للأسف قبل زواجي و طلاقي كنت اتحسر على الزواج كلما رأيت غيري تتم خطبتها و تتزوج و تزوجت و كانت نيتي ستر نفسي بالحلال و كي اعيش الحب و الاهتمام و أكون أسرة لكن لم نتفاهم و تطلقت ظلماً و الآن بعد طلاقي لم يتقدم لخطبتي رجل مناسب و أيضاً عادت لي مشاعر التحسر و كلما رأيت غيري يتم خطبتها و تتزوج أنا لا أريد أن أكون حسودة و أريد أن أتمنى الخير لغيري فكيف أصلح قلبي بحيث لا يتحسر و لا يحسد و كيف تكون نيتي طيبة كي يوفقني الله و يرسل لي زوج مناسب؟
كيف أصلح قلبي
الطريقة المثلى لإصلاح قلوبنا هي بـ "حبنا لذاتنا بصدق"، الأمر يتعلق دائمًا بعدم ثقتنا بالنفس والحاجة الدائمة لدينا لوجود شخص آخر ليعطي قيمة ومعنى لحياتنا وهو أمر خاطئ للغاية. عندما نبدأ بحب أنفسنا ونراها بعين جميلة يبدأ الآخرون برؤية هذا الجانب "كيف يمكن لأحد أن يرى ما لا تراه في نفسك؟".
علينا أن ندرك بداخلنا أننا نستحق الأفضل وأن ما حدث لم يكن خطأي وإنما هو عدم توافق، عندما ينمو هذا الشعور بداخلك سيجلب لك الثقة بنفسك بكل تأكيد .. علينا أن نعامل أنفسنا بما نحتاج أن يعالمنا به الآخرين .. لا ننتظر الفارس الذي سيخرجنا من هذه الظلمة بل علينا سحب أنفسنا حينها سيرانا الجميع على حقيقتنا، عندما يتحقق كل ذلك سيتجدد شعور الفرحة عندما تسمعين بخطبة أو زواج أحد واستمري في الدعاء حتى يرزقك الله تعالي بما هو خير لك.
أشعر بالأسف لما حدث لك ولكن يجب عليك عدم الانغماس في مشاعر الحسد والتحسر، بل يجب أن تركزي على تطوير نفسك ومهاراتك وتعلمي شيئاً جديداً. ابحثي عن الأشياء التي تسعدك وتساعدك على التفكير بإيجابية، ولا تنتظري من الآخرين أن يحققوا لك السعادة والرضا. اعتمدي الصبر والتفاؤل وتذكري أن الله سبحانه وتعالى يريد لك الخير، وسيوفقك إذا كنت صادقة ومحبة لنفسك وللآخرين.
أهم ما يمكن أن تفكّري فيه حرفياً هو أن لا تفكّري بهذا الأمر نهائياً، لا تضيعي وقتك في التفكير فيما ماهيّة غيرتك في الواقع ويجب عليك أن تعرفي فعلاً أنّ التركيز على المشاعر السلبية سيضعك في موقف ضعيف. يمكنك بسهولة الخلط بين الغضب والخوف . الأفكار المتعلقة بهذه الأمور لن تساعدك على إدراك ما لا تحبيه في نفسك فعلاً وما تحتاجين إلى تغييره بالضبط. مثل هذه الأفكار ستجعلك في فخ فيه المزيد من الخوف والشك الذاتي والألم والغيرة وستمنعك من المضي قدماً في الحياة بشجاعة، كما يقال بالإنكليزي I FELL INSECURE أحب هذا المصطلح لإنّهُ يعبّر فعلاً عن الشيء الذي تشعر به الفتاة بعد الطلاق أي "أشعر بعدم الأمان" ليس الجسدي بالمرة بل النفسي، ولكن لماذا؟ لإنّ هناك الكثير من الأفكار التي تهاجمك حرفياً. للتخلّص من هذه الحالة أيضاً أعتقد أنّ الأفضل أن تقومي بهذا الأمر: وهو أن تنظري حولك، تماماً بكل تأكيد، حولك، منزلك، مكتب عملك، عائلتك، أصدقائك، مهنتك أياً تكن... إلخ من المحيطات البشرية التي حولك على اختلافها. لتبحثي عن الفرصة. عليكِ أن تركزي على الأشخاص الذين يجعلونك سعيدة وغير متكلفة أو ناقصة، الكل يجب أن يفعل ذلك، أما أنت بمجهود مضاعف. لإنّ الامتلاء وعدم الشعور بالفراغ يلغي أي نقيصة عندك، والغيرة والحقد نقيصة، نقيصة الكل يضمن لك أنّها تزول بالامتلاء وبعيش الحياة التي أمامك، الحاضر والمستقبل.
التعليقات