السلام عليكم ...بعد تجربة حياتية قاسية في حياتي تعرضت فيها لصدمة نفسية قاسية من أقرب الناس لي و بعد مراجعة حياتي و التجارب التي مررت فيها و كان موقفي فيها ضعيف اتجاه خداع الناس لي و محاولتهم استغلالي و الحصول على شفقتي و هم لا يستحقونها انفتح عقلي و ادركت كم كنت ضعيفة و ساذجة فقررت التغير للافضل أصبحت اقوى و لا أعلم احد يحاول استغلالي و خداعي و اقول لا عندما اضطر لرفض كل من يحاول استغلالي إلا أنني اشعر بالشفقة أحياناً عليهم لكن لا أترك ذلك يأثر على موقفي أن احسست أنهم فعلاً يستغلونني رغم احتاج الأمر سنوات طويلة حتى استوعب ما يحدث معي و أصبح اقوى و ابقى طيبة فقط مع من يستحق و اشعر أنه يستحق لكن كيف اتخلص من السوء الذي ينتابني احياناً أن اشفقت على من لا يستحق؟
كيف لا اشعر بالسوء؟
هذا أمر طبيعي يا صوفي، كلنا قد نشعر بالأسف تجاه الاخرين حتى لو لم يستحقوا، لأننا هنالك لدينا خصيلة التعاطف والطيبة.
بالتسبة لموضوع كيفية التخلص من هذا الأمر يتوقف على السبب الذي جعلنا نشفق على الآخرين ونشعر بالأسف تجاههم ، لذا برأيي يجب أن نفكر بطريقة ايجابية في التعامل مع مثل هذا الأمر، و إدراك بأن الألم هو جزء لا يتجزأ من حياتنا
الأمر يحتاج منك تركيز عالي جداً، تأمّل بكل تصرّف مع كل شخص جديد أو كل مقابلة ونقاش مع أي أحد، أثناء هذا التركيز عليك دائماً تحدّي معتقداتك وقناعاتك، لا تقولي كل ما تفكّري فيه، ولا تغيّري تعاملك بناءً على مشاعرك بل بناءً على ما تقتنعين بقلبك فعلاً، الأمر صعب ولكنّه ممكن بالتركيز الشديد، هل أنت متأكد من أن الشخص لا يستحق شفقتك؟ ربما تضع افتراضات عنهم بناءً على تجاربك الخاصة، خذ بعض الوقت لتحدي معتقداتك ومعرفة ما إذا كانت هناك طريقة أخرى للنظر في الموقف سواء بشكل إيجابي أو سلبي، أي لا تضعي نفسك أصلاً على أي ضفة أو حكم مسبق، كل حالة بحالتها.
هناك تمارين يُمارسها مدرّبي اليوغا الممتازين، اسمها تمارين اليقظة وهي ممارسة الانتباه إلى اللحظة الحالية دون إصدار حكم، يمكن أن يساعدك هذا في التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك وبدرجة أقل على الجوانب السلبية للآخرين، أي أن تتعاملي مع الحياة كما هي فعلاً لا كما في أفكارك، جرّبي هذه الأمور بصدق وأعتقد أنّها سيكون لها تأثير إيجابي على حياتك.
أسوء ما في الإستغلال، أننا في غالب الأحيان لا نلحظه، فالأمر ليس حكراً عليك ولكن أساليب البشر في إخفاء نواياهم وأهدافهم ناجحة بل إبداعية، بالنسبة لي أرى أن الحل هو في أن تدركي بأنكِ لست المخطئة في شفقتك ومشاعرك، لست مخطئة لأنك كنت جيدة معهم، بل هم مخطؤون في استغلالهم لك وسوء نواياهم، حاولي أن تكافئي نفسك على ما قمت به من خير معهم، اشكريها على ما كانت عليه وعلى ما أصبحت عليه، ليس الخطأ في أن تمنحي طيبتك لمن لا يستحق، فأنتِ حينها ربما كنتي تظنين أنه يستحق، وليس خطأً أيضاً أن تصبحي أذكى عاطفياً، لذلك لا تثقلي نفسك بأحمال الماضي .. لا جدوى من ذلك .
مشكلتنا أننا نعيش في عالم تتردد فيه شتى العبارات في جلد أصحاب النوايا الجيدة والطيبين، بل يتم تصويرهم دائماً بأنهم الحلقة الأضعف، الأغبى والمُلامين في كل ما يصيبهم، لذلك في لحظات كثيرة نشعر بأننا بحاجة إلى التوقف عن التصرف بودّ مع الآخرين، نبدأ في تصنيف نوايانا الجيدة بأنها ضعف لابد من النجاة منه، وإذا ما تعرضنا لإستغلال أو خداع نقسو على أنفسنا بأسوء العقابات ونضحك مع الآخرين على حماقتنا .
أولًا: تأكدي أن المواقف والأشخاص في حياتنا عبارة عن "رُسُل"، وُجدوا في حياتك لتنبيهك على رسالة معينة كان يجب أن تعيها، ولن تعيها إلا بالمواقف والتجارب المؤلمة الصادمة، التي فعلاً توقظ الإنسان من غفلته.
كوني ممتنة لهذه التجربة، لأنها جعلتك أوعى وأرقى، هذا الألم الذي يحمل في طياته النضج والوعي، سيقودك إلى ما هو خير، ولكن بشرط أن تكوني متيقظة للرسائل الربانية في حياتك.
الذي يستغل يستغل لأننا نسمح له بذلك، كلما زاد وعيك زاد استحقاقك لنفسك، نحن المسؤولون عما يحدث لنا.
كيف لا اشعر بالسوء؟
أمر تعلمته في حياتي وهو وزن الناس بمكيالهم مع المحافظة على أخلاقي وقيمي، لابد أن أكون طيبة وقوية في نفس الوقت، أعرف متى أقدم الخير ولمن أقدمه وكيف أقدمه، لا اكون سهلة الاستغلال خاصة مع الاستغلاليين، صريحة وعندما أرى اشخاص استغلاليين أجد نفسي أبتعد عنهم واستثقل البقاء معهم حتى وان كانوا أقرب الناس لي.
التعليقات