المشاكل القديمة التي كُنا نسمعها صغاراً في المسلسلات والأفلام والأغاني اليوم أتعرّض لها تقريباً بذات الطريقة وأنا كبير في العمر، وأنا شاب وهو أنّ أمي تتدّخّل تقريباً في كل شيء، في شؤون زوجتي وأطفالي وكل شيء بطريقة سلبية،ولذلك سؤالي: هل من غير الأخلاقي أن أطلب من أمّي عدم التدخّل في شؤون زوجتي وأطفالي سلباً؟
هل من غير الأخلاقي أن أطلب من أمّي عدم التدخّل في شؤون زوجتي وأطفالي سلباً؟
هذا الأمر لا يحل بالمواجهة المباشرة حتى لو كانت بكلام لين ولطيف ، أنا دائما ضد المواجهات مع الوالدين ، وتوجيه أي لوم لهما حتى لو بشكل غير مباشر ولو بدا بأسلوب لطيف ،تصرفاتك هي الفاصل ، قد يكون دافع أمك للتدخل هو لفت الإنتباه للمزيد من الإهتمام العاطفي ، تصرف باهتمام أكثر ، إحرص أن تشعر أن مكانها محفوظ ولا أحد ينازعها فيه ، نصيحتي المرأة عموما سواء كانت أما أو زوجة تفهم لغة الإهتمام والإشباع العاطفي وتتجاوب معها أكثر من أي شئ ، ولكن انتبه .. تصرف بذكاء وتلقائية فمن السهل جدا ان تفهم والدتك أنك تتصنع الإهتمام ، إحساس المرأة دليلها دائما وخاصة الأم ، وكلما كبرت في السن زادت حساسيتها ، الأمر يحتاج الإستمرارية والصبر ، فقد تحتاج لوقت طويل حتى تلاحظ أن هناك تقدما . وشئ آخر قد يساعدك ، ليس من الضروري أن تعرف والدتك كل ما يتعلق بأمور بيتك وأطفالك ، حاول أن تبعد حياتك الخاصة عن نظرها ، لتتجنب تدخلها المستمر . ولكن أؤكد أن من حقك وحق زوجتك أن لا يتدخل أحد في حياتكما ، بل من أكبر الأخطاء.
وتوجيه أي لوم لهما حتى لو بشكل غير مباشر
ألا تعتقدين حضرتك أنّ هذه المثالية مُضرّة بعض الشيء في إنشاء علاقة حقيقية بين الابن وامه؟ لإن بهذا المنوال الذي تطرحينه حضرتك سيغيب الصدق بكل تأكيد وبالتالي ستحل أمور أخرى مكانه، على الأقل سنصرف من رصيدنا العاطفي إلى أن ينفذ، أليس كذلك؟
ليست مثالية ، لم أقل أنك يجب أن تتنازل عن حقوقك وحقوق زوجتك لإرضاء والدتك حتى لو كانت غير محقة ، بالعكس حتى الأم والأب هناك حدود يجب أن يتوقفوا عندها ، الفكرة أنك قد تستطيع الحد من تدخلاتها دون أن تضطر للمواجهة ، المواجهة قد تترك أثرا سيئا بدلا من حل الأمور خاصة إذا كانت أمك ليست من النوع المتسلط ، أنت أدرى بطبيعتها ، فليست كل دوافع الأمهات في التدخل واحدة ، وكل نوع يعالج بشكل مختلف ، قد نحتاج فعلا للمواجهة عندما تكون الأم متسلطة وتدفعها الغيرة لإثارة المشاكل ، وتعتبر أن ابنها وزوجته وأولاده ملكا لها ، تستخدم رضاها وغضبها سيفا مسلطا على رقابهم لتحصل دائما على ما لا يحق لها ، هذا النوع يخلق مشاكل معقدة جدا ولا ينفع معه إلا المواجهة المباشرة .
الفكرة أنك قد تستطيع الحد من تدخلاتها دون أن تضطر للمواجهة
أناقشك بموضوعة المثالية لإنني قد سمعت أكثر من مرّة هذا الكلام، أنّه يجب أن لا تواجه، وأنا أفكّر الآن مليّاً تبيّن لي أن كل من كان يقول لي لا تواجه لم يقترح لي خطّة بديلة، خطّة خالية من المواجهات تماماً، فهل لدى حضرتك أي تأشيرة بخصوص هذا الأمر على اعتبار أنّك أيضاً ميّالة لعدم المواجهة؟
شخصيا أعرف تجارب قاسية حقيقة في هذا الموضوع الشائك ، هو معقد لدرجة انك لا تستطيع أن تقول هذا هو الحل ، في هذه الأمور كل حالة لها أسلوب مختلف للتعامل معها ، تصرفات الأمهات بهذا الشكل تختلف دوافعه من واحدة لأخرى ، ودوافعها هي التي تحدد طريقة التعامل معها ، يعني غالبية الأمهات يشعرن بالغيرة عند زواج ابنها ويصعب عليها فكرة أن هناك من جاءت وأخذته منها ، وخاصة في الفترة الأولى من زواجه ، ومشاعر أخرى كثيرة ...غيرة ..شعور بالوحدة .. نقص عاطفي وغيرها الكثير ، الفيصل هنا ، هل تستجيب الأم لهذه المشاعر وتبدأ بالتحرك والتعبير عنها بشكل مؤذي تقصد فيه مباشرة تنغيص حياة ابنها والنكد المستمر والتدخل الذي يقصد به هدم خصوصية حياته لتسهل السيطرة عليه وعلى زوجته ، كل هذا يقود في النهاية لهدم بيته ، وهي تعرف أن النهاية ستكون كذلك ، هذا النوع لا بد من المواجهة معه ووضع حد لتدخلاتها .
أما النوع الآخر فتكتفي بالتعبير عن هذه المشاعر بتصرفات مزعجة ، للفت الإنتباه ، قد تتمارض ، قد تبكي بدون سبب وجيه ، قد تكون كثيرة الشكوى ، وتحاول التدخل لإثبات استمرارية وجودها ومكانتها ، هنا برأيي ما نسميه بالعامية ( المسايرة ) ، وبعض التغافل ، وكلمتين حلوين وهدية بسيطة ، والأخذ برأيها إذا كان هذا لا يؤثر على عائلتك والموضوع ليس جوهريا أو خاصا إلى حد كبير .
في النهاية حاول أن تعرف دوافعها لما تفعله ، وبعدها تقرر الطريقة المناسبة .
في النهاية حاول أن تعرف دوافعها لما تفعله ، وبعدها تقرر الطريقة المناسبة .
أحب هذه التأشيرة فعلاً حيث تحوّل أمي إلى خصم "إن صحّ التعبير طبعاً" يجب أن أدرس دوافعه لأقوم بالرد بطريقة مدروسة ولكن المخيف في علاقة مثل هذه وتعاملات كهذه أن أمّي قد تكون دوافعها صادقة 100% وبالتالي هذا الأمر سيصعّب علي الأمور كثيراً، إذا كانت دوافعها صادقة في حمايتي ورعايتي فسيصعب عليّ الرد بكل تأكيد.
الامر يعتمد على نوع التدخل وشدته وتكراره بعد وضع الحدود الاولى بعد اول امتعاض او خلاف او تبين مشاعر سلبية، اذا كان الوالدان يحتمان حدود الاولاد لكن يحبان تقديم النصح بطيب نية فيجب تقبل الامر بسعة صدر.. في حين لو تم التعامل معك بإلزام وتسلط يستلزم الطاعة في امور تزعجك ولا تريدها فعليا فهنا يجب وضع حدود صارمة تعبر عن رفضك لهذا الامر.
مع الاسف الكثير من الاباء تربوا على التسلط وتملك الاولاد وفرض الطاعة بدل الحب وهذا غير مقبول تربويا ولا اخلاقيا، لكن يجب اولا تبيين قلقك على حدودك وعلى طريقة معاملتهم، فإن احترموا الحدود فجيد، وان لمزيحترموا فهذه مشكلة ونحتاج وقفة صارمة على حقوقك.
احترام الحدود حق وجودي لا يسقط بالقرب او بالصلات الحميمة، حتى لو كان الوالدان او الابناء او الازواج...
أتفق معك تماماً استاذه خلود، ولكن كيف يمكنه أن يوضح ذلك لوالدته بصورة جيدة ولا تسيء فهمها لأن الفروق العمرية قد تحدث خلل في التواصل بعض الأحيان وفهم بعض الأمور مثل احترام الحدود في ظل الطريقة التي تم تنشئة معظم الأفراد ومن بينهم الوالدين ؟
ولكن كيف يمكنه أن يوضح ذلك لوالدته بصورة جيدة ولا تسيء فهمها لأن الفروق العمرية قد تحدث خلل في التواصل بعض الأحيان وفهم بعض الأمور مثل احترام الحدود في ظل الطريقة التي تم تنشئة معظم الأفراد ومن بينهم الوالدين ؟
هذا بالفعل هو العقدة الاساسية في الموضوع كله، وهو كيفية التواصل مع الوالدين خصوصا اذا كان هناك شحنة سلبية من احد الطرفين.
الطريقة الأصح في رأيي هي بناء حوار عاطفي وترك المحاججة والحوارات المنطقية جانبا، يجب ان يكون الحوار حميمي ويكسر كل القيود المعرفية بين الطرفين ، مشكلنا نحن الابناء اننا ندخل في نقاشات معرفية وعقلية بالغة التعقيد على عقول آبائنا مع انها تبدو لنا عادية جدا ، لكنهم لا يوسعبونها بفعل فرق الاجيال والمعرفة، لكننا نحاسبهم على جهلهم ونبنى مشاعر سيئة تجاههم بناء على ذلك، فنحن الشباب نلزمهم باحترام حدودنا وحريتنا وهم لا يعرفون اصلا معنى الحرية التي نبحث عنها، لا يمكن لامك الان ان تفهم ان ولادتها لك يمكن ان تكون فعل سلبي ربما، خصوصا اذا كنت شخص يرى بان الانجاب له قواعد ومحددات وان الامومة والتربية تحتاج الى اكثر مما يقوم الاباء بإعطائنا ، لكن هي لا تفهم هذا بل تعتبربأن اكبر بطولة في حياتها هي عندما انجبتك وتجعلك تشعر في كل لحظة بأنه عليك عبادتها وتقديسها لانها ورطتك في هذا العالم القذر، ثم تبتزك بأنها حملتك 9 اشهر وارضعتك وربتك ..الخ في حين يمكن ان تري هذا الامر شيء غريزي وهناك من يراه فعل اناني اصلا فهي انجبتك لمتعتها الخاصة وعليها ان تتحمل اعباء ترتيتك ، تقول احدى صديقاتي تخيلي ان امي تقول لي لقد حمتلك 9 اشهر وربيتك ..الخ هل كانت تعتقد انها كانت تضغط على زر فأنتقل من لحظة الولادة الى الرشد كي لا تتغذب هي هههه
هو ليس تسلطّاً، لم يصل إلى هذه المستويات، على أنّهُ بالمقابل ليس تدخلاً بسيطاً، بل فيه لهجة آمرة والأسوء طبعاً حين يتم التدخّل بناءً على مقدّمة: أنا أمّك! - أشعر بأنّ هذا الأمر ابتزاز عاطفي بحت، ما يجعلني أرفض ذلك في مخيّلتي هي أنّ أمي من المستحيل أن تفكّر بهذه الطريقة ولكنّها بحال أو بآخر تنفّذ ما لا تفكّر فيه.
بل فيه لهجة آمرة والأسوء طبعاً حين يتم التدخّل بناءً على مقدّمة: أنا أمّك! - أشعر بأنّ هذا الأمر ابتزاز عاطفي بحت،
هذا ابتزاز عاطفي وتلاعب نفسي بفعل المكانة السلطوية التي تعتبر الام نفسها قد اكتسبتها بفعل الدين والأمومة، وهذا خطر نفسي لا يستهان به، مازال عليك وضح حدودك وإلزامها بها رغم معرفتك بطيبتها وحسن نيتها، لكن الطيبة والجهل لا يعني غياب الاذى النفسي ، فكل من يأذيك هو من تعتقد انه يحمل لك قدر جيد من المشاعر، وليس العكس.
ما يجعلني أرفض ذلك في مخيّلتي
هذه علامة من هلامات الاذى، وهي ناتجة عن كبت مشاعرك لفترة طويلة لدرجة أنك تصل في مرحلة ما الى تخيل احداث او تتخيل نفسك لو كان بإمكانك قول شيء سيء لتفرغ غضبك، او تتخيل انك تضرب أو تكسر شيء ما في عقلك كنوع من الانتقام اللاواعي.
في هذه الحالة، من الطبيعي أن تشعر بالاستياء والضغط الناتج عن تدخل أمك في شؤون حياتك الشخصية والعائلية، ومع ذلك، فإن طريقة التعامل مع هذا الوضع يجب أن تكون حساسة ومتوازنة، أولاً وقبل كل شيء، من المهم أن تبدي احترامك وتقديرك لأمك وأن تعبّر عن ذلك بصورة واضحة، قد تكون رغبتها في التدخل ناشئة عن الحب والرغبة في حمايتك ورعايتك، لذا، قد يكون من المناسب بدايةً إجراء محادثة صريحة ومفتوحة معها للتعبير عن مشاعرك وأفكارك بشأن التدخل في حياتك الشخصية، يمكنك أن تطلب بلطف واحترام من أمك أن تحترم حدودك وتعطيك المساحة الشخصية التي تحتاجها في حياتك العائلية، قد تكون هناك بعض الأمور التي يمكنك توضيحها بوضوح، مثل قراراتك المالية أو تربية أطفالك، وأنها قرارات تعتبر جزءًا من حياتك وتحتاج إلى احترامها، من الضروري أن تكون صادقًا ومحترمًا في هذه المحادثة، وأن تبدي فهمًا لمشاعرها وقلقها، قد تحتاج للوقوف على أسباب ودوافع تدخلها ومحاولة إيجاد توازن بين حاجتك للخصوصية واحترام دورها كوالدة، إذا لم تتغير الأمور بعد المحادثة واستمرت التدخلات السلبية، قد تحتاج إلى استشارة طرف ثالث محايد للمساعدة في تسهيل الحوار بينك وبين أمك، يمكن أن يكون استشاري العائلة أو المستشار الزوجي خيارًا جيدًا يساعد في توجيه النقاش وتوضيح المشاعر والاحتياجات لكلا الطرفين، قد يكون من المفيد أيضًا الاستفادة من الخبرة والمشورة من أشخاص آخرين في العائلة أو الأصدقاء الثقات الذين يمكنهم تقديم نصائح بناءة ودعم، ومع ذلك، يجب أن تكون حذرًا في التعامل مع الأمور بطريقة غير أخلاقية مثل الإساءة أو الانتقاص من أمك، يجب عليك السعي لحل النزاع بطرق بناءة ومحترمة والحفاظ على العلاقة العائلية، في النهاية يجب عليك أن تكون واضحًا في التعبير عن احتياجاتك وتطلعاتك بشأن حياتك الشخصية وأن تسعى إلى إيجاد حلول وسط تلبي مصالحك وتلبي بعض اهتمامات أمك، الصبر والتواصل المفتوح والاحترام المتبادل سيكونان أساسًا لإيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلة.
قد تكون رغبتها في التدخل ناشئة عن الحب
هذا أسوء أنواع التدخّل برأيي، أن يستمر الشخص بالعيش بطريقة طفل الكل يعرف مصلحته أكثر مما يعرف هو، أو الأسوء طبعاً أن يستخدم هذا الأمر كابتزاز عاطفي رسمي من قبلها، أنا أمّك! هكذا تعامل أمّك؟! - ليغدو أي رفض بهذه المعادلة خطيئة أخلاقية لا تغتفر.
التعامل مع الأهل يا ضياء حساس للغاية، وهو واحد من أصعب أنواع البلاء، حاول أن تمنع التدخل بشكل دبلوماسي، أو أن تبتعد بزوجتك وأطفالك بعيدًا عنها وتكتفي فقط بوصل رحمها بالهاتف.
يجب مراعاة كبر سن الأم، ويجب التعامل مع تدخلها بأنه أمرا غير ملزما، فيجب مجاراتها والرفق بها - فذلك أولى - مع الاتفاق مع الزوجة على ذلك أيضا وتقديم كل الاحترام للأم والاستماع لكلامها ونقدها ومحاولة تفادي ذلك مستقبلا. ولكن مواجهة الأم بعدم التدخل قد يجعل الأمر يحتدم ويسبب الحزن والألم للأم ويوتر العلاقات.
يجب مراعاة كبر سن الأم، ويجب التعامل مع تدخلها بأنه أمرا غير ملزما
ماذا عن تغييرها لأمور في حياتنا من تلقاء نفسها، على أقل تقدير مثلاً شكل الأثاث وألوانه وأدواتنا وأجهزتنا الكهربائية وكل ما يخص المنزل والحياة مما تستطيع تغييره؟
الصراحة لو كنت الرجل لما كان عندي الجرأة أن أطلب هذا الأمر من أمي إذ أني أعد هذا الأسلوب غير محبب مع الأهل وأما مع الآخرين فليكن لا مشكلة. أنا أعتقد في هذه الحالة أنني كنت لأفرض قوانيني في عدم تدخل الأهل عن طريق أسلوبي في التعامل وفرضي لحدود بشكل غير مباشر وهو أسلوب أكثر تهذيبا وقوة مع الأهل.
هذه المشكلة القديمة الجديدة بين الحماة وأسرة ابنها، بقيت متجدرة في أوطاننا العربية ( دون تعميم) لأسباب كثيرة : منها التقاليد والأعراف غير الصحيحة، قلة الوعي والثقافة، الانحياز للعواطف على حساب المنطق والعقلانية، مما يجعل الحماة تعطي لنفسها حق التدخل في حياة ابنها الأسرية بشكل سافر.فهي تعتبر أن ولدها ملك لها علاوة على الغيرة على أبنها من زوجته.
أن تطلب من أمك عدم التدخل في شؤون زوجتك وأطفالك بالسلب، لا يعد في حد ذاته فعلا لا أخلاقيا، وإنما يجب أن تطلبه بكل احترام وحب، وتشرح لها بوضوح تام نقطة اعترتضك بالضبط لتدخلها في حياتك الشخصية.
أريد أن أوجه لك سؤالا ضياء. هل والدتك تعيش معك في بيت الزوجية؟
لن يترك أية غصة في قلب الأم، إذا فاتحها في موضوع تدخلها في حياته الشخصية باحترام، وشرح وجهة نظره لها، وكيف يريد أن يسير حياته مع زوجته.
غالبا ما تتفهم الأم طلب ابنها، شريطة أن يكون لبقا محبا، وألا يظهر أي جنوح ومناصرة لرأي زوجته. ويقنعها أنه هو صاحب الرأي، لأن الأم تريد أن يكون ابنها صاحب الرأي والمشورة في بيته، الآمر الناهي الذي لا تعلو فوق كلمته كلمة.
أن تطلب من أمك عدم التدخل في شؤون زوجتك وأطفالك بالسلب، لا يعد في حد ذاته فعلا لا أخلاقيا
أعتقد أن هذه النتبجة من المنطقي أن نتوصل لها، خاصة بعصر يعرف فعلاً معنى الحقوق والواجبات، لكن يا ليت المسألة يمكن أن تقيّم في هذه الحالة على أنها فعل أخلاقي وغير أخلاقي وفقط، إنما الأمر ليس كذلك، فما هو أخلاقي تعتبره أمي غير أخلاقي وبالتالي لا أملك مساحة نهائياً في التعبير عن نفسي بدون أن أخسر علاقتي بها.
يبدو أن والدتك، شخص صعب المراس. وفي هذه الحالة، يجب عليكما (أنت وزوجتك) أن تتفهما مزاجها وطبيعتها، وتتغاضيا عن كثير أمور وتسموَا فوق الخلافات.(الأمر ليس سهلا ويتطلب صبرا عظيما) وتعاملاها بحنو ووقار كي لا تخسر علاقتك بأمك. احرصا على الكلمة الطيبة معها، وتقديم بعض الهدايا من حين لآخر من طرف زوجتك لها.
المعاملة الطيبة تنتصر غي الأخير. وتُلين الشديد.
يبدو أن والدتك، شخص صعب المراس. وفي هذه الحالة، يجب عليكما (أنت وزوجتك) أن تتفهما مزاجها وطبيعتها، وتتغاضيا عن كثير أمور وتسموَا فوق الخلافات
لنبتعد قليلاً عن أمي، لنجرّد الأمور أكثر، لفتني هنا كلمة غريبة من حضرتك وأعتقد أنّها مثيرة للاهتمام، قلتِ أنّ أمي تبدو صعبة المراس ولذلك يجب أن نتفهّمها، أليس هذا الأمر يُعتَبر كضعف بالنسبة لي؟ لو كانت طيّبة وهادئة ومتقبلة عندها مثلاً يمكنني أن أفرض شروطي وأرائي؟ وأنني سأحتمل صعبة المراس لا حُباً شديداً بل خوفاً وابتعاداً عن المشاكل!
لا، لا أبدا، ليس ضعفا أن نتفهم شخص صعب المراس، بل يدل على قمة القوة والحلم وليس العكس.
والشخص الصعب المراس ليس بالخبيث، وإنما عنيد يتمتع بالصلابة والقوة في الفعل والقول، والشخصية الفولاذية.
ولي قصة مشابهة مع حماتي، في بداية عهدي بالزواج كانت تتدخل في حياتي بشكل يثير حفيظتي،. لا يعجبها شيء، تعطي ملاحظتها بشكل يتعدى الصراحة إلى صراحة جارحة، ومع أنني إنسانة متحفظة ومسالمة لا أشتكي إلى زوجي ولكن كانت عيناي تفضحني، فيسرع لطلب المسامحة مني نيابة عنها، ويرجوني أن أساعده على إيجاد حل لننعم بالراحة جميعنا.
فاتفقنا على معاملتها بكل الحب وأن أعتبرها أمي الثانية أهاديها في كل مناسبة وبدون مناسبة، ومع الوقت بدأنا نجني ثمار معاملتنا لها.
ربي يحفظ والدة حضرتك.
هذا ما يُخيفني بالأمر تماماً، التراكمات من الاحتمال والأخطاء والخلل الذي قد يقضي على أهم وأكثر أسرة مترابطة في العالم، تؤسفني هذه الخسارة ومتحمّس يوماً ما أن أقرأ تجربتك مع الأصدقاء هنا بمساهمة منفصلة مثلاً علّ وعسى نعرف كيف آل الحال فعلاً إلى ما آل إليه، لكي نتفادى الأخطاء التي قد وقعت بها حضرتك.
على العكس من ذلك، أعتقد أنه عين الصواب، لماذا ستكبد زوجتك هذا العناء؟ أليس من حقها أن تكون سيدة عائلتها وأطفالها كما كانت والدتك في عهدها.
على العكس من ذلك، أعتقد أنه عين الصواب، لماذا ستكبد زوجتك هذا العناء؟ أليس من حقها أن تكون سيدة عائلتها وأطفالها كما كانت والدتك في عهدها.
تماماً ولكن سأحاول أن أجيبك يا نوال من عيون من أقابل عادةً وأحكي لهم عن المشكلة، حيث عادةً ما يريدون مني أن أكون في الخدمة ليلاً ونهاراً في الضر والنفع، أي شيء تطلبه أمي يجب أن يُنفّذ حتى ولو كان طلاقاً، يعتقدون أنّ لديّ دين كبير ولا سبيل لتسديده إلّا بالاحتمال والتحمّل فعلاً أثناء مواجهة كل ما تفرضه عليّ من ضغوطات.
للصراحة أحياناً أشعر ببعض الذنب بسبب هذا الكلام الذي اسمعه منهم وأضيع في محاولة معرفة الطريق الصائب في التعامل فعلاً.
أنا لاأعلم حقا سبب هذا الصراع. حتى في مجتمعنا نواجه نفس هذه المشاكل التي لاأظنها فطرية في الإنسان، لابد أنها دخيلة على مجتمعنا العربي. والواقع أن لكل ربة بيت الحق في أن تبني أسرتها وأن تربي أبناءها طبقا لطريقتها الخاصة. الحق الوحيد الذي تملكه والدة الزوج عليها هو الاحترام والتقدير والمعاملة الحسنة. وعلى الأم أن لاتنسى أنها دورة حياة، فلقد كنت شابة يافعة يوما، وذاقت الحماس الكبير الذي ينتاب المرأة عندما تهم بخلق أسرة، فهي تحاول أن تبني وسطا جديدا لها بلمساتها الخاصة وأسلوبها الفريد، فلماذا تحرمينها من ذلك أو تفسدينه عليها؟
لكل منزلته، ولا يجب على الأم أن تقارن نفسها بتلك الزوجة، على العكس من ذلك ينبغي أن تعاملها كابنتها وأن تغدقها بالنصائح لا الأوامر وأن لا تجلب إلا الخير على أسرة ابنها.
والله أعلم.
هل من غير الأخلاقي أن أطلب من أمّي عدم التدخّل في شؤون زوجتي وأطفالي سلباً؟
أهلا استاذ ضياء
أحدثك بصفتي زوجة وأم وأتفهم واقعك الذي تتحدث عنه
الموضوع له أكثر من منظور
أولا : منظور الأم : انك ابنها ملكيتها الخاصة انت وزوجتك واطفالك أيضا وتعليقاتها السلبية (من وجهه نظرها الخاصة فقد لا يكون التصرف سلبيا خاصة مع تغيير العصر ) ما هي الا لتحسين تصرفاتكم حتى تصبحوا افضل
ثانيا منظور الزوجة : انك انت زوجها واطفالكم أيضا ملكيتها الخاصة فمن حقها ان تتصرف معكم بالطريقة التي تجدها مناسبة
فهي أعلم بأطفالها من أي شخص آخر (حتى أنت بصفتك والدهم )
منظورك أنت : اعتقادك ان السماح لأمك بالتدخل في حياتك من البر بها ... فهاذا ليس من البر في شيء
قرارات منزلك خاصة بك وبزوجتك (خاصة تربية ابنائك ) فلك أن توضح هذا لأمك بشكل واسلوب لطيف أنا العصر اختلف واساليب التربية كذلك اختلفت
وعليك أيضا ان توضح لزوجتك بأن امك تريد المصلحة ليس إلا وانها يجب ان تستمع اليها بصدر رحب لربما في نصيحتها الحل
انت هو مربض الفرس اما أن توازن الأمر جيدا او ستدخل في الكثير من المشاكل للأسف
وفقك الله
التعليقات