تربيت على الأخلاق الحميدة و الفضائل منذ الصغر كنت من اشطر و أذكى الطلاب في المدرسة اصبت بالاكتئاب في مرحلة الثانوية و تشافيت و كذلك توفي اخي امامي انا و ابي و اخواتي اصبت بصدمة نفسية و تجاوزتها بسبب الايمان بالله و تشافيت الحمد لله تخرجت من الثانوية بمعدل اقل من مستواي العلمي و اصبت بالصدمة لكن تجاوزتها بالإيمان بالله و الصبر موقنة ان الله كتب لي أن رزقي هو هذا رغم اني توقعت سأصاب بحالة نفسية لكن شفيت نفسي بنفسي بالايمان بالله و دخلت تخصص دون مستواي العلمي و في المرحلة الأخيرة من الجامعة اصبت بالذهان و لكن ضغطت على نفسي و اكملت الجامعة سبب الذهان صدمة عاطفية و توالت الصدمات العاطفية بعد ٣ قصص حب و في كل مرة يتطلب الأمر تدخل طبي و فقدت إيماني لم يعالجني سوا التدخل الطبي و لكن اكيد الله أراد لي أن اشفى اخر شي تزوجت من ابن عمي و انصدمت به و انصدم بي فأننا لم ننسجم سوياً و تطلقنا و لحد الان لا أعرف تجاوز الأمر و المضي قدماً كأن إيماني ضعف و احس نفسي فاشلة لأن فشلت في زواجي خاصة اني احب زوجي لكنه احرجني بين اقاربي و عائلتنا عندما فضحني بقوله أسراري و عيوبي سؤالي هنا ماذا افعل؟ أين أجد السعادة في الدنيا ؟ كيف استعيد إيماني بالله رغم ان الله استجاب لي مراراً و تكراراً في كل ما ادعوه الا دعوة الزواج لم يعطيني زوج صالح و حدث الطلاق انا محطمة اريد السعادة و عودة الإيمان بالله حقاً افتقد نفسي القديمة المؤمنة
أين أجد السعادة؟
وهذه هي الدنيا لسنا فيها بكاملين ولا معصومين، نبتلي فنصمد فنجازا خيرا وربما يشتد البلاء وربما يقصر، وفي كل الاحوال حقا علينا من زيادة تمسكنا بالله فعلا لان كل هذه الامور ليس لها خلاص من دون الله، حاولي ان تتذكري تلك المواقف التي وقفتي بعدها واستعدتي بعدها الإيمان حاولي بإصرار ومثابرة ومن جديد ولا تتركي نفسك لهذه الافكار.
أختي صوفي قرأت كل ما كتبتي بالحرف الواحد. أولاً، لتعلمي أنك لست وحدك يا صوفي، ففي كل بيت نائحة ثكلي وفي كل واد بنو سعد وكما قال الزهاوي:
عَلى كل عود صاحب وَخَليلُ وَفي كل بيتٍ رنةٌ وَعويلُ
وَفي كل عين عبرة مهراقة وَفي كل قلب حسرة وَغَليل
ليس منا من مر أو يمر بمثل أو أشق مما مررت به. ولكن ألا يكفيك قول الله تعالى: " اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون."؟ لا أربد منك الإستسلام بل عليك بالمحاولة مرات ومرات ولكن روضي نفسك أن ليس الحياة الدنيا هي من نعول عليها
وإلا لما شقي فيها أشرف خلق الله من المرسلين. لا أريد لك أبداً أن تفقدي إيمانك بالله العظيم فلو شاء لحقق لك ما تريدين ما بين طرف عين و انتباهتها، ولكن نحن في دار اختبار.
أين أجد السعادة في الدنيا ؟ كيف استعيد إيماني بالله رغم ان الله استجاب لي مراراً و تكراراً في كل ما ادعوه الا دعوة الزواج لم يعطيني زوج صالح و حدث الطلاق انا محطمة اريد السعادة و عودة الإيمان بالله حقاً افتقد نفسي القديمة المؤمنة
عليك أن تسعين إلى تحصيل السعادة كما ترينها ولكن إن لم تحصليها فلا يأس هنالك و لا عجب فهي هي الدنيا كما عرفها الأولون؛ فهي دنيا لأنها مشتقة من دنو أي الدناءة. و لا عجب منها و من مصائبها فهي يجب أن تكون معروفة لنا جميعاً؛ نحن لم نخلق لها أصلاً. يقول ابن القيم:
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها *** ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن فإنها *** منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم
نحن لم نخلق للدنيا ولكن لعالم آخر أرحب و أوسع من دنياك ودنياي. فإياك أن تسيئ ظنك بربك إياك.
هل أنت تعذبت أكثر من يوسف عليه السلام؟ كاد أن يقتل من أخوته ثم ألقي به في البئر ثم أخذ عبداً ثم تم تلفيق تهمة طالمة له و جلد في السجن ثم بعد ذلك يقول " و قد أحسن بي ربي إذ أخرجي من السجن." فلم يتذكر إساءات الحياة ولكن حمد وشكر.
سامحيني ولكن سأنقل الحوار لمستوى آخر، تكررت كلمة صدمة في رسالتك أكثر من مرة، وذكرتي بعض الأعراض التي تشير بشيء من الدقة إلى اضطراب ما بعد الصدمة النفسية، فهل سعيتِ إلى زيارة طبيب نفسي للتأكد من الأمر. ادرك أن الإيمان بالله مطلوب ولكن الأمراض لا تشفى إلا بالأخذ بالأسباب والذي نحن مأمورين به، إن الاكتئاب والصدمات النفسية هي أمراض تحتاج إلى طبيب مختص لعلاجها، فهل فكرتي في الإقدام على هذه الخطوة؟
بالنسبة لزوجك فاحمدي الله أنه خلصكِ منه، لا يمكن أن يكون الزوج الذي يكشف أسرار زوجته وعيوبها أمام الناس زوجًا صالحًا ولا بعد مليون سنة. إن خلاصك منه نعمة تستحق الشكر والله لا نقمة أبدًا.
صح كلامك لقد كان جوابك لي كأنه بلسم لقلبي خاصة عندما اتفقتي معي في الرأي الذي اقوله لنفسي بأن زوجي ليس زوج صالح لأن كشف عيوبي و أسراري للمقربين و كذلك في عيوب أخرى انني حقاً اشكرك من أعماق قلبي ربي يوفقك و يسعدك دنيا و اخرة
التعليقات