الحقيقة شيء ثابت ، لا يختلف فيه إثنان ولا يتناطح فيه عنزان ، أما الرأي فمتغير ، فقد يصيب كبد الحقيقة و قد يخطئ ، تجد شخصا يدافع عن رأيه بإسماتة و قوة و لا يقبل نقدا ، فهذا عناد ، يا أخي دافع عن رأيك و أسمع آراء الآخرين ، فقد تكون أنت المخطئ ، وهناك أمر في بعض الحالات تكون للمسألة الواحدة عدة حلول وكلها ناجعة فلا ينبغي أن نبث روح الفرقة فيها ،،،،،
ليس كل ما تقتنع به صواب
السلام عليكم ، نعم ، الحقيقة و الرأي من يقول هذه حقيقة و هذا رأي ، الحقيقة تكون في بعض الحالات بديهية لا تحتاج إلى رأي ،
لكن المشكل في الناس مثلا قضية أيهما أفضل للمرأة المكوث في البيت ، او الخروج ، فهذا يقاس بالشرع ولا نحتاج إلى اولئك الفلاسفة ، فالأمر دائما يرجع إلى الشرع ، فإن لم نجد ذهبنا إلى العرف ، فإن لم نجد عرفنا أن الأمر فيه إختلاف ، فنقدم الرأي الأقرب إلى الشرع أو العرف أو الواقع ،
لكن الحقائق الثابتة لا تتغير ، أما الآراء فما يصلح اليوم قد لا يصلح غدا ، أما الحقائق التي تتغير فهي حقائق إجتهادية ، مثلا العسل حلو و مفيد يبقى إلى الأبد فهذه حقيقة ثابتة ، ألم تري أن العلم الحديث ينفي كثيرا من المعلومات التي كانت رائجة في الماضي ، أما الثوابت فهي تبقى ، خلاصة القول أن لكل زمان رأيه وما يصلح له ، و أيضا الرأي إذا وافق الشرع أو العرف أو الواقع فلا بأس فيه إذا كان فيه صلاح الناس ، و في النهاية رأيك يهمني كي لا أستبد برأيي
هذا الكلام قد ينطبق على الكثير من المشاكل الاجتماعية التي نعايشها، الكثير من الجدالات التي تنتهي بعنف كلامي أو جسدي أو حتى بغيضة وقطيعة بين الأطراف، عالجت المسلسلات والأفلام هذه القضية بالعديد من الزوايا، أعتقد أنّ أكثرها وضوحاً كان مسلسل سوري اسمه الندم للكاتب حسن سامي يوسف.
استعرض فيه ب 30 حلقة عديد المواقف التي يشتبك بها الإنسان مع أخوه الإنسان، فصّل وفصّل بالأسباب والنتائج لهذا الفعل الذي برأي كاتبه دائماً ما يعود بنا إلى الندم، وقد لفتني جداً عنوان التيتر الذي ظهر في الحلقة الأولى والأخيرة فقط:
قد أكون على خطأ ولكن هذا لا يعني أنّك على صواب.
قد أكون على خطأ ولكن هذا لا يعني أنّك على صواب.
و بالمقابل أيضا: قد أكون على صواب لكن هذا لا يعني أنّك على خطأ. و ذلك لأنّه يمكن أن يكون كلا الرأيين صواب إنّما الاختلاف في زاوية النظر، يشبه ذلك الرياضيات فهنالك طريقتان للحل مثلا تعطيان نفس الجواب و كلاهما صحيحتان، لذا سيبدو من الصخف الجدال حول أيهما الأصح.
رجل يقول اللحم ليسا لذيذا ،، لا يا أخي أنت تكره اللحم أنت لا تستلذه دعه وشأنه ولا تأكله و أحتفظ برأيك لنفسك لا تجبرني على إعتماد قولك و الإعتداد به ، لكن متى نختلف ، نختلف عندما يغيب المقياس الحقيقي للحكم ، فمثلا مسألة ليس فيها لا دليل شرعي ولا علمي ولا عرفي ، حينها كل يدلي بدلوه ،
لكن للأسف يا طيف، لا يمكننا إقناع الآخرين بمثل هذه المفاهيم بسهولة، فالمسألة التي تراها أنت رأيًا، يراها الآخرين حقيقة، لذلك فنحن في حاجة إلى مهارة فعلية للمقارنة فيما بين الحقيقة والرأي، وتحديد وجهتنا بين كلٍّ منهما.
في هذا السياق، أرى أن المهارة التي نحتاجها فعلًا في حياتنا للتخلّص من هذه المعضلة تتمثّل في التخلّص من مساس آراء الآخرين بغرورنا الشخصي، حيث أن اختلاف الآخرين معنا لا يمثّل على الإطلاق طعنة في صلب الأنا الخاصة بنا. هذا هو ما يجب علينا جميعًا أن نتخلّص منه. أن يكره الآخر ما أحبه، فهذا لا يعنيني في أي سياق.
تتجلى المهارة و الحكمة في إستنباط الحكم ، حين يغيب الدليل القاطع ، و الدليل إما بالشرع أو ما تعارف عليه الناس وجربوه ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : *ليس العاقل من يعرف الخير من الشر وإنما من يعرف خير الشرَّين*
هنا تتجلى الفطنة و الفراسة ، موسى عليه السلام إختار هارون و أبوبكر إختار عمر ، هذه هي الفراسة حين يغيب النص ، والله اعلم
بالطبع أتفق معك يا صديقي بالاضافة الي أننا حقا نواجة فئات من تشبثهم بمنطقهم الخاطئ والواقع أننا نعاني فعلا معهم ويا ليت الجميع علي نفس هذه المسافة حول تداول الأراء ربما أصبت ورما أخطئت فمن الطبيعي جدا أن يحتمل رأي هذا او ذلك.
لذا علينا فعلا ان نتمتع باسلوب الحوار والنقاش وان نقف جميعا علي الحقيقة حتي ولو كانت علي حساب أرائنا فلا منعنا العناد من قبول الحق، هل تري أسلوب مناسب نسلكة في سبيل بناء حوار جيد بناء ؟
نعم ، هناك أسلوب ، من إتبع الكتاب و السنة على وفق فهم سلف الأمة ، عندما تواجه أمراً أعرضه على الشرع ، أتعجب من حصص يتكلم فيها من هب ودب ، بالساعات مثلا عن الحجاب و رأيك فيه ؟ وهل بقي رأي بعد أمر الله ، يترك إبنته سافرة متبرجة ، ثم يبحث عن دليل على عدم مشروعية الحجاب ، هذا أنا لا أناقشه ، قد نختلف في أمور الدنيا مثلا في مسائل البناء ، طلاء الجدران ، تصميم الحدائق ، كل وله رأيه ، والرأي الذي يجتمع على أكبر مميزات نأخذ به ، الناس تجادل في أمور تم البث فيها ، مثلا صحيح البخاري أجمعت الأمة على صحته فيأتي و قد نام حتى أنتفخت عيناه و يجلس متفلطحا و يقول أنا لا أتفق معكم ، نعم هناك جماعة من كوكب زحل إذهب إليهم
التعليقات