كيف اتأقلم مع من فقدته بأرادتي لأن هو كان لا يريدني في حياته و وضع شروط لأبقائي في حياته كيف استمر و اعيش بدونه انا اعلم ان هناك من هو أفضل منه و انني استحق الأفضل لكن القلب لا يستطيع أن يتقبل غيره مهما فعلت و اشغلت وقتي و حاولت أن لا أفكر به ،ما الحل؟
كيف نتأقلم
أعلم أن الخطوة التي أتخذيتها ليست بالسهلة ولكن لا حل امامكِ، فنحن نتحدث عن شخص لا يريدك في حياته، حتى أنه وضع شروط كي يقبلك في حياته وهذا إن دل على شيء دل على أنه لا يحمل الحب تجاهك ويؤسفني قول هذا لكِ، لكن هذه الحقيقة. مع الوقت ستعتادين على نسيانه، تقبلي ما حدث معك، تخلصي من ذكرياته، وحاولي أن تستثمري في نفسك وفي مهاراتك ربما تصنعين انجاز وبالتالي قد ينسيك هذا الانجاز هذا الشخص، أيضًا يجب إحاطة نفسك بأشخاص داعمين لكِ، و ربما مستقبلا وبعد التعافي من هذه التجربة يكتب لك الله تجربة أفضل وتكلل بنجاح وزواج.
ليس منطقيا أن تظلي تفكرين بشخص لا يحبك ولا يريدك بحياته، لذا أعتقد أنك تعانين من التعلق المرضي، وهو هو نوع من أنواع العلاقات الاجتماعية المرضية، حيث يتعلق الفرد بشخص آخر بشكل مفرط ومؤذٍ له نفسياً ويؤثر على حياته الاجتماعية والشخصية. وعادةً ما يكون الشخص المعرض للتعلق المرضي يفتقر إلى الثقة في نفسه ويشعر بالتشاؤم والقلق بشأن علاقاته الاجتماعية.
تتضمن أعراض التعلق المرضي الشعور بالانطواء والعزلة الاجتماعية، والشعور بالاحتياج المفرط للشخص المعين، وعدم القدرة على التحكم في الأفكار والمشاعر المتعلقة بالشخص المراد التعلق به، والشعور بالاضطراب والتوتر النفسي في حالة فقدان الشخص المراد التعلق به أو الانفصال عنه.
ولعلاج التعلق المرضي يمكن اللجوء للعلاج النفسي، حيث يساعد المريض على تعزيز الثقة في نفسه والتعرف على أسباب التعلق المرضي وتعلم مهارات التواصل الفعال والتحكم في المشاعر والأفكار المتعلقة بالشخص المراد التعلق به. كما يمكن توفير الدعم العائلي والاجتماعي للمريض بهدف تحسين حياته الاجتماعية والشخصية.
رغم أني أنصح دائمًا بأهمية الاستعانة بمختصي الطب النفسي، إلا أنه من الجيد أن تركز على نقطتين:
الأولى: أن ترغب أصلًا في التعافي، هي قد تموت ألمًا ولكن تستلذ هذا الألم لأنه يربطها بشخصه، فهي تصرخ تألمًا لا رغبة في التعافي منه. وعليه، يجب أن تواجه نفسها وتحصر ما وصلت إليه من خسائر وإقصاء متعمد، يجب ألا تلقي القبض على نفسها شاعرة بالتبرير له، أو إعطائه العذر، أو متمنيةً عودته.
الثانية: أن تحاول التعافي بخطوات عملية معتمدة على ذاتها، فيجب أن تقترب من نفسها وتفهم سبب خوفها، وتعرف ما هي أكبر مخاوفها وتضع الحلول المقترحة، وتطمئن نفسها، وتعرف ما هي عيوبها الشخصية وتعرف كيف يمكن أن تديرها. المقصد، أن تصل لدرجة من الوعي تسمح لها بتقبل كلام المساعد النفسي إن هي لجأت له؛ فالبعض يظن أن المختص النفسي ساحر بعصاه سيقلب موازين الأمور أو يقتلع مشاعر سلبية من جذورها، كلا، ما لم يستعد الشخص ويُهيأ للعلاج لن يستجيب.
بالضبط كما يوصي الجراح مريض القلب بالتماسك وإظهار الرغبة في التعافي والتشبث بالحياة، المريض لن يجري لنفسه جراحة القلب، إلا أنه يريد أن يعيش.
طيب لماذا نبهت على هذه النقطة المعقدة؟ لأن مريض التعلق لا يرى أن الشفاء من تعلقه خيار جيد أصلًا.
لا توجد حلول مباشرة لهذه الأزمة يا دينا. لأن العمل على مثل هذه الأمور بطريقة مباشرة ليس بالأمر الصحيح على الإطلاق. إننا بشر. لا نمتلك زرًّا أسفل الرقبة نضغط عليه فننسى من نحبّهم أو نتعلّق بهم ببساطة. وعليه، فإن العمل على التخلّص من مثل هذه التجارب تظهر فاعليّته عند العمل على تطويرنا الذاتي، لا على محاولاتنا الواهية للتخلّص من الأشخاص. ذكرياتنا لن تتبخّر. لكن اهتمامنا الحالي يمكن أن يتبخّر بسهولة. وعليه، يجب أن نجد ما يمكننا العمل عليه لتطويره وتحسينه في مشاريعنا الحياتيّة. تخلّصنا من الماضي لا يأتي بمحاولاتنا على الماضي، وإنما يأتي بمحاولاتنا على المستقبل.
لا سلطة لنا على القلب، لكن العقل يتدخل دائما في الوقت المناسب ليرشدنا إلى الطريق الصحيح، صعب جدا ان نركض خلف مشاعرنا وخاصة إذا أدركنا اننا على خطأ، وصعب جدا ان نجري خلف السراب، لأننا ابدا لن نمسك به، وهبنا الله عز وجل نعمة النسيان حتى ننسى كل ما يسيء إلينا، حتى نستمر في هذه الحياة، نصحيتي لك ان تنسي كل مافات ، وكل ما مر من آهات، فالمستقبل اكيد سيكون جميلا ،إذا وجدت حبا حقيقيا نابعا من الطرفين، لأن الحب من طرف واحد ضياع ودمار.
التعليقات