مدمنة جداً على الهاتف و النت و لا اتركه الا وقت النوم و الأكل و العمل رغم اني اتابع كل ما هو مفيد على اليوتيوب و وسائل التواصل الاجتماعي و قراءة الكتب في الهاتف و تعلم اللغات فكيف اتخلص من هذا الإدمان؟
التخلص من إدمان النت و الهاتف
لا أفهم الحقيقة رغبة الناس في التخلّص من إدمان الموبايل هل هي نابعة فعلاً من عدم رغبتهم في إضاعة الوقت أم أنّ المسألة هي محض التخلّص من عادة سيطرت علينا كبشر وهناك إيغو يرفض أن يكون غير مُسيطر عليه، بالعموم في الحالة التي طرحتيها حضرتك أنا أنصح أن لا تتركي إدمان هذا الموبايل أبداً، فهو يشكّل بالنسبة لي أمرين لا يمكن الاستغناء عنهما، حاجتين أساسيتين مستمرتين للإنسان، وهاتين الحاجتين هما رغبته في التعلّم وتحصيل المعرفة وهذا أمر موجود بشكل غير طبيعي ضمن هواتفنا حالياً وهي متصلة وعلى صلة وثيقة بالإنترنت، والحاجة الثانية هي حاجتنا إلى المال، جميعنا يعرف بأنّ هذا العصر ماله ليس بالخزائن والشركات، بل هنا على المواقع التي نعمل بها ولصالحها وبالمنصات التي تخدمناـ لذا لا أعتقد بأننا فعلاً قادرين على التخلي عن هذين الأمرين بسهولة، وما أعتقد أننا يجب أن نقوم به في هذا الصدد هو ترشيد الإستخدام لا الانقطاع والتقليل جداً من عملنا على هذه الأجهزة في شقوقها الثلاثة، الترفيه والتعليم والعمل.
أظن أن الكثير منا لا يفضل أن يكون عبدًا لعادة ما، أو مدمنًا عليها في مصطلح آخر، وقد ترى بالفعل الكثير من الناس يتمرد على الروتين ليصل إلى درجة أن تكون إرادته أقوى منه، وبالتالي يتحكم هو في الأشياء لا هي، لذا غالبًا ما نرى من يريد التخلص من إدمان عاد أو فكرة أو نشاط، وهذا أمر طبيعي للعديد من الأشخاص الذي يفكرون خارج الصندوق في التعامل مع مجريات الحياة وتسييسها لنا.
لكن التخلّص من إدمان الهاتف لدينا يرتبط بتسليب الشيء، فتشعرين أن من يستخدمون هواتفهم الأن في هذا الوقت يشعرون بأنهم يضيّع ن أوقاتهم على أمور لا معنى لها وأن عليهم أن يتخذوا إجراءات رادعة لهذا السلوك للتخلص منه! برأيي هذا أمر مبالغ فيه وبأن القيمة التي تضعها هذه الهواتف في حياتنا فكرياً ومادياً أمر لا يمكن تخيله حتى
ألا تظن ضياء أن النظرة السلبية لهواتف هي ما شكل لدينا الشعور بالذنب والرغبة بالتخلص من هذه العادة، حتى أن الأمهات في كل مكان بالعالم إذا شكوت لهنّ ألم عينيك أو وجع مفاصلك أو إرهاقك العام فإنها ستخبرك أن الهاتف هو السبب، في سنوات مضت انتشرت كثيرًا الحملات الرادعة لاستخدام الهاتف المحمول، وإن كان علينا تقنين استخدامه بالطبع وتقسيم مهام يومنا بشكل فعال فالمبالغة تحيط بنا من كل جانب.
لقد كنت من أكثر الناس إدمانا للهاتف وكان أغلب الوقت الذي أقضيه في أمور غير مفيدة للأسف حتى مع العمل كنت أحمل الهاتف كلما سنحت لي فرصة. وفي هذه الآونة خففت كثيرا من هذا الإدمان بطرق كالآتي:
- الالتفات إلى العلاقات الاجتماعية بشكل أكبر من مقابلة للأصدقاء والاجتماع بهم وزيارة الأقارب والتعرف خلال ذلك على معارف جديدة.
- حددت بعض الأوقات التي أستخدم فيها الانترنت أيام العمل وقللتها.
- وقت الأجازات والفراغ بجانب الخطوة الأولى جعلت أغلب الأوقات فيما هو مفيد من نشر علم أو تعلم شيء جديد.
- حاولت ألا أكون وحيدا قدر ما أستطيع فالمكوث وحيدا يجعلنا أقرب إلى ضياع الوقت على الهاتف.
وفي حالتك لي بعض النصائح المحددة وأولها:
- قراءة الكتب الورقية كلما كان ذلك أيسر.
- محاولة تنفيذ ما تعلمته من هذه الكتب أو مقاطع اليوتيوب مباشرة وقضاء أطول فترة في ذلك.
- وبالطبع أخذ الخطوات أعلاه بالحسبان.
في وقت اصبح فيه الهاتف من الضروريات او يمكن حتى اعتباره احد اعضاء الجسم لاننا في كل وقت نستعمله، صعب جدا التخلص منه او استعماله في وقت اقل، ما وجدته انا هو ان الجلوس مع الأصحاب في جلسات مفيدة يقلق من الادمان بحيث يكون هناك تفاهم على عدم استعمال الهاتف طيلة الجلسة و بالتأكيد ستجدين نفسك في مواضيع شيقة فيما بينكم بعيدة عن الهاتف لمدة اكثر من ثلاث او اربع ساعات، يمكنك تجربة ذلك مع العائلة ايضا و هكذا تبدأ فكرة التخلص من الادمان.
طالما أنك تستفيدين من وقتك عليه لماذا تريدين التخلص منه؟ أنت تستغلينه بالشكل الصحيح ولا تضيعين وقتك عليه، ومن ثم تستطيعين أن تستفادي من كل شيء جديد تتعلميه، فاللغة الجديدة التي تعلمتها وتتقنيها يمكنك أن تعلميها لغيرك وتستفادي من ذلك كعمل يأتي لك بمزيد من المال، وهنا لا أرى تأثير ضار للهاتف عليك سوى أنه ربما يأخذ من حياتك الاجتماعية ولا يجعلك تتواصلين مع الآخرين بالشكل الكافي، والحاجة في التواصل مع الآخرين ضرورة يشعر بها كل إنسان، فإذا كنت تفضلين قضاء وقتك على الهاتف بدلا من الآخرين فالمشكلة ليست في الهاتف نفسه ولكنها لديك، وإن لم يوجد هاتف ستشغلين نفسك بأشياء أخرى، فالأفضل تحديد ومعرفة أسباب تفضيلك له حتى تعملي على حلها.
مع عدم اقتناعي بأهمية ترك الهاتف الذي يؤدي لنا عشرات المهمات اليومية، والذي تتركينه عند الوقت والعمل والنوم، وهو أمر جيد في نظري، سأقترح عليك، أن تخصصي وقتًا للرياضة وآخر للتواصل مع عائلتك وغيره لممارسة هواية غير إلكترونية مثل القراءة أو الكتابة أو الرسم أو التأمل أو التسوق أو غيره، وبهذا ستحصلين على المزيد من الوقت في أمور مهمة أخرى ولها قيمتها في حياتك وستقللين من فترة استخدامه.
أرى أنك على الأقل تستخدمينه فيما هو مفيد مثل تعلم اللغات وقراءة الكتب، وأرى أن الحل هو فقط تنظيم وقتك ليس اكثر، فعلى سبيل المثال:
- قضاء وقت أطول مع عائلتك او اصدقائك
- استبدال الكتب الإلكترونية بورقية فتجنبك الهاتف مدة أطول
- يمكن تحميل بعض البرامج التي تغلق جميع تطبيقات الهاتف لوقت محدد او شبكة الانترنت
- قضاء 10 دقائق على الأقل في اليوم في التأمل فقط دون حتى كلام
- يمكنك شراء بعض الكتب الأجنبية وتترجميها من خلال قاموس وليس من خلال برامج، هذا يعتبر أكثر مشقة ولكنه ممتع
- تحديد وقت معين للأكل أو للنوم وتجبري ذاتك على الالتزام به
التعليقات