ما هي الاشياء التي يجب أن احرص عليها و تنفعني في الدنيا و الآخرة؟

أيتها النشيطة، المثابرة، الطموحة،

ها أنتِ تقفين اليوم على ربوة عالية، تلتقطين أنفاسك بعد رحلة كفاحٍ صنعتها بإرادتك. لقد أثبتِ جدارتك في ميادين العلم والعمل، نسجتِ خيوط مهنيتك بإتقان، وبنيتِ صرح استقلالك المادي بحجرٍ حجر. هذا الإنجاز ليس مساراً عابراً؛ بل هو شهادة على قوة عزيمتك، دليلٌ ملموس على أن الطموح، حين يلتقي بالعمل الدؤوب، يُثمر قمماً تُشرِفُ عليها.

لقد رسمتِ مسارك ببصيرة وبصيرة، ووصلتِ إلى نصف الطريق. انظري حولك! هذا الموقع ليس محطة توقف، بل هو شاهد ممتاز على قدرتك، برهان ساطع على أن المستحيل هو مجرد فكرة تنتظر من يتحداها. احتفلي بهذا العبور، فهو نصرٌ تستحقينه.

ولكن، ألا تشعرين بنسمة ذلك الطموح المعنوي يهبُّ في روحك؟ ذلك الشوق الذي لا يهدأ لاستكمال مسيرة العلم في دراسات العليا، أو ربما لتحقيق حلم آخر يلوح في أفق وجدانك؟ هذا الشوق ليس ضعفاً، بل هو دليل حيوية روحك، دليل أنكِ لم تكتفي بالأرض الصلبة تحت قدميك، بل تتطلعين دائماً إلى النجوم.

الحياة، يا من رسمتِ طريقها، ليست سكةً حديديةً مستقيمةً بلا منعطفات. إنها أشبه بنهرٍ عظيم، يحتاج أحياناً إلى تعديل مساره ليصل إلى بحره. لا تخافي من تنويع خطط السير، ولا تستنكفي عن إعداد خطة رديفة، أو حتى خطط. الهدف الثمين الواحد قد تُضيئه شموعٌ متعددة من الوسائل. المهم هو أن يبقى ذلك الضوء نصب عينيك، شاخصاً في أفق روحك.

وأخيراً، تذكري هذا الدرس الثمين: لا تنظري إلى الوراء أبداً. الماضي قد يكون سجلاً للإنجاز، لكنه ليس مكاناً للإقامة. استمدي منه القوة، تعلّمي من دروسه، ثم اطرحيه خلفك كسفينة تترك الشاطئ. انظري إلى الأمام، حيث ينتظرك طموحك المعنوي، حيث تلوح قمم جديدة تنتظر تسلّقك. الطريق الذي قطعتِ نصفه دليلٌ على أنكِ قادرةٌ على اجتياز النصف الآخر، بل واجتياز ما بعده. فامضي، فالأفق أمامك أرحب، والسماء لإرادتك صافية.

سبحان الله! جميل أن الإنسان يكون لديه همة دائمًا لتحسين حالته ..

لكنَّ الأمور تُقدّر بقدرها..

طبعاً هذه الأمور تحصل لنا جميعاً كوننا بشر لكن بدرجة ونسبة معينة في كل شخص، التي هيَ ( الغيرة والرغبة في تحسين الحال) لكن إن زادت حدها تصبح مشكلة وتتحول إلى عدم رضى وتسخط وحسد إلخ..

وإلا فهناك حسد محمود في الشريعة.

يقول النبي ﷺ:( احرص على ماينفعك واستعن بالله) = أي ما ينفعك قد لا ينفع غيرك وما ينفع غيرك قد لا ينفعك!

هناك مفهوم تكلم به أهل العلم ..

ألا وهوَ ( الوسائل،والغايات/أهداف)

فكل هدف في هذه الحياة يوجد له وسائل كثيرة - التي يرتضيها الله سبحانه وتعالى -

مثال الهدف: كسب المال .

والوسائل: مهارة،حرفة،تخصص،مشروع،إلخ..

فجعل الوسائل غايات بحدِ ذاتها = يسبب لنا المشاكل النفسيّة والظغوطات .

وعلى ذلك فقس! حتى على أمور الدراسة والعلم .

والله اعلم أن هذا الأمر من طبائع النّفس أنها تنسى في خِضم وزِحام انشغالها فتحتاج إلى تذكير دائم لتعود إلى استقرارها وتعيش باطمئنان .

وأمر مهم! في مفهوم الوسائل والغايات.

هوَ أن الشخص يأخذ وسائل تناسبه إذا كان رجلاً أو امرأة، ويختار وسائل يرتضيها الله.

فإذا لم تتيسر لك وسيلة خذ غيرها ، وفي الأصل المال وسيلة لأشياء ثانية ولدينا الغاية الكبرى هي رضى الله .

وهناك كلمة لـ م.أيمن عبد الرحيم حفظه الله،يقول ( إذا استدركت فأنت تستدرك عند رب كريم)

أنت تستدرك عند رب كريم! يقبل تقصيرك بمجرد صدقك ورجوعك إليه.

وجيد أن الإنسان يعود نفسه على العمل بدل الوقوف كثيرًا على ما فات

لأن لا يوجد من البشر كامل ،كلهم يعتيرهم النقص، فندخل في معركة الحياة ونحاول استدراك ما فات ..

والله أعلم.

هذا الكلام مختصر والعبرة ليس بكثرة المعلومات إنما بتطبيقها.

أعاننا الله وإياكم .

عزيزتي مها💚

أولًا، شكرًا لكِ لأنك شاركتِ هذا الجزء الصادق من تجربتك.

صدقيني، مجرد قدرتك على التعبير بهذه الشفافية عن ما مررتِ به، هو في حد ذاته دليل وعي وقوة، وليس ضعفًا أبدًا.

قد لا نختار دائمًا الطريق الذي نسير فيه، وقد لا تكون الظروف عادلة، لكنك رغم كل شيء… واصلتِ. درستِ، ونجحتِ، وتفوقتِ، ثم واجهتِ المرض، وتجاوزتِه. هذه ليست حياة إنسانة "فاشلة"، بل حياة إنسانة "قوية" تعلمت كيف تنجو وتُكمل حتى عندما لا تحب الطريق.

صحيح أن الشغف يصنع الفارق، لكن المسؤولية أيضًا طريق إلى النضج والرضا.

ولو كان الماجستير وسيلة لتحسين حياتك وظروفك، حتى وإن لم يكن في التخصص الذي تحبينه، فافعليه لنفسك كنوع من الاستحقاق وليس التنازل. ربما يكون خطوة تُقربك من شيء تحبينه لاحقًا.

أما عن المقارنات…

فكل شخص يظهر أمامك بنجاحه، يحمل بداخله وجعًا لا يظهر، وصراعات خفية. أنتِ لستِ وحدك. ولستِ متأخرة. لستِ فاشلة، بل مجتهدة سارت في طريق لم تختره، ثم تفوقت فيه رغم قسوة الظروف.

اطمئني… ما زال هناك متّسع لتكتبي فصولًا جديدة، لا تكرّري فيها الماضي، بل تبدأين منها طريقًا يشبهك.

أسأل الله أن يعوّضك خيرًا، ويمنحك سكينة ورضًا وطمأنينة.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

شكراً لكِ على مشاركتك، وأود إخبارك أنكِ لستِ فاشلة بل بالعكس أنت متفوقة وناجحة وليس بالدراسة فقط، فقد تفوقت على نفسك وكنتي مسؤولة واستطعتِ النجاح في مجال لا تحبينه، ركزي على نفسك افهمي ذاتك ماذا تريدين وما الذي لا تريديه؟، يمكنك الكتابة وجربي أن تكتبي يومياً ثلاث أشياء او أكثر أنتي ممتنة لها حدثت خلال يومك وكذلك مخاوفك، اعرفي جيداً ما هو مفهوم الإنجاز والنجاحات بالنسبة لكِ هل هو تدرج وظيفي أم ماذا؟ وهل ما تقومين بفعله الآن سوف يوصلك للنجاح الذي تريديه؟، هل هناك مجال أخر تريدين تجربته أو هواية لما تجربيها بعد؟، أنتِ كنت قوية وصاحبة أهداف واضحة؛ لذا الإجابة ستكون داخلك حول ما سوف تحرصين على تعلمه، ابحثي عنه.

اتمني لكِ التوفيق في كل درب.🌸