روان أيتها الجميلة.. أتعلمين؟؟ أنتِ حقاً رائعة..
هل تدركين أنّ أغلبيتنا يعجز عن الوقوف أمام المرآة والبوح بما يعاني من مشاكل؟ أما أنتِ فقد كتبتِ عن مشكلتك واعتبرتها مشكلة، مجرد اعترافك بوجود مشكلة بحدِّ ذاته قوة..
يا صغيرتي، ما تزالين في السابعة عشرة.. عادي ولا يهمك.. هاد أصلاً عمر الرفض، وإنكار الذات، ورفض الأنا، مرات بنحب أنفسنا، ومرات بنكرهها، هذا عمر الحيرة، والتوهان.. العمر الواقع بين طفلة تريد الاهتمام، وأنثى ترغب بالنضوج..
شايفة هالمرحلة.. مرحلة ما بين الطفولة والنضوج؟؟ هو ما جعلكِ تنجذبين لهذا الشاب، لهذا لا تقلقي حول هذا الأمر.. سيمرّ وينتهي..
تعالي نتفق على مجموعة أمور:
- أنتِ أفضل من كثيرين، ولكن بالمقابل هنالك من هو أفضل منكِ.. هذا الوضع الطبيعي للكون، ما فينا حدى هو الأحسن، فيه ناس أحسن من ناس، وناس أذكى من ناس، وناس أشطر من ناس.. وناس ضايعة بين الناس.. لأجل ذلك يا حسنائي دعينا نبدأ بالاقتناع، بأنكِ لن تكوني الأكثر ثقافة، والأكثر جمالاً، والأكثر رقيّاً، والأكثر بريقاً.. لكنكِ ستكونين مثقفة في الوقت الذي يكون هنالك سواكِ لا يتمتع بجزء من الثقافة، وستكونين جميلة في الوقت الذي حُرم سواك من الجمال، وهكذا.. لديكِ امتياز في كلّ شئ أفضل من سواكِ.. لن تحصلي على الأفضل أبداً.. ليس لأنكِ روان، بل لأننا جميعاً في هذا الكون لن نحصل على الأمثل والأفضل والأحسن، لكننا سنحصل على ما هو جيد لنا وأفضل من سوانا.
- في هذه المرحلة دعينا نبتعد عن المقارنة.. يعني هل ثقافتي الزائدة عنك أو الأقل من ثقافتكِ تؤثر على حياتك؟ تغيّر من برامجك؟ تزيدك أو تنقص منكِ؟؟ ما يعنيني يعنيني وحدي.. وما يعنيكِ يعنيكِ وحدك، لذلك شو يعني كنتِ بمنتدى وهنالك الأصغر منكِ وأكثر ثقافة؟ حلو بتعلم من ثقافتهم وبدل ما أدخل بمقارنة بين ثقافتي وثقافتهم ويضيع وقتي وأنا متضايقة أنهم يعلمون أكثر مني.. أبدأ بطرح الأسئلة لأتعلم، حتى لا ينتهي يومي إلا ويكون مخزوني الثقافي قد زاد، وكمية معلوماتي زادت، بالعكس جربي مع نفسك انك تسألي ما تجاوبي، راح تحسي بمتعة كبيرة جداً جداً.. وراح يقوى لديكِ أسلوب النقاش، وتتوسع الأفق.. لأنه اللي دايماً بجاوب محدود أفقه بحدود جوابه، لكن من يسأل أكثر يتعلم أكثر ويطلّع أكثر.
- نأتي الآن للاهتمام.. مين فينا ما بحب يلاقي حد يهتم فيه؟؟ مَن منّا لا يتمنى أن يكون سبب سعادة سواه؟ مَن منّا لا يتمنى أن يكون مركز الكون لسواه؟؟ أغلبنا كذلك.. لكن هل بتعتقدي إنه استطعنا الحصول على ما أردنا؟ أبداً أبداً أبداً.. لذلك اقتنعي لستِ وحدكِ من ترغب باهتمام الآخرين بها، جميعنا نبحث عن الاهتمام.. لكن الفرق أنكِ جعلتِ الاهتمام كلّ حياتك، وأغلبنا كان الاهتمام محور من محاور حياته..
- إلى ماذا يقودنا ذلك؟ أن نخلق في حياتنا محاور أخرى.. يعني خلينا من بكرا يا روان نتفق أنا وأنتِ أن يكون هنالك محور جديد لحياتك غير محور البحث عن اهتمام الآخرين.
- مثل ماذا؟؟ سأخبركِ.. لماذا لا تكونين أنتِ سبب سعادة الآخرين بدل أن يكونوا هم سبب سعادتك؟ بمعنى وين فيه حدى محتاج ساعديه، وين فيه طفل بيبكي واسيه، زوري داراً للأيتام وتطوعي بالعمل لديهم لو ساعتين بالأسبوع، واقضي بعض الوقت مع الأيتام لاعبيهم، احكي لهم الحكايات، ساعديهم في واجباتهم المدرسية..
- اصنعي لنفسك الأثر.. اتركي لكِ بصمة، بالأخير كلنا سنموت، كلنا سندفن تحت التراب، لو كنتِ ملكة جمال العالم، أو كنتِ الأكثر عبقرية في الكون، بالنهاية ستكون هنالك حفنة تراب تأخذ منكِ ما أنتِ فيه، لكن ستبقى أفعالكِ الجميلة هي مَن سيشفع لكِ ويتذكرك الآخرون بها.. فشو رايك؟ مين احلى؟ أدخل منتدى وأتناقش أنا واللي فيه وبس نطلع من المنتدى كلو بينشغل بحياته؟ والا أعمل عمل تطوعي لطيف وبدل الدمعة أرسم بسمة؟ وأسمع شي دعوة حلوة من ختيارة؟ وأرفع عن الأرض قطعة أوساخ مرمية؟؟ مين اللي اله قيمة أكبر برأيك؟ اسألي نفسك وجاوبي نفسك لا تجاوبيني.
- شو كمان يا إيناس.... مممممممممم... نصحوكِ الزملاء بزيارة طبيب نفسي.. تعالي اهمس لكِ بأمر.. (بس بيني وبينك 😊)، انتي ما فيكي شي، ولو قعدتي مع اغلب البنات ياللي بعمرك عمر الـ(17) راح تكتشفي انه عندهم نفس الشي، الفرق انه الاغلب ما راح يحكيلك بس انتي حكيتي.. لهيك، كونه هاد واقع حقيقي لهذا العمر، ويصاب به أغلب من هم في الـ(17) ذكوراً أو إناثاً، معناها دعيه بمجرد ما كبرنا شوي، وصرنا فوق الـ(18) راح نلاقي حالنا بنتذكر شو كنا نحكي، ونضحك على حالنا.. إن استطعتِ زيارة طبيب نفسي فلا مانع، ولو كان فيه استشارة نفسية على مواقع أون لاين مو غلط ليس بسبب حالتك.. لا والله.. بل لأنه في هذا الزمن أغلبنا بحاجة لطبيب نفسي..
تعبتيني بالطباعة روان 😁😁😁😁، يا ويلك يا ويلك يا ويلك بعد كلّ هالتعب بالطباعة أعرف انك ما ابتسمتي..👌
والآن سأنهي حديثي بشكل جدّي.. وخذي كلماتي بشكل جدّي..
كلما كبرنا نكتشف بأننا لا نبحث عن وجود الكثيرين حولنا، ونكتشف بأننا أضعنا الكثير من الوقت في طلب رضا الآخرين..
حين نكبر نكتشف أننا لم نكن بحاجة لأكثر من شعور بالسلام.. من أن نتصالح مع أنفسنا.. من أن نحب أنفسنا كما هي.. بضعفها.. وشقاوتها.. وأخطائها.. وحماقاتها..
أغلبنا ضعفاء.. أغلبنا مكسورون.. أغلبنا يعاني الوهم.. وأغلبنا ضائعون..
لذلك يا روان الجميلة.. نحتاج لشهيق طووووويل وزفير، وأخذ قرار لن نتراجع عنه، بأننا من الغد سنكون أفضل..
تحدثي مع الله.. ابكي بين يديه.. اشكي له.. احكي له ما بقلبك من هموم.. احكي له عن مشاعرك، عنكِ، عن وحدتك، عن كلّ ما تحسين به.. لن يحبك أي شخص بالقدر الذي يحبكِ الله فيه.. أقسم لكِ ستشعرين بالله قريباً قريباً قريباً من قلبك.. من روحك، ستشعرين به يزيح هموم صدرك.. كلما شعرتِ بالاختناق، حدّثي الله عنهم وما فعلوه وعنكِ وما تشعرين.. فالناس تنسى والله لا ينسى، والناس تقسو والله يحنّ ويرحم..
كرري (32) مرة هذه العبارة (روان كاملة بضعفها ونقصها، روان جميلة كما هي).. وان استطعت تكرارها أكثر فكرريها، كرريها روان (هذا أمر وليس رجاء) كرريها، ستكتشفين بعد حين كم أنتِ جميلة كما أراكِ تماماً.
التعليقات