لسنوات مضت و انا ابحث عن السعادة الحقيقية في الدنيا ظننت مرة انها في النجاح و التفوق عندما كنت مراهقة و في الجامعة و عندما كبرت قليلاً ظننت انها في الحب لكن صُدم قلبي فلم أجد الحب الحقيقي حتى زوجي الذي أحببته تخلى عني و ظلمني فيأست من الحب و أدركت ان السعادة ربما لا تكون في الحب حتى تقربت من الله فشعرت بالطمأنينة لكن تقربي كان لأجل منافع دنيوية فأدركت الخطأ و صرت احاول الحصول على رضا الله لكنني دائماً التفكير بالماضي و قرارتي الخاطئة فيه و انا اعلم لولا اخطائنا لما تعلمنا و لكن دائمة اللوم لنفسي و افكر بالمستقبل و اخاف منه و اخاف ان ابقى وحيدة فحتى اخوتي مشغولين بحياتهم و ليس لهم وقت لي و حتى صديقاتي كذلك و ابي و امي اتمنى لهما العمر الطويل لكن الحقيقة المرة انهم سيرحلون يوماً ما و للأسف اقرأ كثيراً ان السعادة الحقيقية في الدنيا هي الرضا بما قسمه الله لنا و القناعة مع محاولة تطوير وضعنا و الإيمان بالله و الرضا بأقدار الله خيرها و شرها و لكن كيف أحقق ذلك؟ فأنني احاول كثيراً لكن لا فائدة فأنا لا استطيع الرضا بأقدار الله و بما قسمه لي و هذا حرام و انا اعرف ذلك لكن لا جدوى مع نفسي حتى يأست منها؟ أين السعادة الحقيقية في الدنيا؟ ام هي لا وجود لها؟
أين أجد السعادة في الدنيا؟ ام هي لا وجود لها؟
إن السعادة بالنسبة للإنسان المعاصر هي أن يحقّق نفسه في إطار عالم متسارع، مجنون، ومتهوّر، وتملؤه التغيّرات والتقنيّات. يجب أن تجد الطريق المناسب لك. وهو الطريق الذي تمتلك الشغف المناسب كي تخوضه. عليك بالمزيد من التحلّي بالشجاعة. عليكَ بالعودة إلى نفسكَ وإدراك ماهيّة المجالات التي يمكنكَ أن توظّفها في طريق شغفك الحالي، حتّى وإن كنت تتعامل مع هذا الشغف كهواية لتمضيّة الوقت. تستطيع أن تحوّله إلى مسار فعلي تحقّق نفسك من خلاله.
أين السعادة الحقيقية في الدنيا؟ ام هي لا وجود لها؟
السعادة الحقيقية شيء لا يمكن الحصول عليه ما لم يتم التخلص أولا من الأشياء التي تعيق الشعور بها في الحياة، وهو ما يشرحه المقال التالي بالتفصيل :
من أجل السعادة الحقيقية أترك هذه الأشياء القبيحة:
لا أتفق معك، الوقت الحالي بإمكان للفرد أن يحصل على السعادة بتوفر شئ واحد يمكن لها ان تقضي على الأشياء القبيحة، ألا وهو المال ...المال يجد حلول للكثير من الأمور، لو كان شئ عصبي يعيش وسط حي لا يطيقه يسبب له الكأبة، بوجود المال لديه يمكنه ان يغير المقر بسهولة ويضمن لحياته السلام الداخلي والسعادة.
نعم المال قد يساعد على تحسين الحياة الى حد ما لكنه لا يضمن الحصول على السعادة الى الابد فلو كان الامر كذلك لما عانى بعض الأثرياء من التعاسة ويلجؤون الى الانتحار!
توفر المال لوحده لا يحقق السعادة في جميع الحالات ولابد من توفر مستوى معين من الوعي والنظرة الفلسفية للحياة وللمزيد حول هذا الأمر يرجى الاطلاع على هذا المقال الذي نشرته من قبل حول علاقة المال بالسعادة:
بالتأكيد هناك سعادة حقيقية بالدنيا و أنتِ فقط من تمتلكين سعادة نفسك!
لا تربطي سعادتك بشخص أو وجهة معينة، ربما تأتي السعادة من وجبتك المفضلة تعدينها لنفسك و تستمتعين بلذتها، لمَ لا ؟
أو من إسعاد شخص آخر حين تهديه سيء يدخل السعادة لقلبه، بالتأكيد حينها ستشعرين بالسعادة
نصيحتي لك استمعي لمؤثرين إيجابيين سواء بودكاست أو حلقات على اليوتيوب، و استشعري نعم الله لك و كم أنتِ ممتنة له فستشعرين بالرضا دوماً و السعادة بمجريات حياتك
السعادة في الحقيقة نابعة من داخلنا وليس من الأشياء المحيطة بنا في حد ذاتها، فقد أكون في أفضل الأماكن التي قد يحسدني عليها غيري ولكني لست سعيدا، وذلك لأن بداخلي صراع وأفكار متضاربة وتطلع لمكانة لست فيها ومتناسيا ما حققته وما بين يدي.
على ذلك الصراع أن يهدأ لكي يحل الرضا في نفسي. ولذلك فعلي أن:
- أشعر بالامتنان والتقدير لنعم الله علي يوميا (على كثيرها وقليلها) فكل منا يمتلك الكثير.
- أن أقطع منابع السلبية في حياتي والتي تتسلل إلى نفسي خلسة فإنها من أكثر مفسدات السعادة كأن أستمع إلى الأخبار السلبية والتي لن تتأثر حياتي في حال عدم سماعها ولكنها تصيبني بالتعاسة عند سماعها ولا نترك أنفسنا لشبكات التواصل الاجتماعي لفترة كبيرة فإنها من أكبر مصادر السلبية في حياتنا المعاصرة وأكبر مسببات الاكتئاب.
- أؤمن بأن كل ما حدث ويحدث وسيحدث لي هو مكتوب ويعلمه الله ويعلم أني قادر على تحمله وأن الله لطيف.
- أستمتع برحلتي لتحقيق أهدافي المتزنة وأسعد بكل لحظة فيها وأنا اسير على الدرب الذي خططته لنفسي حتى وإن حدثت المعوقات فأنا أتوقعها من البداية لأننا في الدنيا وأنا أعلم ذلك وأعلم أنها ليست دائما تأتينا كما نشتهي فإذن فلنمضي بالرغم من العثرات فنحن مشغولون بتحقيق هدفنا وإن وقعنا أرضا فلننهض سريعا ولنمض للأمام.
- أخالط الإيجابيين الذين يلهمونني بالنظر للحياة نظرة إيجابية مليئة بالتفاؤل.
السعادة الحقيقية هي في الرضى بالحال والتطلع إلى تحقيق ما تعتبرينه محالا. جميلة أليس كذلك؟
أنا سعيدة الآن، رغم أنني في انتظار نتائج الامتحانات التي لا أظنها ستكون متميزة جدا، ولكني راضية على عملي وعلى العطاء الذي قدمته هذا العام، ولا زلت أطمح إلى تحقيق المزيد مما يظنه أبناء بجدتي من العلميين مستحيلا.
عيشي اللحظة، تأملي في يديك وعينيك ومحيطك، أنت على قيد الحياة، أنت مسلمة، مهما اشتدت وحدتك كان الله معك، السعادة لا ترتبط بشيء مادي، السعادة هوية ثابتة وقارة في النفس، إذا عرفتيها تعرفينها للأبد.
التعليقات