسيقع ولو بعد حين، فانفضي عنكِ غبار الحسرة

لا يفضل التفكير في تلك السنين كسنوات ضائعة، حتى الطرق المهدرة والعادات السيئة التي أضاعت كثير من الوقت لنا، أرى أنها ساهمت في تكوين شخصيتنا وخبرتنا الآن، وساهمت في تشكيل الجزء الواعي فينا المستعد للتغيير الآن، لا أعرف تقريبًا شخصًا واحدًا بدأ مرحلة مراهقته وعشريناته وهو مقرر ما ينبغي فعله ومتجنب لكل مضيعات الوقت، مازال الوقت مبكرًا والمهم أن الرغبة والقدرة موجودة.

طالما أنتي على قيد الحياة فهناك وقت وفرصة، لذلك ابتعدي عم مسألة الوقت، توقفي عن مقارنة نفسك مع الغير، لكل واحد منا قصة ودوافع ومسار فردي.

ولكن بالنسبة للرغبة في التخلص من الشعور بالندم على السابق فأنصح بعدم التجاوز، اجعلي الأمر يكون دافع لأن لا تتوقفي أو تحبطي وتضيع منك سنين أخرى

  • النبي صلى الله عليه وسلم جاءته البعثة وهو في سن الأربعين
  • صالح بن كيسان - من كبار التابعين - بدأ في طلب العلم وعمره 70 سنة.
  • بدأ ابن الجوزي - العالم الكبير - في علم القراءات وهو في الـ 90 من عمره.
  • بدأ الإمام الكسائي - إمام النحو والقراءات - في طلب العلم وعمره 40 سنة.
  • دراسة مهمة قامت بها Harvard Business Review عن متوسط أعمار روّاد الأعمال الناجحين، وكانت النتيجة هي: 45 سنة.

قالوا قديمًا: العمر مجرد رقم. لا يوجد وقت للبداية، لكن المهم أن يبدأ الإنسان، وعندما يبدأ عليه باتباع خطوات مدروسة أو محددة مسبقًا، ولا يدع نفسه للظروف.

البكاء على اللبن المسكوب لن يرجعه للكوب مرة أخرى. فنحمد الله على الانتباه في هذا الوقت، ونبدأ بخطوات جادة لتحقيق ما نريد، والله الموفق والمستعان.


انصحني

مجتمع لطلب النصائح في مختلف المجالات. ناقش واطرح استفساراتك، واحصل على مشورة. تواصل مع أعضاء آخرين للحصول على أفكار وحلول تساعدك في اتخاذ قراراتك.

39.4 ألف متابع